تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: حكم من رد أحاديث المهدي المنتظر، وبيان تواترها والرد على من أنكرها

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    454

    افتراضي حكم من رد أحاديث المهدي المنتظر، وبيان تواترها والرد على من أنكرها

    بسم الله وبعد :
    فهذا جزء من مبحث كبير في المهدي فأقول :
    المبحث الأول : حكم من رد أحاديث المهدي المتواترة :
    لقد ظهر جماعة من الزنادقة المبتدعة ابتدأوا أول كيدهم برد أحاديث الآحاد ومفاريد الثقات، ولم يكتفوا بذلك بل راحوا يطعنون والله – في المنتديات - في أحاديث في الصحيحين أو في أحدهما، الحديث تلو الحديث من غير حياء من رقيب، أو خوف من رب حسيب، الذي اتفقت أمة نبيه على قبول أحاديث الصحيحين ، والعجب أنهم لم يكتفوا بذلك حتى أظهروا عن خبث نياتهم، وسوء طوياتهم في رد حتى ما تواتر من السنن وما رواه الجم الغفير من الصحابة والتابعين، ومن ذلك ردهم لأحاديث المهدي المتواترة، واستدلالهم ببعض الأقوال المبتورة والمدلسة عن السلف .
    وقبل أن أجيب على بترهم لكلام السلف وكذبَهم على الأئمة أقول :
    لقد نقل الكثير من أئمة الحديث تواتر أحاديث المهدي ، ولا أعيد النقل عنهم إلا نزرا يسيرا سأذكره في غضون هذا البحث، لأكتفي بما نقله شيخنا عبد المحسن العباد في كتابيه في المهدي والرد على من كذب به، حيث نقل الكثير عن أئمة الحديث ممن قال بتواتر أحاديثه،
    وقد ذكر الكتاني في نظم المتناثر أحاديث خروج المهدي عن عشرين صحابيا، ونقل غير واحد عن الحافظ السخاوي أنها متواترة، ونقلوه عن أبي الحسن الآبري وغيرهم كثير جدا .
    وإذا كان السلف قد تكلموا في تفسيق أو تبديع من رد أحاديث آحاد الثقات، فإن عامتهم على تكفير من رد الإجماع والأحاديث المتواترة والله المستعان :
    قال الإمام ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الحديثية (27) :" وسئل عن طائفة يعتقدون في رجل مات من منذ أربعين سنة أنه المهدي الموعود بظهوره آخر الزمان وأن من أنكر كونه المهدي المذكور فقد كفر فما يترتب عليهم ؟
    فأجاب : بأن هذا اعتقاد باطل وضلالة قبيحة وجهالة شنيعة :
    أما الأول فلمخالفته لصريح الأحاديث التي كادت تتواتر بخلافه كما ستملى عليك .
    وأما الثاني فلأنه يترتب عليه تكفير الأئمة المصرحين في كتبهم بما يكذب هؤلاء في زعمهم وأن هذا الميت ليس المهدي المذكور ، ومن كفر مسلماً لدينه فهو كافر مرتد يضرب عنقه إن لم يتب ، وأيضاً فهؤلاء منكرون للمهدي الموعود به آخر الزمان .
