من أعان ظالماً بُلِيَ به
هذه المقولة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - ذكرها شيخ الاسلام في المجموع ج4 ص48 حيث قال
"...لِهَذَا يُقَالُ: مَنْ أَعَانَ ظَالِمًا بُلِيَ بِهِ وَهَذَا عَامٌّ فِي جَمِيعِ الظَّلَمَةِ مَنْ أَهْلِ الْأَقْوَالِ وَالْأَعْمَالِ؛ وَأَهْلِ الْبِدَعِ وَالْفُجُورِ. وَكُلُّ مَنْ خَالَفَ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ مِنْ خَبَرٍ أَوْ أَمْرٍ أَوْ عَمَلٍ فَهُوَ ظَالِمٌ"
.
والواقع والتاريخ يشهدان بذلك؛ فلو أَجَلْتَ النظر, واعتبرت كثيراً من نهايات الظالمين لرأيت ذلك رأي العين.

بل لعلها سُنَّةٌ ماضيةٌ, وعقوبةٌ قدرية تلحق بكل من اتصف بذلك؛ فهذا ابن العلقمي الذي كان أحد أسباب تقويض خلافة بني العباس وذلك بسبب خيانته, وممالأته لهولاكو _ كانت نهايته على يد هولاكو.
وهذا ثعلب الصحراء, القائد الألماني رومل الذي لمع نجمه إبان الحرب العالمية الثانية، وكان ذراع هتلر الأيمن, وقائده المظفر _ كانت نهايته على يد هتلر.
وها هم قواد الشيوعية من لدن لينين إلى جورباتشوف كلما دخلت أمة لعنت أختها.
والأمثلة على ذلك كثيرة, والغرض من ذلك التمثيل لا الحصر.
وليس الأمر يقتصر على الإعانة على الظلم بالقتل أو التدمير.
بل يدخل في هذا القبيل إعانةُ الظالم على ظلمه في نحو الغيبة, والوقيعة؛ فيُبتلى هذا المعينُ بالظالم؛ حيث تُغرى بينهما العداوة والبغضاء, ويصبح همُّ كلِّ واحدٍ منهما إسقاطَ الآخر.
فلا تجزعن من سيرة أنت سرتها * فأولُ راضٍ سُنَّةً من يسيرها
وفي مقابل ذلك من أعان عادلاً على عدله, أو زجر ظالماً عن ظلمه فإن العاقبة تكون حميدة للطرفين، وسينال المعين على الخير جزاء فعله إنْ في الدنيا, أو في الآخرة, أو فيهما جميعاً.

http://toislam.net/content/546/