قال تعالى"وبالوالدي إحسانا"
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ،والإنسان يتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،ومما يدل على ذلك قوله تعالى"واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم"(النساء 36) في الآية الكريمة عدة أمور : أولها:تقديم الإحسان إلى الوالدين واقترانه بعبادة الله وعدم الإشراك به دليل على أهميته ، فالكلام يترتب بحسب الأهمية المعنوية ،والمتقدم في المنزلة والمكانة متقدم في الموقع والمتأخر في المنزلة والمكانة متأخر في الموقع كذلك . ثانيها:تقديم معمول(مطلوب)المص در عليه ،في قوله تعالى" وبالوالدين إحسانا" وبناء على هذا يجوز لنا أن نقول:زيدا ضربا ،مرتبة من الأهم إلى الأقل أهمية ،والتقديم يفيد التخصيص.
ثالثها:الفصل بين المتعاطفين في قوله تعالى" وبالوالدين إحسانا وبذي القربى"بواسطة المصدر، والواقع أن هذا المصدر قد وضع في أفضل مكان ،لأن تقديمه يجعله معطوفا على شيئا ،وتأخيره إلى نهاية الآية يضعف الرابطة بينه وبين بقية الكلام .
رابعها:الواو في هذه الآية تفيد الترتيب ، والمُحسَن إليهم ترتبوا من الخاص إلى العام ،ومن الأقرب إلى الأبعد ،ومن الأهم إلى الأقل أهمية ، والمتقدم في المنزلة والمكانة متقدم في الموقع والمتأخر في المنزلة والمكانة متأخر في الموقع كذلك .