إذا طلعت الشمس فأتني
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ،والإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،وذلك كما في قول العرب:: إذا طلعت الشمس فأتني ،وهذا هو الأصل ،لأن "إذا" تجيء وقتا معلوما ،كما يقول سيبويه، ومن حقها أن يرتبط معها المتحقق وقوعه، أو الكثير الوقوع، ولكن العرب تقول كذلك"إن طلعت الشمس فأتني"،وذلك في اليوم الغائم ،حيث يصبح طلوع الشمس مشكوكا فيه ، فيأتون بإن" التي تستعمل للشك ،وتقول العرب :إذا احمر البسر فأتني ،لأن احمرار البسر كائن لا محالة،ويمكن أن نقيس على حالة عدم طلوع الشمس بسبب الغيوم فنقول"إن احمر البسر فأتني "إن كان هناك شك في احمرار البسر ،بسبب مرض أو ما يشبهه،لأن ذلك في علم الغيب .
وعلى هذا ،فالعربي يرتب كلامه بناء على الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل.