01-قراءة داوود عليه السلام للزبور بالالحان
01-قراءة داوود عليه السلام للزبور بالالحان
قال تعالى: ﴿۞وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا دَاوُۥدَ مِنَّا فَضۡلٗاۖ يَٰجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُۥ وَٱلطَّيۡرَۖ وَأَلَنَّا لَهُ ٱلۡحَدِيدَ ١٠﴾[سبأ:10]
قال الإمام أبو بكر ابن العَرَبي المالكي (ت 543هـ):
فيها مسألتان:
المسألة الأولى قوله : فضلا : فيه أربعة عشر قولا:
الأول : النبوة .
الثاني : الزبور .
الثالث : حسن الصوت .
الرابع : تسخير الجبال والناس .
الخامس : التوبة .
السادس : الزيادة في العمر .
السابع : الطير .
الثامن : الوفاء بما وعد .
التاسع : حسن الخلق .
العاشر : الحكم بالعدل .
الحادي عشر : تيسير العبادة .
الثاني عشر : العلم ; قال الله تعالى : ﴿وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا دَاوُۥدَ وَسُلَيۡمَٰنَ عِلۡمٗاۖ﴾[النمل:15]
الثالث عشر : القوة ; قال الله تعالى : ﴿وَٱذۡكُرۡ عَبۡدَنَا دَاوُۥدَ ذَا ٱلۡأَيۡدِۖ إِنَّهُۥٓ أَوَّابٌ ١٧﴾[سبأ:17]
الرابع عشر : قوله : ﴿ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيۡءٍۖ ﴾[النمل:16]
والمراد هاهنا من جملة الأقوال: حُسن الصوت; فإن سائرها قد بيّناه في موضعه في كتاب الأنبياء من (الـمُشْكِلَين).
وكان داود ذا صوت حسن ووجه حسن ، و[له] قال النبي لأبي موسى الأشعري : (لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود )، وهي :
المسألة الثانية: وفيه دليل الإعجاب بحسن الصوت ، وقد روى عبد الله بن مغفل قال : رأيت النبي وهو على ناقته أو جمله وهي تسير به ، وهو يقرأ سورة الفتح أو من سورة الفتح قراءة لينة وهو يُرَجِّع ، ويقول: آه ، واستحسن كثير من فقهاء الأمصار القراءة بالألحان والترجيع ، وكرهه مالك . وهو جائز؛ لقول أبي موسى للنبي : (لو عَلِمْتُ أنك تسمع لحَبَّرتُه لك تحبيرا) ; يريد لجعلته لك أنواعا حِسانا ، وهو التلحين ، مأخوذ من الثوب المُحَبَّر، وهو المخطط بالألوان .
وقد سمعتُ تاج القراء ابن لُفْتة بجامع عمرو يقرأ : ﴿وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَتَهَجَّدۡ بِهِۦ نَافِلَةٗ لَّكَ﴾[الإسراء:79] ،فكأني ما سمعتُ الآية قط!
وسمعتُ ابن الرّفّاء وكان من القراء العِظام يقرأ: ﴿كٓهيعٓصٓ ١﴾[مريم:1] وأنا حاضر بالقَرافة، فكأني ما سمعتُها قط!
وسمعتُ بمدينة السلام شيخَ القراء البصريين يقرأ في دار بها المَلِك : ﴿وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلۡبُرُوجِ ١﴾[البروج:1]، فكأني ما سمعتُها قط! حتى بلغ إلى قوله تعالى : ﴿فَعَّالٞ لِّمَا يُرِيدُ ١٦﴾[البروج:16] فكأن الإيوان قد سقط علينا!!
والقلوب تخشع بالصوت الحسن كما تخضع للوجه الحسن ، وما تتأثر به القلوب في التقوى فهو أعظم في الأجر وأقرب إلى لين القلوب وذهاب القسوة منها .
وكان ابن الكازَرُوني يأوي إلى المسجد الأقصى ، ثم تمتَّعنا به ثلاث سنوات ، ولقد كان يقرأ في مهد عيسى فيُسمَع من الطُّور ، فلا يقدر أحد أن يصنع شيئا طول قراءته إلا الاستماع إليه!!
وكان صاحب مصر الملقب بالأفضل قد دخلها في المحرم سنة اثنتين وتسعين وأربع مئة وحَوَّلها عن أيدي العباسيّة ، وهو حَنِقٌ عليها وعلى أهلها بحصاره لهم وقتالهم له ، فلما صار فيها وتدانى بالمسجد الأقصى منها ، وصلى ركعتين = تصدَّى له ابن الكازروني ، وقرأ : ﴿قُلِ ٱللَّهُمَّ مَٰلِكَ ٱلۡمُلۡكِ تُؤۡتِي ٱلۡمُلۡكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلۡمُلۡكَ مِمَّن تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُۖ بِيَدِكَ ٱلۡخَيۡرُۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ٢٦﴾[آل عمران:26]، فما ملك نفسه حين سمعه أن قال للناس على عظم ذنبهم عنده ، وكثرة حقده عليهم: ﴿ لَا تَثۡرِيبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡيَوۡمَۖ يَغۡفِرُ ٱللَّهُ لَكُمۡۖ وَهُوَ أَرۡحَمُ ٱلرَّٰحِمِينَ ٩٢﴾[يوسف:92].