    وقد ورد في حديث – وهو ضعيف - عند أبي بكر الإسكافي أنه صلى الله عليه وسلم قال :" من كذب بالدجال فقد كفر ومن كذب بالمهدي فقد كفر"،
    قال: وهؤلاء مكذبون به صريحاً فيخشى عليهم الكفر ، فعلى الإمام أيد الله به الدين وقصم بسيف عدله رقاب الطغاة والمبتدعة والمفسدين ، كهؤلاء الفرقة الضالين الباغين الزنادقة المارقين أن يطهر الأرض من أمثالهم ويريح الناس من قبائح أقوالهم وأفعالهم ، وأن يبالغ في نصرة هذه الشريعة الغراء التي ليلها كنهارها ونهارها كليلها فلا يضل عنها إلا هالك ، بأن يشدد على هؤلاء العقوبة إلى أن يرجعوا إلى الهدى وينكفوا عن سلوك سبيل الردى ويتخلصوا من شرك الشرك الأكبر ، وينادي على قطع دابرهم إن لم يتوبوا بالله الأكبر ، فإن ذلك من أعظم مهمات الدين ومن أفضل ما اعتنى به فضلاء الأئمة وعظماء السلاطين ، وقد قال الغزالي رحمه الله تعالى في نحو هؤلاء الفرقة : إن قتل الواحد منهم أفضل من قتل مائة كافر : أي لأن ضررهم بالدين أعظم وأشدّ إذ الكافر تجتنبه العامة لعلمهم بقبح حاله فلا يقدر على غواية أحد منهم ، وأما هؤلاء فيظهرون للناس بزي الفقراء والصالحين مع انطوائهم على العقائد الفاسدة والبدع القبيحة فليس للعامة إلا ظاهرهم الذي بالغوا في تحسينه ، وأما باطنهم المملوء من تلك القبائح والخبائث فلا يحيطون به ولا يطلعون عليه لقصورهم عن إدراك المخايل الدالة عليه فيغترون بظواهرهم ، ويعتقدون بسببها فيهم الخير فيقبلون ما يسمعون منهم من البدع والكفر الخفي ونحوهما ، ويعتقدون ظانِّين أنه الحق فيكون ذلك سبباً لإضلالهم وغوايتهم ، فلهذه المفسدة العظيمة قال الغزالي ما قال من أن قتل الواحد من أمثال هؤلاء أفضل من قتل مائة كافر ، لأن المفاسد والمصالح تتفاوت الأعمال بتفاوتهما ، وتتزايد الأجور بحسبهما ".
    ثم قال :" إذا تقرر ذلك فلْنُمْلِ عليك من الأحاديث المصرحة بتكذيب هؤلاء وتضليلهم وتفسيقهم ما فيه مقنع وكفاية لمن تدبره، أخرج أبو نعيم أنه صلى الله عليه وسلم قال :" يخرج المهدي وعلى رأسه عمامة ومعه مناد ينادي هذا المهدي خليفة الله فاتبعون "، وأخرج هو والخطيب رواية أخرى:" يخرج المهدي وعلى رأسه ملك ينادي إن هذا المهدي فاتبعوه"، ثم ذكر أحاديث المهدي وتواترها .
    المبحث الثاني : بيان بترهم وتدليسهم لكلام السلف :
    وقد حاول هؤلاء الضلال الخروج من مأزقهم أمام العوام، فراحوا يَكْذبون عن السلف، ولن أطيل في الرد على شبهاتهم الكاذبة، لأن شيخنا عبد المحسن العباد قد أطال وأفاد في الرد عليهم في رسالتين جليلتيْن في رده على من أنكر الأحاديث الصحيحة في المهدي ، ولئن كان أهل الجهل في شك من عماياتهم فإن أهل العلم منهم لفي يقين .
    1/ ونكتفي هنا بتدليسهم، بأن العقيلي قد رد أحاديث المهدي وهو سلفهم في ذلك .
    وأقول : العقيلي حاشاه من مخالفة السلف، فإنه لم يضعفها ، بل ضعف طريقا واحد منها، وهو طريق أم سلمة الآتي، فتأملوا قوله بلا بتر ولا تدليس ،
    فإنه قال في الضعفاء (2/75) في ترجمة زياد:" وفى المهدى أحاديث صالحة الاسانيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرج منى رجل ويقال من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمى واسم أبيه اسم أبى فأما من ولد فاطمة ففي إسناده نظر ".
    وقال في ترجمة علي بن نفيل :" وفى المهدي أحاديث جياد من غير هذا الوجه بخلاف هذا اللفظ "، فسبحان الله على من جمع بين الزندقة والكذب والتدليس .
    2/ ومن ذلك كذبهم على ابن الجوزي، والصواب أنه قال في العلل (2/861):" وهذه الاحاديث كلها معللة، إلا ان فيها ما لا بأس به "، ثم ذكر حديث "لا مهدي"، ثم قال :" والاحاديث قبله في التنصيص على خروج المهدي أصح اسنادا "، على أن ابن الجوزي معروف تشدده ولمزه في الأحاديث بأي كلام ولو كان شاذا في الراوي، ومع ذلك قال :"فيها ما لا بأس به"، وابن الجوزي يقر بالمهدي،
    فقد قال ابن حجر في فتاويه :" ويرد عليهم ما قال عبد الغافر الفارسي وابن الجوزي وابن الأثير في ذكر عليّ أن المهدي من ولد الحسن وأنه منفرج الفخذين : أي بينهما تباعد "، فأين هم من ابن الجوزي الذي يكذبون عليه نصرة منهم للباطل والضلال .
    3/ قالوا : وقيل لعبد الرحمن بن مهدي: أيُّ حديثٍ أصحُّ في المهدي؟ قال : أصحُّ شيءٍ فيه عندي: حديث أبي معبد عن ابن عباس "، والعجب أن الإمام ابن مهدي يصحح هذا الحديث، ويجعله من أصح الصحيح، وأما هم فينكرونه ، وربما يكون الأمر كما قال ابن مهدي ، فإنه من أصح أحاديث الباب:
    فقد رواه سفيان حدثنا عمرو بن دينار عن أبي معبد عن ابن عباس قال: «إني لأرجو ألا تذهب الأيام والليالي حتى يبعث الله منا أهل البيت غلاما شابا حدثا لم تلبسه الفتن ولم يلبسها يقيم أمر هذه الأمة كما، فتح الله هذا الأمر بنا فأرجو أن يختمه الله بنا ». وهذا من أصح الأسانيد ثقة وعدالة واتصالا، وله طرق كثيرة مرفوعة أيضا ستأتي في البحث ، وهم يخالفونه أيضا ؟ ويخالفون ابن مهدي؟ بل ويخالفون السلف ، وقد تكلم العلماء في كتب المصطلح عن اختلاف السلف في أصح الأحاديث الصحيحة، ولكلٍّ اختياره، ولا يعني ذلك عدم وجود ما هو أصح منه .
    4/ ونفس الشيء يُقال فيما قاله الإمام عبد الله بن أحمد في العلل (5983) حدثني زياد بن أيوب أبو هاشم قال حدثنا علي بن محمد بن أخت يعلى بن عبيد قال حدثنا وكيع قال لم أسمع في المهدي بحديث أصح من حديث حدثناه الاعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد قال سمعت عليا يقول ينقص الاسلام حتى لا يقول أحد الله الله، وقال إني لأعرف اسم أميرهم ومناخ ركابهم "، قالوا : وهو غير مرفوع، وليس صريحا في المهدي، والعجب أنهم يخالفون الإمام وكيع الذي حمله على المهدي، وستأتي طرقه المرفوعة وأنه صريح في المهدي.
    وهذا رواه يوسف بن عدي عن محبوب بن محرز عن الأعمش عن إبراهيم بن يزيد التيمي عن الحارث بن سويد قال: قال علي: يذهب الناس حتى لا يبقى أحد يقول لا إله إلا الله , فإذا فعلوا ذلك ضرب يعسوب الدين ذنبه فيجتمعون إليه من أطراف الأرض كما يجمع قرع الخريف. ثم قال علي: إني لأعرف اسم أميرهم ومناخ ركابهم , [يقولون: القرآن مخلوق. وليس بخالق ولا مخلوق , ولكنه كلام الله , منه بدأ وإليه يعود ]"، وهي زيادة غير محفوظة .
    فقد رواه جرير عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد قال: قال علي: لا يزال الناس ينتقصون حتى لا يقول أحد: الله الله، فإذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه، فإذا فعل ذلك بعث إليه بعثا يتجمعون على أطراف الأرض، كما تتجمع قزع الخريف، والله إني لأعلم اسم أميرهم، ومناخ ركابهم".
    ورواه نعيم (1175) ثنا أبو معاوية وأبو أسامة ويحيى بن اليمان عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال: " ينقص الدين حتى لا يقول أحد: لا إله إلا الله، وقال بعضهم: حتى لا يقال: الله الله، ثم يضرب يعسوب الدين بذنبه، ثم يبعث الله قوما قزع كقزع الخريف، إني لأعرف اسم أميرهم، ومناخ ركابهم "،
    ورواه عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد قال: قال علي رضي الله عنه: «لتملأن الأرض ظلما وجورا حتى لا يقول أحد الله الله، حتى يضرب الدين بجرانه، فإذا فعل ذلك بعث الله قوما من أطراف الأرض قزعا كقزع الخريف إني لأعرف اسم أميرهم ومناخ ركابهم»، ووالله ليس هذا الحديثُ الصحيح الغيبي البحت مما يمكن أن يكون بالرأي، بل هو من قبيل المرفوع حكما، ومن المعلوم أن المهدي يأتي بعد شيوع الظلم والجور ونقص الدين وكثرة الفتن كما تكاثرت بذلك الأحاديث ، ثم يأتي ليُرجع الناس إلى الدين، وقد فهم الإمام وكيع منه أنه في المهدي، فأين هم من فهم وكيع، ومن فهم السلف الذين يكذبون عليهم ويخالفونهم جهارا نهارا ؟؟ .
    5/ ومن عجيب تدليسهم أن قالوا: ومما يؤكد ضعفها أن صاحبي الصحيح لم يخرجاها في الصحيحين، فهي إذا معلولة "، وهو كذب على الشيخين لأنهما قد صرحا بأنهما لم يُخرجا كل الصحيح، فما بال القوم ينسبون إليهما ما لم يقولاه ولا ادعياه، على أن الإمام مسلم قد خرج ثلاثة أحاديث في المهدي كما سيأتي .
    6/ قالوا : ومما يدل على ضعفها اختلاف ألفاظها واضطرابها في تعيين المهدي من هو ؟ والجواب في :
    المبحث الثالث : في تعدد الخلفاء والمهديين : .......

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    454

    افتراضي رد: حكم من رد أحاديث المهدي المنتظر، وبيان تواترها والرد على من أنكرها

    الدليل الثالث : حديث أبي سعيد :
    قال نعيم (1065) حدثنا ابن وهب عن الحارث بن نبهان عن عمرو بن دينار عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المهدي أقنى الأنف، أجلى الجبين»، قال البزار :" رواه معمر عن أبي هارون العبدي عن معاوية بن قرة عن أبي الصديق عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو أشبه "، وستأتي طرق حديث أبي سعيد في هذا المطلب التالي :
    المطلب الثاني : ذكر نسبه وخروجه ولا بد، وكونه هاشميا من أهل البيت، ومن بني فاطمة رضي الله عنها : لقد تكاثرت الأدلة وتواترت أن المهدي المنتظر من أهل بيت النبي عليه السلام ومن أحد ولده ، وهما الحسن او الحسين، وهما ابنا فاطمة بنت محمد عليهما السلام ، كما روى ابن أبي عروبة عن قتادة قال : سئل سعيد بن المسيب عن المهدي : ممن هو ؟ قال : من قريش، قال قتادة : قلت لسعيد بن المسيب : يا أبا محمد ، من أي قريش هو ؟ قال من بني هاشم ، قلت : من أي بني هاشم ؟ قال: من ولد فاطمة "، وهو مذهب جمهور السلف، ومن الأدلة المتواترة على ذلك ما يلي :
    الدليل الرابع والخامس : حديث أبي سعيد أو جابر أو معا، وبيان طرقهما : وسواء أكان عن حابر أو أبي سعيد أو معا فكلاهما صحابي، والحديث صحيح عنهما معا : فقد خرجهما ابن حبان في صحيحه (6682) والإمام مسلم في الصحيح معا (2913) واللفظ له عن إسماعيل بن إبراهيم وعبد الوهاب الثقفي عن الجريري عن أبي نضرة قال: كنا عند جابر بن عبد الله فقال: يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم، قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل العجم، يمنعون ذاك، ثم قال: يوشك أهل الشأم أن لا يجبى إليهم دينار ولا مدي، قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل الروم، ثم سكت هنية، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيا، لا يعده عددا» قال: قلت لأبي نضرة وأبي العلاء: أتريان أنه عمر بن عبد العزيز فقالا: لا ". وأخشى أن يرده بعض أهل البدع باختلاط الجريري، لكن قبل أن يفعلوا فليعلموا أنه رواه قبل الاختلاط ، والحديث في صحيح مسلم الذي اتفق المسلمون على قبوله .
    ثم خرجه مسلم عن بشر وإسماعيل ابن علية كلاهما عن سعيد بن يزيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من خلفائكم خليفة يحثو المال حثيا، لا يعده عددا »، وقد يرده بعض من لا علم له بما رواه عبد الوهاب بن عبد المجيد ثنا داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن جابر أو أبي سعيد بالشك "، والجواب أنه وهْم ، والصواب أنه عنهما معا كما خرجه الإمام مسلم وغيره .
    وفي ذكر الجريري للقصة في الأول وروايته عن جابر أولا ثم أبي سعيد، يدل على الضبط، وذكر المتابعات يدل على أنه محفوظ أيضا عن أبي سعيد . وقد خولف عبد الوهاب في روايته بالشك، ومن حفظ حجة على من شك : فقد خرجه الإمام مسلم (2914) حدثني زهير بن حرب حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا أبي حدثنا داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد وجابر بن عبد الله قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال ولا يعده »، قال الإمام البغوي (15/87) من " باب المهدي" :" هذا حديث صحيح أخرجه مسلم عن زهير بن حرب "،
    وقد تابعه على ذلك الإمام أحمد فقال في مسنده (3/38) نا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا أبي حدثنا داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد وجابر بن عبد الله قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يكون في آخر الزمان خليفة..."، وهو الصحيح . وقد زعم بعض المبتدعة ممن يُنكر أحاديث المهدي المتواترة أنه ليس هو المراد، وهذا خطأ. فإن في قوله في حديث مسلم الأول عن الجريري :" «يكون في آخر أمتي خليفة "، ""في آخر الزمان"، نص صريح في أنه مهدي آخر الزمان كما بوب الإمام البغوي، ولأنه هو الذي سيكون في آخر هذه الأمة ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فقد بينت الروايات المتواترة أنه هو، وهل تُفسر السنة إلا بالسنة وآثار الصحابة رضي الله عنهم . وعليه فلندع الأحاديث والطرق يفسر بعضها بعضا خاصة وأن الحديث يرجع إلى مخرج واحد وهو جابر وأبو سعيد ، وإن في تفسير السنة بالسنن الأخرى غُنية عن تأويلات أهل البدع :
    الدليل السادس : بقية أحاديث أبي سعيد المفسرة لرواية مسلم عن جابر وأبي سعيد : .......

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    454

    افتراضي رد: حكم من رد أحاديث المهدي المنتظر، وبيان تواترها والرد على من أنكرها

    الدليل السادس : بقية أحاديث أبي سعيد المفسرة لرواية مسلم عن جابر وأبي سعيد :
    رواه عنه أبو نضرة وأبو الصديق ... :
    1. فأما طريق أبي نضرة :
    فخرجها مسلم (2914) حدثني زهير بن حرب حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا أبي حدثنا داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد وجابر بن عبد الله قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال ولا يعده »... وقد مرت طرقه .
    وقال أبو داود في سننه 4285) حدثنا سهل بن تمام بن بزيع حدثنا عمران القطان عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المهدي مني، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما، يملك سبع سنين»، قتادة صرح بالتحديث عند الطبراني في الأوسط (9/176)، وعمران قد توبع، فصح الحديث، وفي قوله " مني" دليل على أنه من بنيه ومن نسله وهما الحسنان أبناء فاطمة:
    فخرجه الداني في الفتن (553) عن هشام بن عمار حدثنا إسماعيل بن عياش حدثنا عطاء بن عجلان عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقوم في آخر الزمان رجل من عترتي شاب حسن الوجه أجلى الجبين أقنى الأنف يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ويملك كذا وكذا سبع سنين»،
    والعترة هم أقرب أقارب الرجل وبنيه كما قال ابن الأثير: عترة الرجل أخص أقاربه، وقال ابن الأعرابي: العترة ولد الرجل، وذريته، وعقبه من صلبه، قال: فعترة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ولد فاطمة البتول عليها السلام".
    2. وأما رواية أبي الصديق فرواها عنه جماعة أيضا :
    فرواها عبد الرزاق نا معمر عن أبي هارون العبدي عن معاوية بن قرة عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: «ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلاء يصيب هذه الأمة، حتى لا يجد الرجل ملجأ يلجأ إليه من الظلم، فيبعث الله رجلا من عترتي أهل بيتي، فيملأ به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ..."،
    وخرجه الداني في الفتن عن ابن عمير الهجري عن أبي الصديق به ،
    وخرجه الحاكم (4/601) عن النضر بن شميل ثنا سليمان بن عبيد ثنا أبو الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يخرج في آخر أمتي المهدي يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحا، وتكثر الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعا أو ثمانيا» يعني حججا «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي، وصححه الألباني، وكل رجاله ثقات .
    وخرجه ابن حبان في صحيحه (6826) عن مطر الوراق عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي أقنى، يملأ الأرض عدلا كما ملئت قبله ظلما، يملك سبع سنين"، وحسنه الترمذي .
    وقال الإمام أحد (3/21) حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال: سمعت زيدا أبا الحواري قال: سمعت أبا الصديق يحدث عن أبي سعيد الخدري قال: خشينا أن يكون بعد نبينا حدث، فسألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " يخرج المهدي في أمتي خمسا أو سبعا أو تسعا " - زيد الشاك - قال: قلنا : أي شيء؟ قال: " سنين "، ثم قال: " يرسل السماء عليهم مدرارا، ولا تدخر الأرض من نباتها شيئا، ويكون المال كدوسا " قال: " يجيء الرجل إليه فيقول: يا مهدي أعطني أعطني، قال: فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمل "،
    ومن هذا الوجه خرجه الترمذي (2232) وقال: هذا حديث حسن "،
    وخرجه أحمد (3/37 و 52) عن جعفر وحماد عن المعلى بن زياد ثنا العلاء بن بشير عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أبشركم بالمهدي يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض يقسم المال صحاحا فقال له رجل ما صحاحا قال بالسوية بين الناس قال ويملأ الله قلوب أمة محمد صلى الله عليه و سلم غنى ويسعهم عدله حتى يأمر مناديا فينادي فيقول من له في مال حاجة فما يقوم من الناس الا رجل فيقول ائت السدان يعني الخازن فقل له ان المهدي يأمرك أن تعطيني مالا فيقول له أحث حتى إذا جعله في حجره وأبرزه ندم فيقول كنت أجشع أمة محمد نفسا أو عجز عني ما وسعهم قال فيرده فلا يقبل منه فيقال له انا لا نأخذ شيئا أعطيناه فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين ثم لا خير في العيش بعده أو قال ثم لا خير في الحياة بعده "، العلاء وثقه ابن حبان، وقال الهيثمي (7/610) :" رواه أحمد بأسانيد وأبو يعلى باختصار كثير، ورجالهما ثقات ". ............

