عدالة الصحابة:
[المتن]:
[والصحابة كلهم عدول بإجماع المعتبرين(1)].
[الشرح]:
(1) (والصحابة كلهم عدول بإجماع المعتبرين):
(والصحابة): لم تكلم عن هذه الشروط الأربعة ومحترزاتها؟
ذكر الصحابة لأنهم هم الطبقة الأولى في رواية الأحاديث، وهل يُتعرض لهم بتعديل أو تجريح؟ وهل هذه الشروط تشملهم أو لا؟
(والصحابة كلهم): هذا تأكيد.
(عدول): بتعديل الله تعالى لهم، عدّلهم الله -عز وجل-.
(بإجماع المعتبرين): من يُعتَد به، بإجماع المعتمدين.
وَهُمْ عُدُولٌ كُلُّهُـمْ لا يَشْتَبِـهْ
|
|
النَّوَوِيْ أَجْمَعَ مَنْ يُعْتَدُّ بِـهْ
|
قال النووي: "أَجْمَعَ مَنْ يُعْتَدُّ بِـهْ"؛ من أهل العلم، أما من كان من أهل البدع -كالرافضة ونحوهم- فلا عبرة بهم في إجماعات أهل السنة والجماعة.
وإذا كان الصحابة عدولا فلا حاجة إلى البحث عن عدالتهم، فجهالة الصحابي لا تضر، ويُبنى على هذه المسألة -كما سيأتي- مرسل الصحابي.
وَمُرْسَلُ الصَّاحِبِ وَصْلٌ فِي الأَصَحْ
لأن الغالب أن الصحابي لا يروي إلا عن صحابي، فإذا أسقط الصحابي الواسطة بينه وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- نقول: الصحابي جهالته لا تضر؛ لأن القاعدة أنهم كلهم عدول بإجماع العلماء المعتبرين.
وَهُمْ عُدُولٌ كُلُّهُـمْ لا يَشْتَبِـهْ
|
|
النَّوَوِيْ أَجْمَعَ مَنْ يُعْتَدُّ بِـهْ
|
إذًا فهذا مبني على هذا، وأما من فصّل بأنهم عدول إلى زمن الفتنة، ثم لا بد من البحث .. إلخ، نقول: هذه الأقوال كلها ضعيفة ومردودة، قال تعالى في شأنهم: {وَالسَّابِقُون الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ}[التوبة100]، وقال جل وعلا: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ}[الفتح18]، وقال: {وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء}[الفتح29]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «خير الناس قرني»، وقال: «لا تؤذوني في أصحابي»، ثم فيما تواتر من صلاحهم وطاعتهم لله ولرسوله غاية التعديل، حبهم لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم-، وجهادهم، وتضحيتهم من أجل الدين هذا يكفي لعدالتهم، ولا نحتاج إلى أن نبحث، وما وقع فيما بينهم من خلاف؛ نقول: نسكت عما شجر بينهم، ولا يُعد ذلك طعنا، كلٌ مجتهد وإن كان فيهم مصيب وفيهم مُخطئ، لكن نقول: هذا حصل من باب الاجتهاد، والقاضي إذا اجتهد وأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ له أجر واحد، ولا نبحث ولا نستفصل ولا نتحامل على شخص معين، بل ولا نقرأ ولا نذكر هذا للناس عموما، وإنما تطوى ولا تُروى.