تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: الضمير الغائب في مواقف المديونيَّة وصناعة معايير خاصة للحقِّ للشيخ مختار الطيباوي .

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2014
    المشاركات
    4

    افتراضي الضمير الغائب في مواقف المديونيَّة وصناعة معايير خاصة للحقِّ للشيخ مختار الطيباوي .


    الضمير الغائب
    في مواقف المديونيَّة وصناعة معايير خاصة للحقِّ
    بسم الله الرحمن الرحيم


    عندما يحضر الموت ـ والدنيا مهما طالت انقضت ـ يحي الضمير الميت والمتبلد والغائب، يعود من سفره البعيد في عوالم المصلحة والشهوات، وقد هجره الكذب والتضليل والتأويل للنفس والاختفاء تحت الشعارات الرنانة ليقف أمام صاحبه عريانا يُذكِّره بكل كلمة قالها، أو خطَّها، هل كانت لله مجردة من كل مصلحة شخصية أم لمصلحة هذه الجهة أو ذاك الشخص {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ }.

    ذهب صديق لي لعيادة مريض ـ في المستشفى ـ على فراش الموت (رحمه الله)، كان هذا المريض رجلا صاحب نفوذ كبير في منطقته، له قريب مطرب مشهور جدًا، فسأله السؤال الاعتيادي: كيف تجدك؟
    فرد عليه: كيف سيكون حال رجل عاش بالكذب والتزوير يشهد لهذا زورًا ليأخذ حقا ليس له؟
    {رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا}

    عندما تقف أمام الشهوة لا يمكنك العودة، إن رفعت الإزار ولجت، والمستور من ستره الله، فابق بعيدا ولا تدع نفسك تزين لك الدنيا باسم الدين، فالأكل من المزابل مع الذباب والكلاب خير لك من أن تبيع دينك، ولعمر الحق لقد باع بعضهم دينه، لن ينفعهم تبديع هذا وتشويه ذاك.
    جئناها عراة وسنخرج منها عراة.

    لا نلومكم على الخطأ فلم يسلم منه أحد إلا من سلمه الله، ولا على قلة الوعي، ولا على السذاجة، ولا على الطمع في الحطام، نعذر الضعف الإنساني، نلومكم على التواطؤ، على المتاجرة بكلمات حق أطلقها السلف في ميادين الحق تبيعونها في سوق الباطل.
    إلى متى التزحلق على الأسئلة الحقيقية والصحيحة بأجوبة الحيدة؟

    المهارة في إخفاء الأغراض الخسيسة لحمل الشباب المحب للسلف على قبولها والمشاركة فيها ما لو علم الغرض منها لم يفعلها وتبرأ منكم، لن تستمر طويلا.

    صنع القضايا السلفية الباطلة عندما تركِّبونها من قضايا حقٍّ يحشد بها المؤمنون، وشحنهم بخطاب دِّينيِّ مفبرك بمعايير خاصة مستحدثة على منهج: "كلمة حقٍّ يُراد بها باطل" لن يدوم.

    ترسيخ الحنين للمجد الضائع مع عمل كل ما في الوسع لعدم عودته، وقتل المستقبل بصورة خيالية عن الماضي بضرب وحدة الأمة وائتلافها وترابطها بحجة نزاعات فقهية وعقدية توضع في غير إطارها لتزيدهم فرقة وتعصبا يكاد يستنفد وقوده.
    لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبر: ((أن الله لا يجمع هذه الأمة على ضلالة ، وأن الله لا يزال يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم فيه بطاعته)) غرس يعرفون الحق ولا يخالفونه، ولا يصدرون إلا عن دليل صحيح.

    كما قال العارفون: الصدْق سيف الله فِي الأَرْض مَا وضع على شَيْء إِلَّا قطعه، هذا معيار تقييم الدعاة.

    فكرنة ومنهجة المسائل البديهية، وتحويل اختلاف درجات إلى اختلاف كليات في زمن التخليط والبغي تعمية على أتباعكم انتهت مدة صلاحيته.

    سياستكم سياسة الملوك لا سياسة العلماء: مداهنة أضداد الدين قبل مكاشفتهم، تظهرون الميل إليهم إما بباطنكم أو مداهنة لهم.
    لا يغرنكم بياض القبة من الخارج فقد اسودت من الداخل بدخان الشموع، حقيقتكم خلف أسوار لحاكم بشعة {يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً (22) وَقَدِمْنا إِلى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً (23) أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً}.
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •