وبعْدُ فالعونُ من الله المجيد*** في نظم أبياتٍ للأُمّي تفيد
من المعروف أن الأمي هو الذي لايقرأ ولايكتب ، لكن الشيخ وضع متنه الفقهي هذا للمبتدئ ،والمبتدأ يقرأ ويكتب، هنا بعض الأسرار منها
* أنه أنزل المبتدأ منزلة الأمي ،نظرا لواقع المتن ، فلما كان المتن مجردا عن الأدلة ، والأدلة في ذهن الناظم ،لما كان الأمي ليس من حقه أن يطالب العالم أو المفتي بالدليل ، بل عليه أن يقلد وكفى ، أنزل الناظم المبتدأ منزلة الأمي
* الأمي عند أهل العلم هو كل من لم يدرس فنا من فنون العلوم في الكتب المعتمدة ، فمثلا في الفقه لو جاءك طالب علم وقال لك أنا درست مثلا الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي أو فقه السنة للسيد سابق رحمه الله أو الوجيز لبدوي ،فهذا هو الأمي عندهم ، ولو مثلا درس المرشد أو العدة او متن أبي شجاع أو غيرها من الكتب المعتمدة لقالوا فيه انه درس الفقه
مثال آخر لو جاءك طالب علم وقال انه درس النحو الواضح مثلا أو النحو الوافي ولم يدرس مقدمة ابن آجروم أو الملحة أو القطر أو الألفية فهذا هو الأمي ،
مثال آخر في فن آخر لو جاءك طالب وقال درست ضوابط المعرفة أو المنطق التطبيقي ولم يدرس السلم فهذا هو الأمي عند أهل العلم ، ولايعتبرونه حتى طالب علم مبتدأ وهكذا وخلاصة القول أن كل من درس فنا من فنون العلوم الشرعية على غير الكتب المعتمدة أعني الأصول يعد عند العلماء والشيوخ أميا ، بقي أن أشير الا أن الأمية ليست وسمة عار فقد روى ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إنَّا أمَّة أمِّيَّة لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين ". رواه البخاري ( 1814 ) ومسلم ( 1080 ) . فالعار كل العار في الجهل والأمية أقل خطر من الجهل والله أعلى وأعلم