العبارة تابعة لقصد المتكلم
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ،والإنسان يتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،ومما يدل على ذلك أنه عند الإخبار عن الذي أو عن الألف واللام أن يراد الشرط أو يراد مجرد الخبر، فإذا قصد (المتكلم )معنى الشرط اقترن الخبر بالفاء،وإن لم يقصد ( المتكلم) معنى الشرط لم يقترن الخبر بها، ويبدو ذلك واضحا في الشواهد التالية: أ-إرادة الشرط ومن ثم اقتران الخبر بالفاء بسبب الاحتياج المعنوي: 1- قال تعالى"والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما"أي:من سرق ومن سرقت فاقطعوا أيديهما ، جاءت الآية الكريمة بالفاء لأن المعنى على إرادة الشرط. 2-والزانية والزاني فاجلدوا "أي من زنت ومن زنى فاجلدوا" وهنا كذلك جاءت الآية الكريمة بالفاء لأن المعنى على إرادة الشرط. ب-إرادة مجرد الإخبار فلا يقترن الخبر بالفاء: 1- قال تعالى"الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب" لم تأت الآية الكريمة بالفاء لعدم الاحتياج المعنوي. 2-إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا" وليس معنى الشرط واردا على أي من هذه الشواهد،ومن ثم يمتنع اقتران الخبر بالفاء لانعدام رائحة الشرط. ومن هنا فالعبارة تابعة لقصد المتكلم ،وأن المتكلم يقول وهو يفكر ويفكر وهو يقول تحت رعاية الاحتياج المعنوي ،ولو كانت المسألة شكلية لفظية لما انجزم الخبر بالفاء (أقصد جواب الشرط).