هناك في أرض الانطلاقة الأولى .. في مدينة الإسلام تآمر الكفر بمكره الكُــبَّــار ، يريد إطفاءَ نور الخير القادم للبشرية جمعاء .. فيقف نبي الرحمة والهداية متفائلًا واثقـــًا بنصر الله تعالى ، ومعتزاً بهذا الدين العظيم ، قائلًا لأتباعه وهو يعيشون ذلًا واستضعافـــًا وتسلطـــًا من الكفر وأهل ، فيقول عليه الصلاة والسلام : ( والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ، ولكنكم قوم تستعجلون ) ..


ويوم مات عليه الصلاة والسلام : ارتد كثير من العرب ، فقال بعضُ الناس من أصحاب القلوب المتشائمة : ذهب الإسلامُ وعــزُّه .. فأيد الله عز وجل هذا الدين ، وأعز أهله بحكمة مؤمن عاقلٍ معه رجالٌ أشداء على الكفار رحماء بينهم ، فأعاد للإسلام عـــزته ومكانته ..


ويوم سال سيل المغول من المشرق ، فعاثوا في الدنيا الموت والدمار ، وأكثروا في الأرض الفساد .. وذهبت عاصمة الإسلام ، وجوهرة العلم والعلماء ؛ فكانت أثراً بعد عينٍ .. وظن الناس : أن الإسلام انتهى تاريخه من الأرض ؛ فكانت العاقبة نصرًا لهذا الدين وأهله ..


وبقي المسجد الأقصى أسيرًا سليبــًا تسعين سنة ، ثم زال ذلك الغاصب المحتل .. وسطر صــــلاح الـــــدين قصةَ انتصارٍ خالدةٍ تقرؤها الأجيال أبد الدهر ..


وفي العهد القريب : اجتمعت جحافل الكفر من أربة بصليبها وظلمها ، فاحتلت بلاد المسلمين بأجمعها إلا قليلًا ، فعاثت فسادًا وقتلا ومسخـــًا لأبناء هذا الدين .. فاستيقظت أمة الإسلام – بعدَ نومةٍ طويلةٍ ، وغفلةٍ خانعةٍ – وعاد إليها شيءٌ من نبض الخير القديم ؛ فأزالت ذلك الوجود الخبيث من أرضها ووطنها ..


واليوم : نرى ظلمــًا وحربـــًا وقتلًا للمسلمين في كل مكان ، ممن ؟ من دعاة السلام ، ومحاربي الإرهاب ؟! فهل يستيقظ المسلمون من غفلتهم ، وهل ينتصر هذا الــدين من جـــديد ، وتعــود له عزته ومكانته في عالم الحياة الجديدة ؟ نعم ؛ سينتصر الإسلام ، ويعود عظيمـــًا كما كان عظيمــًا ، وسيبقى عظيمـــًا بإذن الله عز وجل ..