التمرد على سلطان المعنى
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ،والإنسان يتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ، والشيء الوحيد الذي يحكم اللغة ونحوها العالمي هو الاحتياج أوالأهمية المعنوية وعلاماتها ، فالكلام يبنى بعضه على بعض،وتربط بينه علاقة الاحتياج ،سواء أتقدم الكلام أم تأخر ،في الأصل وفي العدول عن الأصل ،كقولنا من المستقيم الحسن:أكرم زيد عمرا ،وأكرم عمرا زيد،وعمرا أكرم زيد .فالفعل يدل على أو يحتاج إلى الفاعل والمفاعيل ،وبمجرد ذكر الفعل يقوم المتكلم بتقديم الكلمة ذات الأهمية المعنوية العليا عنده لترتبط مع الفعل،ثم يعطي لها علامة منزلة المعنى التي يريدها ،والمتقدم في الموقع متقدم في المنزلة والمكانة ،والمتأخر في الموقع متأخر في المنزلة والمكانة.
ولكن يمكن التمرد على سلطان الاحتياج والأهمية المعنوية بين أجزاء التركيب ليكون الكلام مستقيما كذبا عذبا جميلا،حيث تزهر ورود اللغة بالتشبيهات والمجازات والاستعارات كقولنا:زيد أسد ،واستقبل القصر الرئاسي فخامة الرئيس،وضحكت الوردة.
كما يمكن التمرد على سلطان الأهمية المعنوية فنقول كلاما مستقيما قبيحا كقولنا:قد زيدا رأيت ،وكي زيد يأتيك.
كما يمكن التمرد على سلطان المعنى فنقول كلاما محالا أو محالا كذبا،كقولنا:سآت ك أمس،وشرب فلان ماء البحر غدا.
فالألفاظ هي الصورة الحسية للمعاني التي يربط المتكلم بينها برابط الاحتياج والأهمية المعنوية ،سواء أتقدم الكلام أم تأخر ،والإنسان يتثقف لغويا ،ويفكر ،ليقول ما يشاء كيفما يشاء ،وبمستويات متعددة تحت رعاية منزلة المعنى وعلاماتها ليكون بعيداعن اللبس والتناقض .