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    حكم منكر المهدي:
    فقد بلغت أحاديث المهدي المنتظر حد التواتر كما ذكر ذلك أئمة الحديث، منهم: الحافظ ابن حجر العسقلاني والسخاوي والسفاريني في لوائح الأنوار والكتاني في نظم المتناثر من الحديث المتواتر، والحافظ الفقيه ابن حجر الهيتمي، والشوكاني.
    قال الشوكاني في الفتح الرباني: الذي أمكن الوقوف عليه من الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر خمسون حديثاً وثمانية وعشرون أثراً، ثم سردها مع الكلام عليها، ثم قال: وجميع ما سقناه بالغ حد التواتر كما لا يخفى على من له فضل اطلاع.
    وللإمام الشوكاني رسالة في هذا سماها:
    "التوضيح في تواتر ما جاء في الأحاديث في المهدي والدجال والمسيح".
    وقد تكلم شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية بعد أن سرد بعض أحاديث المهدي فقال: وهذه الأحاديث غلط فيها طوائف.. طائفة أنكروها واحتجوا بحديث ابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا مهدي إلا عيسى ابن مريم. وهذا حديث ضعيف، وقد اعتمد أبو محمد بن الوليد البغدادي وغيره عليه، وليس مما يعتمد عليه.
    وقد سئل ابن حجر الهيتمي عمن أنكر المهدي الموعود به فأجاب: أن ذلك إن كان لإنكار السنة رأسا فهو كفر يقضى على قائله بسبب كفره وردته فيقتل، وإن لم يكن لإنكار السنة وإنما هو محض عناد لأئمة الإسلام فهو يقتضي التعزير البليغ، والإهانة بما يراه الحاكم لائقاً بعظيم هذه الجريمة، وقبح هذه الطريقة، وفساد هذه العقيدة، من حبس وضرب وصفع وغيرها من الزواجر عن هذه القبائح ويرجعه إلى الحق راغماً على أنفه، ويرده إلى اعتقاده ما ورد به الشرع ردعاً عن كفره. انتهى.
    فإن من أنكر المتواتر بعد العلم به من غير تأول، يكون كافراً، كما قال ابن دقيق العيد في شرح العمدة: والحق أنه لا يكفر أحد من أهل القبلة, إلا بإنكار متواتر من الشريعة عن صاحبها, فإنه حينئذ يكون مكذبا للشرع. اهـ.
    وذكر شيخ الإسلام في المجموع 12/497 قريبا من هذا حيث يقول عن الواجبات المتواترة، والمحرمات المتواترة: والجاحد لها كافر بالاتفاق. اهـ. وقال إسحاق بن راهويه: من بلغه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر يقر بصحته، ثم رده بغير تقية، فهو كافر.
    وقال السيوطي: من أنكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم الثابت عنه، كفر وخرج عن دائرة الإسلام. اهـ.
    ولكنه لا بد في تكفير المعين من إقامة الحجة عليه، وإزالة شبهته كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ليس لأحد أن يكفر أحدا من المسلمين وإن أخطأ وغلط، حتى تقام عليه الحجة، وتُبيَّن له المحجة. ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزل عنه ذلك بالشك؛ بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة. اهـ.وفي شأن تواتر أحاديث المهدي، قال الشيخ ابن باز رحمه الله: أما إنكار المهدي المنتظر بالكلية كما زعم ذلك بعض المتأخرين فهو قول باطل; لأن أحاديث خروجه في آخر الزمان، وأنه يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا، قد تواترت تواترا معنويا وكثرت جدا، واستفاضت، كما صرح بذلك جماعة من العلماء, منهم أبو الحسن الآبري السجستاني من علماء القرن الرابع, والعلامة السفاريني، والعلامة الشوكاني وغيرهم, وهو كالإجماع من أهل العلم. انتهى.
    والله أعلم.
    منقول من إسلام ويب



    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: حكم من رد أحاديث المهدي المنتظر، وبيان تواترها والرد على من أنكرها

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •