قصيدتي إلى أخي ورفاقه
أخي يا أخي يا عُبدْ = تأمَّل هدانا الصمَدْ
فكلُّ امرئ عاقلٍ = سيُسألُ عما اعتمَد
وإنك ذو فطنةٍ = وتعرف أين الرشَد
فلا تُـلْـغِ فِكرًا وقد = حباك الإلهُ وقَدْ
أقام على خلقهِ = من الآيِ ما لا يُـرَدّ
تقول: أنا الملتزِمْ = بما قال حزبُ الفنَد
وتـترك قولَ الإله: = {ولا تركنوا} إذ قصَد
وتوجب فِعلَ الحرام = لتقليدِ من قد شرَد
*******
وإنِّي لكم ناصحٌ = أخاف عليك الكَمَدْ
أخاطب فيك التُّقى = وخوفَ الإلهِ الأحَد
إذا قمتَ في موقفٍ = لـتُـظلَم فيه البلَد
فهل ذاك من حكمةٍ = وهل لك فيهِ سنَد؟
هل الخيرُ في شُبهٍ = تـَريبُك أو في البعَد
وهل هو في زلَّةٍ = تـُكـثِّـرها بالعدد
أراكمْ تواصيتمُ = بقولٍ بلا مُستنَد
لـتُـغروا به جاهلًا = وما هو إلا زَبَد
تقولون: قد بايَعوا = من السَّافحين الجسَد(1)
وكانوا ذَوي رخصةٍ = لمذهبهم فلـتُقَد
أولئك أسلافُنا = فمن مثلُهم يا ولَد!!
********
أقول وكلي أسى = ودمعي عزيز المدد
ألاَ إنَّ تلبيسَكم = جَهولٌ ولا يطَّرد
ولا يستقيم لكم = دليلٌ وثيقُ الصفَد
ألم تنكروا أنَّه = هو القاتلُ المُزدرَد
وقدَّره شيخُكم = وقال: هو المعتمَد
فكيف الترخُّص يا = ذَوي الدِّين في كل جدّ
*********
ألا فارحَموا أمة = تعاني الصراعَ الأحدّ
وترجو النَّجاةَ لها = وترجو رخاء البلد
وتخشى على نفسها = عدوًّا خصيمًا ألدّ
وترنو إلى مجدها = إلى عيشها في رغَد
فكفُّوا سهامَكمُ = إلى كلِّ قلبٍ سجَد
ولا تنصروا ظالمًا = فلن تحصدوا ما حصَد
غدًا تندمون به = وتَلقَونه قد جحَد
وتَلقَونه غادرًا = ظلومًا لكم بعد غد
*****
فذلك نصحي لكم = يبلِّغه مَن شَهِد
ولا أبتغي أجرةً = ولا منحةً من أحَد
ولكنْ أخاف غدًا = سؤالَ الإله الصمَد
لماذا سكتَّ ولم = تحذِّر أخاك عُبَد
وإخوانَه كلَّهم = مِن السعي معْ مَن فسَد
فمعذرتي صغتُها = إلى ربِّ هذي البلد
بيانًا إلى إخوتي = يُفيد وإن لم يُفِد
أحمد بن عبدالله الهلالي
الاثنين 6 من رجب 1435 = 5 من مايو 2014
ـــــــــــ
(1) الجسد: الدم اليابس.