العنوان: "محاكم التفتيش في أسبانيا –كلاب الإله- وسقوط الأندلس واكتشاف كُلومبُس لأمريكة"
الكاتب: جيمس رِسُتن
المترجم: مجير ماجد العمري
الناشر: دار السيد – الرياض
صدر عام 2009م في 376 صفحة.

بين الأمس والغد
بين رمضان والأندلس
"اقتلوهم جميعا"
"فيح من جهنّم"
كولومبوس.. مجرّد بحّار؟..
الكاتب صحفي ومؤرّخ، أمريكي من أصل اسكوتلاندي، انتشرت مقالاته في كبريات الصحف الأمريكية، وصدر له 13 كتابا، وكان وثيق الصلة بالطبقة السياسية، مطلعاً على كثير مما يجري وراء الكواليس، منذ عهد الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون ووزير خارجيته كيسينجر، ويكشف كتابه هذا عن حرصه الكبير على "توثيق" ما يخط قلمه، لا سيما وأنّه يذكر تفاصيل الوقائع والأحداث، ويشير إلى ذلك التوثيق ما اعتمد عليه من مصادر إنجليزية وأمريكية وغيرها، وذكرها في نهاية الطبعة الإنجليزية من الكتاب، حيث شغلت 6 صفحات. وهذا ممّا يستدعي تقدير قيمة ما عرضه للقارئ الغربي من صور "مخزية" تاريخيا لِما كان في حقبة "محاكم التفتيش" أثناء الحروب ضد المسلمين حتى سقوط الأندلس، ومن بعد، فلئن كان بعض ذلك يثير للوهلة الأولى الانطباع كما لو أنّه ينقل عن مصادر عربية وإسلامية، فواقع الحال أنّ كثيرا من الفظائع الوحشية التي ارتكبت، والعصبية الدينية الدافعة لارتكابها، مؤرّخٌ تأريخاً دقيقاً في المصادر الغربية، إنّما يتمّ تجاهله فيما يُكتب حديثا، وإن ذُكر فلا يجري ذلك بوضوح مع اتخاذ موقف الإدانة كما هو الحال مع المؤلف في كتابه هذا.
ولئن استفاد القارئ الغربي من الكتاب بالتعرّف على ما بقي مهمل الذكر غالبا، عساه يعمل على تجنّب تكرار الجريمة، فإن استفادة القارئ العربي من ترجمة الكتاب يجب أن تشمل العمل على تجنّب تكرار صناعة الأسباب التي لم تؤدّ فقط إلى "خسارة الأندلس" كما يقال عادة، بل إلى انهيار صرح حضاري كبير، كان في انهياره خسارة مشتركة للأسرة البشرية عموما.
بين الأمس والغد
العنوان بالعربية: "محاكم التفتيش"، هو في الأصل جزء من العنوان الثاني للكتاب بطبعته الإنجليزية، بينما أبرز الكاتب في العنوان الأوّل تعبير "كلاب الإله"، المذكور في كتب التاريخ الغربية باعتباره الاسم الذي أُطلق من باب "المديح" على مَن كانوا ينفذون جرائم محاكم التفتيش بهدف "التطهير الديني" من منطلق دومينيكانيّ كاثوليكي. وقد يثير العنوان ومحتوى الكتاب التساؤل هذه الأيام: هل مضت حقبة "محاكم التفتيش" بعد سقوط الأندلس حقا؟..
لا شك أنّ ما بلغته آنذاك –وكذلك ما بلغه إحراق كتب بغداد أيام غزو هولاكو- هو بحكم "حالة متفرّدة" بنفسها، لم تتكرّر كثيرا على مرّ التاريخ.. إنّما نعايش هذه الأيام مشاهد وصورا متفرّقة، يمكن إذا تركناها.. إذا تركتها "الأسرة البشرية" (بمعنى الكلمة الأصلي وليس بمعنى إطلاق الوصف على هيمنة قوى دولية معدودة على سواها) أن تتكرّر الظاهرة بصور جديدة، ولا يمكن التنبّؤ إلى أيّ مستوى وحشي يمكن أن تصل كي تصبح بدورها "حالة متفرّدة" في مجرى التاريخ.
