حديث" ما يخرج رجل صدقته حتى يفك بها لحيي سبعين شيطانا " .
قال الشيخ الألباني – رحمه الله - في " السلسلة الصحيحة " 3 / 264 : 1268
رواه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1 / 248 / 2 ) و الحاكم ( 1 / 417 ) و أحمد ( 5/ 350 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 90 / 1 - زوائد المعجمين ) عن أبي معاوية محمد بن خازم عن الأعمش عن ابن بريدة عن أبيه مرفوعا . و قال الحاكم
: " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي .
ثم جاء الشيخ – رحمه الله - فقال في السلسلة الضعيفة(6823 ) ( ما يخرج رجل شيئاً من الصدقة ؛ حتى يفك عنها لَحْيَي سبعين شيطاناً ).
ضعيف.
أخرجه أحمد في " المسند " ( 5/ 350 ): ئنا أبو معاوية: ثنا الأعمش عن ابن بريدة عن أبيه - قال أبو معاوية: ولا أراه سمعه منه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:... فذكره.
ومن هذا الوجه أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 4/ 105/ 2457 )، والحاكم ( 1/ 417 )، والبزار في " مسنده" ( 1/ 447/ 943 - كشف الأستار )، والطبراني في " المعجم الأوسط " ( 2/ 24/ 038 1 )، والبيهقي في " الشعب " ( 3/ 257/ 3474 )، والأصبهاني في " الترغيب " ( 2/ 676/ 1624 ) ؛ كلهم عن أبي معاوية به ؛ دون قوله: " ولا أراه سمعه منه ".
قلت: وهذه فائدة عزيزة، حفظها لنا إمام السنة في " مسنده " جزاه الله خيراً ؛ كشفت لنا عن علة الحديث التي غفلنا عنها برهة من الدهر، تبعاً لغيرنا ؛ نقد قال الحاكم:
" صحيح على شرط الشيخين "! ووافقه الذهبي! وأقررتهما في " الصحيحة " ( رقم 1268 )، وكانت غفلة أسأل الله أن يغفرها لي، مع أنني كنت تنبهت لها ؛ فذكرته في " ضعيف الترغيب " رقم ( 543 ).
وقوله: "... الشيخين " فيه إشعار بأن: ( ابن بريدة ).. هو: ( عبد الله ). وهذا خلاف قول البزار عقبه:
"تفرد بهذا الإسناد أبو معاوية، و ( ابن بريدة ) هو: ( سليمان ) ".
قلت: وقد أعل الحديث ابن خزيمة ؛ فقال في الباب الذي ترجم له:
" إن صح الخبر ؛ فإني لا أقف هل سمع الأعمش من ابن بريدة أم لا ؟ ".
قلت: ولذلك لم يذكروه في الرواة عن ( ابن بريدة ).. لا في: ( سليمان )، ولا في: ( عبد الله )، على أن الأعمش معروف بالتدليس، فلو فرض ثبوت سماعه من أحدهما ؛ فذلك لا يعني ثبوته عن كليهما معاً، ولو ثبت ؛ فذلك لا
يعني ثبوت الاتصال إلا إذا صرح بالسماع في هذا الحديث بخصوصه - كما لا يخفى على العلماء -.
وقد روي الحديث عن أبي ذر موقوفاً قال:
ما خرجت صدقة حتى يفك عنها لحيي سبعين شيطاناً ؛ كلهم ينهى عنها. أخرجه البيهقي ( 3475 ) من طريق عمار الدهني عن راشد بن الحارث عنه.
قلت: وهذا إسناد ضعيف ؛ راشد بن الحارث: لا يعرف إلا بهذه الرواية، ومع ذلك أورده ابن حبان في " الثقات " ( 4/ 234 ). وحسنه الجهلة!
والحديث قال الهيثمي ( 3/ 109 ):" رواه أحمد والبزار والطبراني في "الأوسط " ورجاله ثقات ".
ونقله الشيخ الأعظمي في تعليقه على " كشف الأستار "! ولم يتعقبه بشيء! وكذلك فعل المعلقون الثلاثة على " الترغيب " ( 1/ 669 ) ؛ بل زادوا - ضغثاً على إبالة - فقالوا:"حسن"!!
فلم يلتفتوا إلى إعلال ابن خزيمة [ له ] بالانقطاع، ولبالغ جهلهم وغفلتهم لم ينتبهوا للسقط الذي وقع في طبعتهم لـ " الترغيب "، وهو [ في ] قوله: "وتردد في سماع الأعمش من بريدة "! والصواب: " [ ابن ] بريدة". فكيف يلتقي التحسين مع هذا السقط ؟! لو كانوا يعلمون!