من أقدم وسائل العراك المذهبي والعقدي : أن تنصر أبعد المذهبين في رأيك عن الحق على الأقرب إليه ، وأن تدعي بأن الأبعد عن الحق كان هو الأسلم من الأقرب إليه في التنزه عن التناقض والخلل !
كل ذلك يقع لكي توهم سامعك وقارئ كلامك أن الأقرب للحق أضعف حجة وأشد تهافتا من الأبعد عن الحق !
وهذا تناقض ؛ لأن القرب من الحق يوجب مزيد قوة بهذا القرب ، ولأن البعد عن الحق يوجب مزيد ضعف بهذا البعد !!
لكن للصراعات المذهبية والعقائدية سننها ، فهي تجعل مسائل العلم حربا ، ويجوز في الحرب من المكر والاحتيال ( بل والكذب ) ما لا يجوز في غيرها!! فالحرب خدعة !!
لكن الحقيقة أن مسائل العلم أنزه من ذلك ، ولا يجوز أن تُخاض بروح المحارب ، ولا بنفسية المقاتل ، ولو كانت بأخلاق الفرسان ( كما يقال ) !
بل يجب أن تُتناول بروح الحكماء ، ونفسية ورثة الأنبياء عملا بالحق وحبا له ودعوة إليه !
إن العلم يحتاج أخلاق الأنبياء ( عليهم السلام ) ؛ لأن حملته هم العلماء وهم ورثتهم (عليهم السلام) !!

د/حاتم العوني.