والأصواتُ الحسنة نعمة من الله تعالى ، وزيادة في الخلق ومِنَّة، وأحقُّ ما لبست هذه الحلة النفيسة والموهبة الكريمة كتاب الله ; فنِعَم الله إذا صرفت في الطاعة فقد قُضِيَ بها حَقُّ النعمة.
[أحكام القرآن، لابن العربي (4 / 5-8)، طبعة دار الحديث بالقاهرة]
هناك كتاب التغني بالقرآن بحث فقهي تاريخي للبيب السعيد نشرته الهيئة العامة للتأليف والنشر سنة 1970م
وهو موجود في الشاملة
http://www.islamport.com/b/1/quraans...%D1%C2%E4.html
فكيف تقول إنه أول كتاب يؤسس ... ؟؟
وهناك أيضا رسالة في التغني واللحن لساجقلي زادة (ت 1150هـ) وهي مخطوط
وهناك كتاب آخر : البيان في حكم التغني بالقرآن
«دراسة في ضرورة تحسين الصوت والتطريب بالقراءة »
لـــــ: بشار عواد معروف
لكن لعل أخانا يقصد القواعد لهذا العلم الذي يقعد ويُنظِّر له ، وهو علم المقامات التي يسميها علم التغني !
وقد تكلم عنها شيخ الإسلام وغيره :
فتوى حول التغني بالقرآن بما يخرجه عن استقامته (من جامع المسائل: المجموعة الثالثة)
المؤلف : تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني (المتوفى : 728هـ)
المحقق : محمد عزير شمس
الناشر : دار عالم الفوائد - مكة
حياكم الله اخواني : محمد عبد الاعلى و ابومالك
الكتب التي اشرتم اليها تتحدث عن حكم التغني بالقرآن الكريم فقهيا ،عن الاثار التي تتحدث عن ضرورة تحسين الصوت والتطريب بالقراءة ..
..لكنها لم تحدث عن قواعد التغني..كيف سنحسن صوتنا ،كيف سنتغنى بالقرآن ..هذا هو موضوع كتاب التبيان.
التبيان في قواعد التغني بالقرآن يتحدث عن التغني بالقرآن الكريم كفكر ،كعلم له ابواب وقواعد ستدرس ان شاء الله تعالى كما تدرس قواعد علم التجويد مثلا
بارك الله فيكم .
أولا : جزى الله خيرا أخانا أبا مالك على نقله لكلام أهل العلم فى هذه المسألة الدقيقة .
ثانيا : تعجبتُ من طريقة رد أخينا محمد علي كلام أهل العلم ، فكان يقول : فكيف سيحسن القارئ تلاوته و لماذا نمنع القارئ من تقنيات القراءة و التطريب ... إلى آخره .
و لا أدرى هل هذه طريقة صحيحة لمناقشة كلام العلماء ؟! فهذه طريقة يُحسنها كل أحد فى كل مسألة ، لماذا لا نترك المرأة و شأنها ، لماذا لا نجعل الشعب يفعل ما يريد فى دولته و حكومته ...إلى آخره .
ثالثا : قال الأخ محمد : " الكتب التي اشرتم اليها تتحدث عن حكم التغني بالقرآن الكريم فقهيا " ثم قال : " التبيان في قواعد التغني بالقرآن يتحدث عن التغني بالقرآن الكريم كفكر ،كعلم له ابواب وقواعد "
السؤال : كيف أثبتَ فى كلامك الأول أن كلام العلماء الذى نقله الإخوة كان عن حكم التغنى بالقرآن فقهيا ثم تثبت بعدها أنكَ منظرٌ له مقعدٌ لمسائله !! كلامكَ هذا يشبه كلام من قال : الديمقراطية كفرٌ ثم تراه يسن قوانين و قواعد ليحكم بها الشعب فى مسائلهم و قضاياهم .
وهذا الكلام لا يحتاج إلى تعليق لأن رده باطل لمن تأمله !
رابعا : أرجو من الإخوة أن يدعوا الأخ محمد الوادى يضع فكرته كاملة حتى تكتمل الصورة و يتضح التصور التام حتى لا نتهمه بسوء القول ، هذا مع أنى أجد فى نفسى شيئا من هذا الموضوع لكن لبناء حكم شرعى تام يلزم منه إتضاح الرؤية .
و أرجو من الأخ محمد الوادى أن ينزل الكتاب بصيغة البى دى إف لكى نستطيع دراسته و التأمل فيه ثم بعدها نبنى حكمًا عليه من خلال تلك القراءة .