إنّ سموم الكراهية والحقد التي تفوح رائحتها من "محاكم التفتيش" عبر قرون عديدة، وقد اتخذت صيغة استهدافِ فئات دينية بكاملها، وملاحقتها، واضطهادها تقتيلا وتعذيبا واسترقاقا، من أجل إكراهها على اعتناق عقيدة سواها.. قد بدأ يفوح ما ينذر بشبيهه من سموم الكراهية والحقد عبر ما يسمّونه هذه الأيام –وفي التسمية تهوين من شأنه- "الخوف المرضي من الإسلام"، أو العداء الصريح للإسلام والمسلمين. لقد أوجد تكرار التعبير العلني المتعجرف عن ذلك أجواءً مواتيةً لظهور حالاتٍ معينة من السلوك العدواني.. لا تزال شاذة، ويجب العمل على بقائها شاذة، وعلى خنق مفعولها في مهده.
من الأمثلة على تلك الحالات: دعوة أحد القساوسة المتعصّبين الأمريكيين إلى حرق أكبر عدد ممكن من نسخ المصحف الشريف في يوم 11/9/2010م.. ولنذكر كيف أُحرق ألوف مؤلفة من المصاحف في حقبة محاكم التفتيش..
ومن الأمثلة: حملة جديدة في سلسلة حملات نشر الكراهية للمسلمين في ألمانيا هذه الأيام يجسّدها شخص مسؤول يدعى "تيلو سارّازين".. تذكّر مقولاته بمقولات كثير ممّن سبقوه فاشتهروا تحت عنوانٍ يستخدم تعبيراً ليّنا نسبيا: "الإساءات.."
هذان مثالان لا يحتاجان إلى بحث طويل عنهما، فهما من "أحداث الساعة".. وهما من بين أمثلة كثيرة، قديمة ينساها من ينساها، وأخرى ما زالت حاضرة في الأذهان لقرب العهد بها، فهي من السنوات العجاف الأولى من القرن الميلادي الحادي والعشرين، ولا يمكن فصل القديم ولا الجديد عن استقراء المستقبل، وقابلية أن يتطوّر مجرى تلك المشاهد –الشاذة حاليا- في اتجاه بالغ الخطورة، فيوصل إلى صور مأساوية تاريخيا، إذا اختلفت في تفاصيلها عن "حقبة محاكم التفتيش"، فلا تختلف عنها من حيث جوهر نمط التفكير، فهو الذي يوجد أساليب التصرّف المنحرف، ممّا يظهر شاذّاً في البداية.. ثم يحوّله الاعتياد عليه مع تسويغه، والاستخذاء تجاهه مع التضليل عن حقيقته وحقيقة مخاطره.. يحوّله ذلك إلى "ظاهرة" واسعة الانتشار، أي إلى "حقبة" من حقب التاريخ البشري.

بين رمضان والأندلس
غلبت هذه الخواطر على كاتب هذه السطور قبيل الشروع في هذه القراءة لكتاب "محاكم التفتيش" الصادر عن دار السيد بترجمته العربية، ولم يكن القصد في الأصل ربط الكتاب بأحداثٍ معاصرة كالأمثلة الواردة أعلاه، إنّما فرضت نفسها عبر تأثير معايشتها، بدلا من التقديم للقراءة بما كانت الرغبة تلحّ عليه في أجواء رمضان الحالي 1431ه، وهو الإشارة إلى بعض الأحداث الكبرى التي وافق وقوعها شهر رمضان في تاريخ الأندلس.
بالرجوع إلى الكتاب القيّم: "التاريخ الأندلسي من الفتح الإسلامي حتى سقوط غرناطة.. 92-897هـ"، للمؤرّخ الدكتور عبد الرحمن علي الحجّي، فوجئ كاتب هذه السطور بكمّ كبير من المعلومات بصدد رمضان.. أوّلها أنّ أقدام المسلمين (100 فارس و400 راجل) بقيادة طريف بن مالك، وطأت أرض الأندلس لأوّل مرة في شهر رمضان 91هـ، قبل 1340 عاما هجريا..
