العدول عن أصل الاختصاص
على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية تقوم اللغة ،والإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس،كما في قوله تعالى:"قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق".
يقول النحاة :إن (لو،إذا،إن .......إلخ) مختصة بالدخول على الفعل،ولكن وردت شواهد كثيرة بعكس ذلك ،ومنها هذه الاّية الكريمة،حيث تقدم الضمير بحسب منزلة المعنى نحو "لو"،وعن هذا التقديم يقول الزمخشري:التقدي هنا يفيد التخصيص ،وأن الناس هم المتصفون بالشح المتبالغ،"ولكن الله كريم على عباده بعكس البشر،فالمعنى مع التقديم يختلف عن معنى التأخير،ولكن ربما أول النحاة ذلك بقولهم:لو تملكون أنتم تملكون،أو لو كنتم تملكون،ثم حذفت كان وانفصل الضمير،فصارت الاّية:"لو أنتم تملكون" مع أن هذا العدول ورد كثيرا في كتاب الله وفي كلام العرب،كقوله تعالى: إذا السماء انشقت" وقوله:وإن أحد من المشركين استجارك،وقوله"إ أمرؤ هلك "وقول العرب:إن زيد جاءك فأكرمه،وقول الشاعر:لو ذات سوار لطمتني ،وقول الاّخر:ولو غير أخوالي أرادوانقيصتي.
وفي رأيي أنه كما تم العدول عن أصل الترتيب ،وقلنا :زيدا ضرب عمرو،وضرب زيدا عمرو، وأفاد التقديم التخصيص فكذلك يمكن العدول عن أصل الاختصاص ،حيث يتم التقديم بسبب الأهمية المعنوية للمتقدم ،من أجل الهدف المعنوي أو البلاغي ........إلخ،وقد كان الأولى بالنحاة أن يقولوا كما قال الأخفش:إن لو ومثيلاتها يمكن أن تدخل على الفعل وعلى الاسم،حيث يتقدم صاحب الأهمية المعنوية عند المتكلم نحو هذه الأدوات بحسب الأهمية المعنوية،والمتق دم في المنزلة والمكانة متقدم في الموقع والمتأخر في المنزلة والمكانة متأخر في الموقع كذلك.