مشكلات تدريس علم النحو
1
ثالثة الأثافي الثالثة الثابتة بعد مشكلات تدريس علمي العروض والصرف التي لا يجوز ألا يصمد لها أستاذ مثلي بقسم النحو والصرف والعروض، هي مشكلات تدريس علم النحو، التي تأخرت في نظري عن أختيها على رغم تقدمها في نظر من سموا الأقسام بجامعاتنا العربية!
ولا بأس بموضعها ما تطرفت؛ فإن أمامك خلف غيرك، فأما البأس فبأن تضيع في الخلال، وتستدير على الناظر دائرة لا يدري أين طرفاها!

إن الدندنة التي جاشت بواعية الشاعر -والشاعر إمامنا اللغوي الذي ينهج لنا مناهج التفكير والتعبير- ثم تفلتت من منافذ كلمات شعره الصرفية والمعجمية، لا يقر قرارها إلا حيث يكتمل تكوين المركبات النحوية من تلك الكلمات؛ فمن شاء نظر من فوق هذه المركبات، ومن شاء نظر من تحت تلك الكلمات، وحيثما يمم فثم عروض الشعر.


وكما ائتلفت علوم العروض والصرف والنحو في عقل الخليل بن أحمد -رضي الله عنه!- ينبغي أن تأتلف في عقول خلفه. وكما تأتلف العلوم تأتلف مشكلاتها؛ فيستمر في بعضها ما في بعض، ويأخذ بعضها بحجز بعض؛ فيدل عليه، ولا يجوز في عقل العاقل ألا ينتفع في حل مشكلات بعضها بما انتفع في حل مشكلات بعض!