وكانت المعركة الفاصلة الأولى لفتح الأندلس بين جيش طارق بن زياد والملك القوطي ردريك في شهر رمضان 92هـ..
وكان وصول موسى بن نصير إلى الأندلس وهو ابن 75 عاما، في شهر رمضان 93هـ، وقد بلغ آنذاك طليطلة التي كانت عاصمة القوطيين وتابع طريق الفتح حتى أربونه جنوب فرنسا..
ولم ينقطع "حضور رمضان" في تاريخ الأندلس على امتداد القرون التالية، فلا يمكن حصر جميع الأحداث التي شهدها، إلى أن كانت بداية النهاية بوفاة عبد الرحمن الناصر في شهر رمضان 366هـ إذ بدأ بذلك تحوّل الخلافة الأموية تدريجيا إلى ممالك، وإن لم تخل الحقبة التالية من أحداث كبرى، أشهرها آخر الانتصارات الإسلامية الحاسمة في معركة الزلاّقة في شهر رمضان 479هـ (وقيل في رجب من العام نفسه).
"اقتلوهم جميعا"
يقع كتاب "محاكم التفتيش" بين أيدينا في قسمين: (الالتقاء) وهو موزع على 17 فصلا تتناول أوضاع الأندلس وأحداثها آنذاك، و(الرؤيا والكشف) وهو موزع على 10 فصول معظمها حول ما جرى بعد سقوط الأندلس وارتباط جزء منه بما سمّي "اكتشاف" أمريكا.. بالإضافة إلى مقدمة وخاتمة.
خصص الكاتب المقدّمة بعنوان (غرناطة) ليبين أهمية حدث سقوط غرناطة عام 897ه و1492م، ونهاية العهد الأندلسي الإسلامي آنذاك، مشيرا إلى التطابق بين موقع ذلك الصراع "الديني" في التاريخ وبين موقع "الحروب الصليبية"، ولينتقد من الواقع الحاضر كيف أنّ الفاتيكان التي أعلنت عام 1998م عزمها على تطهير تاريخ الكاثوليكية بإعادة النظر في زواياه المظلمة مثل "محاكم التفتيش"، قد نكصت عن ذلك عبر بيان الكرسي البابوي عام 2004م بأسلوب وصفته جريدة نيويورك تايمس بقولها "الفاتيكان يقلّل من هول محاكم التفتيش".
ويقول الكاتب عن كتابه "لقد حُكْتُ في هذا الكتاب بساطَ السنين التي أدّت إلى سنة 1492 والقوى التي تجمّعت في تلك السنة. إنّي لا أقص التاريخ بمعناه التقليدي، فإنّي لم أورد كل شاردة وواردة من حقائق التاريخ. إنّي أجمع العوامل التي تعنيني".
ولعل أوّل العوامل هو ما يعرضه في أول فصول كتابه عن تأثير المسلمين عبر الأندلس على الغرب، بما في ذلك تأثير من عُرفوا باسم (الموزراب) في منطقة قشتالة التي استطاع النصارى السيطرة عليها في البداية، وكذلك تأثير ملكهم ألفونصو العاشر نفسه، الذي سعى إلى ترجمة القرآن الكريم ومصادر العلوم التي حققها المسلمون آنذاك إلى اللاتينية، وكان يُلقّب بالمتعلم ككثير سواه ممّن نشؤوا في مدارس عربية.
وفي الفصل نفسه يؤكّد الكاتب أنّ بذور محاكم التفتيش قد زُرعت قبل سقوط غرناطة بزمن طويل، فكان "التنفيذ" عن طريق فردِناند وإيزابيلا في الأندلس بعد مراحل تنفيذية سابقة في أنحاء أوروبا في العهد الكنسي ثم العلماني كما يؤكّد، بعد أن كان القرن الميلادي الثالث عشر يمثل ذروة التسامح بين الأديان السماوية الثلاث، وقد كان من عناوين تلك الفترة قول البابا إنُّسِنت الثالث: "اقتلوهم جميعا، فالربّ سيعلم الخُلّص".
"فيح من جهنّم"
ويسرد الكاتب في الفصول التالية الكثير عن مراحل "التنظير" باسم الدين لعمليات الملاحقة والاضطهاد لمن يوصفون بالهراطقة –المنحرفين عن الدين- ممّا شمل اليهود، والمتحوّلين منهم تحت الضغوط إلى النصرانية، وفئات نصرانية من غير الكاثوليك، وكذلك المسلمين في الأندلس.
كما يسرد الكاتب قسطا كبيرا ممّا ساد من فساد ومؤامرات وإباحية بين ملوك قشتالة وأمرائها وصراعات دينية بين الكنائس النصرانية، ولم يخل من ذلك أي حدث تاريخي آنذاك، بما فيه زواج فردناند وإزابيلا، ولم يستقرّ لهما الحكم سنين عديدة، حافلة بالقوة والبطش على أرض أسبانيا والبرتغال، إلى أن سيطرا على المنطقة، فيما عدا مملكة غرناطة الإسلامية في الجنوب، فكانا مضطرين إلى مهادنتها، ولم تمض فترة طويلة على استقرار السيطرة لهما، حتى بدأ انتشار محاكم التفتيش رسميا في عامي 1478 و1479م.
تحت عنوان "سلاحف مرنة وذئاب ضارية" يشيد الكاتب بوضع طليطلة في العهد الإسلامي ويصفه بأنّها كانت "جنّة التسامح ومركزا للعلم" ويعتبر التعامل مع اليهود فيها "عصرا ذهبيا لليهود".. ولكن (عندما شاعت عربدة القتل والتنكيل في سنة 1391 في أرجاء إسبانية، كان أشدّها في طليطلة..) وانطلق في عمليات القتل والتنكيل جونزاليز دي مندوزا، الملقب بالكاردينال الكبير، دون أن تكون عليه سلطة أخرى سوى سلطة الفاتيكان، وشمل القتل المتنصّرين المتهمين بالكذب بعد تعميدهم واليهود. أما ما جرى في إشبيلية فيعبر عنه العنوان الذي اختاره الكاتب "فيح من جهنّم"، ومن ذلك "الفيح" ما يصفه الكاتب بقوله مثلا "وكان يقود جماعة كلاب الرب هذه، أي الدومنيكانيين، كلب رئيس، إنّه فريار ألفونسو دي أوخيدا، وكان متألّقا في تحقيق حلم حياته. ومشى خلفهم قضاة محليون، وتبعهم جنود يحملون خشبا وقودا للنار... وقد أحيط المدانون بحملة الفؤوس... وكان يحرق في داخلها (تماثيل من الجص) فيحترقون احتراقا بطيئا..."
وبعد رواية هزيمة المسلمين في لوسينا في 1483م (بينما كانت مملكة غرناطة تشهد مصادمات بين أميرها المستبد مولاي الحسن ومن خلعوه ونصبوا ابنه عبد الله محمد -أبو عبد الله الصغير- ثمّ حربا بينه وبين عمّه أمير ملاقة) يعود الكاتب إلى الحديث عن المزيد من ضحايا محاكم التفتيش في مختلف المدن الأندلسية .. سابقا.
في الفترة التالية حتى سقوط غرناطة نفسها يتحدّث الكاتب عمّا شهدته تلك السنوات من رحلات بحرية كان أهمها أوروبيا رحلة كُلومبُس (كولومبوس) التي أوصلته لاحقا إلى سواحل القارة الأمريكية الجنوبية في عام سقوط غرناطة، ويشير الكاتب إلى ما وصفه بخدمة استخباراتية قدّمها كلومبس للملك الأسباني فرديناند، معتمدا في ذلك على رحلاته البحرية التي طالما أوصلته غلى ميناء ملاقه، فكان على علم بأوضاعها الداخلية وسكانها. وفي هذه الأثناء كان أبو عبد الله الصغير قد تحالف مع الصليبيين، بينما بدأ أمير ملاقة "الزغل" بالتصدي للجيوش الأسبانية، ولم تنقطع في الوقت نفسه المعارك بين المسلمين، بين غرناطة وملاقة، إلى أن حاصرت قوات فردناند ملاقة فترة طويلة، وعندما سقطت عام 1487م بعد مقاومة كبيرة لم يستطع دخولها لمدة 3 شهور و11 يوما، إلى أن تمّ "تنظيفها من روائح جثث من قتلوا فيها بعد استسلامها.
لم يمنع تحالف أبي عبد الله الصغير مع فردناند الأخير من متابعة حملاته العسكرية في مملكة غرناطة، فلم يبق تحت "حكم" المسلمين سوى المدينة وقصر الحمراء فيها، لا سيما بعد معركة بازة التي كانت مقاومة الزغل وجنوده فيها مقاومة شديدة، ويذكر الكاتب "عندما علم أبو عبد الله الصغير باستسلام الزغل طار فرحا، ولبس أبهى ما عنده... لقد مات أبوه، واستسلم عمّه، وانتقل ابن عمه أمير المرية إلى صفوف النصارى، وأخيرا صار أبو عبد الله بن محمد الصغير ملكا على غرناطة".. وفي ذات الوقت ثار المسلمون في غرناطة ومن لجأ إليها ضدّه، كما جاءت مطالبته بتسليم غرناطة للملك فردناند، متخليا عن تحالفه السابق معه.. فتحوّل تحت الضغوط إلى "مقاتل"، وحوصرت المدينة، إنّما لم يمكن فتحها، واحتُلت الحقول حولها، فلم يعد لها مصدر يعيش سكانها منه، إنّما أنهك الحصار قوات فردناند أيضا، فوافق على اتفاق بين الطرفين، يتضمن في حالة الاستسلام بعد شهرين ضمان بقاء المسلمين على دينهم وعدم المساس بمساجدهم، ثم كان يوم استسلام المدينة في 4 ربيع الأول 897هـ و 2 كانون الثاني/ يناير 1492م.
كولومبوس.. مجرّد بحّار؟..
بعد ذلك فقط صدر الترخيص برحلة "كولمبس" استجابة لطلبه "لقد رأيت أمير المسلمين يتقدم إلى بوابة هذه المدينة ويقبّل سموّ يديكما الملكية، وإنكما ملكان كاثوليكيان كرستما أنفسكما للعقيدة النصرانية ونشرها، وأنتما عدوّان لأتباع محمد وهرطقتهم، فقد قررتما أن ترسلاني إلى مناطق الهند لأرى أمراءها ورعيتهم وبلادهموأبحث عن السبيل الأمثل لتحويلهم غلى ديننا وآمل أن أحقق ذلك".. ويقول الكاتب: "لقد ألحقته إزابلا وفردناند بمجموعتهما من "كلاب الإله"".
ويستفيض الكاتب في الفصل التالي في وصف الفظائع التي ارتكبها الأسبان في الفترة نفسها في تقتيل اليهود الذين كانوا يعيشون في الأندلس في العهد الإسلامي، ثم في وصف الفترة التاريخية التي عاشتها أوروبا آنذاك، ثم وصول كولمبس إلى ميناء بيونة في الجنوب الأمريكي عام 1493م فاعتبر وصوله إليها "اكتشافا" لأمريكا، بينما يقول الكاتب "وبدأت الحرب الصليبية على أمريكة".
كما يقول في خاتمة الكتاب حول ما شهده مسلمو الأندلس مشيرا إلى إعلان "مبدأ وحدة الدين" كناية عن التنصير مكان مبدأ "التسامح الديني" حتى إذا تمرّد فريق من المسلمين استغل فردناند التمرّد "ليعلن مرسوما يوجب على الجميع التنصّر... وانتشرت بعد شهور رائحة إحراق المصاحف في ساحة غرناطة". ونقل المؤلّف قول فردناند في حشرجة الموت وهو لا يصدّق أنّه سيموت "إن هذا لن يكون.. إنّه لم يتم واجباته بعد، فعليه أن يُتبع غزو غرناطة باحتلال بيت المقدس".