الاخ الكريم عبد الله سرحان اشكركم على اهتمامكم بالموضوع ومشاركتم في النقاش .
نكمل اذن باب التاصيل لعلم التغني والذي يتضمن المحاور التالية :
- ولقد ءاتينا داوود منا فضلا مع تفصيل الاثر الوارد في قراءة داوود للزبور.
-تفصيل حديث ليس منا من لم يتغن بالقرءان
-تفصيل حديث ترجيع النبي لتلاوته لسورة الفتح
--حديث عن الصحابة والتابعين ممن اشتهروا بالتغني بالقرءان الكريم.
- -اراء فتاوي لعلماء الامة قديما وحديثا في مسالة التغني بالقرءان الكريم.
يجب ان نفرق بين عدة مصطلحات :الحكم الشرعي الذي هو: (خطاب الله تعالى، المتعلق بأفعال المكلفين، اقتضاءً أو تخييراً أو وضعاً). بمعنى: ما اقتضى الشرع فعله أو تركه، أو التخيير بين الفعل والترك، والأحكام الشرعية تتضمن: الفرض، والمندوب، والمحرم، والمكروه، والمباح، والصحيح، والباطل.....والفقه في اصطلاح الفقهاء : هو العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسبة من ادلتها التفصيلية
وهذا ما تضمنته الكتب التي اشرتم اليها .. واشرت اليها بتفصيل مفصل وأضفت اليها ما اخفاه وسكت عنه كثير من العلماء في كتاب التبيان في قواعد التغني بالقرآناماالعِلْـمُ، فاقصد به كل نوع من العلوم و المعارف و التطبيقات.او مجموع المسائل والاصول الكليّة التي تدور حول موضوع معين أو ظاهرة محددة وتعالج بمنهج معين وينتهي إلى وضع نظريات وقوانينوالفكرهو اعمال العقل والقدرة على تصحيح الاستنتاجات بشأن ما هو حقيقي أو واقعي...، و كيفية ايجاد حل للمشكلات المتعلقة بالموضوع.وهذا هو مانفرد به كتاب التبيان عن باقي الكتب السابقة
[quote=محمد الوادي;776557]01-قراءة داوود عليه السلام للزبور بالالحان[quoto]
وأثر عبيد بن عمير أخذه من أهل الكتاب ، فبينه وبينه مفاوز !!
أثر عبيد بن عمير أخرجه عبد الرزاق في مصنفه وصحح اسناده وابن قتيبة في عيون الأخبار وأبو عوانة في مسنده والفاكهي في أخبار مكة وجاء ذكر الاثر في غيرها من المصادر ...عن ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير أنه قال: كانت لداود نبي الله معزفةٌ يضرب بها إذا قرأ الزبور بذكر المعزفة
ابن حجر رحمه الله لم يذكر المعزفة حيث قال:[وقال عمر بن شبة : ذكرت لأبي عاصم النبيل تفسير ابن عيينة فقال : لم يصنع شيئا ، حدثني ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير قال : " كان داود - عليه السلام - يتغنى - يعني حين يقرأ - ويبكي ويبكي " وعن ابن عباس : أن داود كان يقرأ الزبور بسبعين لحنا ، ويقرأ قراءة يطرب منها المحموم . وكان إذا أراد أن يبكي نفسه لم تبق دابة في بر ولا بحر إلا أنصتت له واستمعت وبكت . وسيأتي حديث : إن أبا موسى أعطي مزمارا من مزامير داود في " باب حسن الصوت بالقراءة " ]. ناقلاً عن ابن بطال ..ونقله ايضا ابن القيم رحمه في كتاب زاد المعاد..ولماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في حق ابي موسى الْأَشْعَرِيّ : ( أُعْطِيَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِير آلِ دَاوُدَ ) قال النووي :قَالَ الْعُلَمَاء : الْمُرَاد بِالْمِزْمَارِ هُنَا الصَّوْت الْحَسَن , وَأَصْل الزَّمْر الْغِنَاء ..
كلام مفصل حول الاثر المتعلق بقراءة داوود للزبور
هناك عدة اساليب للتغني بالقرآن الكريم ..وكل اسلوب يتطلب نوعا معينا من الاصوات ..سنتحدث عن ذلك ان شاء الله قريبا في درس مستقل .
قد يقع صوت القاريء المبتدئ اسيرا لدى صوت قاريء مشهور ...كيف يفك اسره ..تعرف على ذلك في الدرس المقبل
ليس من الضروري ان يكون الصوت الحسن صوتا قوي الحدة ،الصوت الحسن هو الصوت الذي يستطيع ان يبلغ رسالة القرآن الى اذن و فكر وقلب المستمع بنعومة ويسر واطمئنان....البقي ة في الدرس المقبل : كيف تحسن صوتك