نقاط عامة في التعليق على طبعة دار التأصيل لكتاب المنتقى لابن الجارود رحمه الله
كتبه الشيخ أبو عبد الله أحمد بسيوني
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن كتاب المنتقى مع صغر حجمه إلا أنه لم تكتمل صورته على ما أراد المؤلف -رحمه الله-
ولعل السبب هو عدم توفر نسخه الخطية، فلا يُعلم له إلا نسخة خطية وحيدة، على ما فيها من تصحيفات وسقط من الناسخ
ولقد طبعت دارُ التأصيل كتابَ المنتقى طبعة أنيقة تسر الناظرين، وقد بذلوا فيها جهدا مشكورا، إلا أن فيها قصورا، لعل سببه تعجل خروج الكتاب، والله أعلم.
ومن مظاهر القصور العامة في هذه الطبعة
1- اعتماد جهود سابقة دون الإشارة، مثل اعتمادهم على عمل د. عاصم القريوتي في منهج ابن الجارود دون الإشارة من قريب أو بعيد إلى بحثه
ومثال ونموذج على ذلك:
قولهم في أهمية الكتاب ص 39
ولفضيلة الدكتور مقبل النفيعي " زوائد المنتقى " مطبوع ضمن كتابه " الحافظ ابن الجارود وزوائد منتقاه على الأصول الستة " وبلغت عنده (خمسة وعشرين) حديثاً .
وهذه العبارة بتمامها في رسالة د. عاصم القريوتي، إلا أن د. عاصما كتب العدد بالأرقام لا الحروف !
بالإضافة إلى أن د. عاصما القريوتي أحال في ذكر كتاب الشيخ الألباني "الحوض المورود في زوائد منتقى ابن الجارود" إلى كتابه كوكبة من أئمة الهدى ومصابيح الدجى، وانتقل نظر الناقل في طبعة دار التأصيل فجعل الإحالة على عبارة "ولفضيلة الدكتور مقبل النفيعي ...." الآنفة الذكر
2- عدم المحافظة على الترقيم القديم (ط. اليماني)، مع أهميته في الإحالة، وهو مثل صنيع الشيخ الحويني -وفقه الله- في طبعته الأخيرة.
3- عدم التعرض للإشكالات بين الأصل الخطي وإتحاف المهرة في عدة مواطن، بالإضافة إلى عدم رجوعهم إلى أصول الإتحاف الخطية.
مثال حديث 607
أخبرنا يونس بن عبيد، وفي الإتحاف: أنا أبو بشر !
مع إقراري بصحة ما ذكروه
4- إثبات ما يخالف الأصل الخطي في المتن لوروده في بعض المراجع هكذا
مثال:
حديث 166
خالف الأصل الخطي والإتحاف ومخطوطاته في اسم راو؛ لأنه لم يرد هكذا في كتب التراجم، ثم ذكر أن الحافظ في الإتحاف ذكره في موضع آخر كما أثبت محققو دار التأصيل في المتن، ولو رجع إلى النسخة الخطية للإتحاف لعلم خطأ محققي الإتحاف في ذلك !
5- عدم اعتمادهم على مصادر ومراجع مهمة في تصحيح أسانيد ومتون الكتاب، وهذه لن أذكر عليها الأمثلة الآن !، بالإضافة إلى وجود بعد القصور في الدراسة التي استفتحوا بها الكتاب مثل طبعات الكتاب والكلام عليها، والأعمال حول الكتاب وغير ذلك.
6- لاحظت بعض العجلة في تحرير بعض الاختلافات في المتن أو الإسناد في بعض المواطن
مثل حديث 514
مكة (الفيل) أو مكة (القتل)
هذا وقد استوقفتني بعض الملاحظات الخاصة، لعلي أنشط لها لكتابتها في وقت آخر
والحمد لله وحده