قال تعالى"وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب"
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ،والإنسان يتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ، كما هو الحال في هذه الآية الكريمة:
قال تعالى"وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين سبأ (3)
وفي هذه الآية الكريمة الأمران التاليان:
الأول :الفصل بجواب القسم بين الصفة والموصوف ،أي" قل بلى وربي عالم الغيب.................... .. ....................لتأتينكم" ففصل بجواب القسم بين الموصوف وصفته ،وذلك بسبب حاجة القسم إلى الجواب ،ولأن تأخيره يضعف العلاقة المعنوية بين القسم وجوابه،ولأن السياق في إتيان الساعة ،كما كان في تأخير الصفة "عالم الغيب" اتصال لها بما يفسرها وهو قوله تعالى"لا يعزب عنه مثقال ذرة ...........".لاحظ إلى ما يؤول إليه التركيب مع عدم الفصل"وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين لتأتينكم".وقد جاء هذا الفصل من أجل الرد الصارم على إنكار الكفار لمجيء الساعة.
الثاني:تقديم السموات على الأرض لأن الساعة تأتي من قِبَلها والصعق منها يبتدئ ، ولأنها مسبوقة بقوله"عالم الغيب " وغيب السموات أعظم من غيب الأرض ومعلوماتها أكثر وهي أدل على صفة العالمية .