النص الشرعي بين التسليم .. وقوة المؤثر الأجنبي !! ..


الشبهة القوية لها تأثير ناقل عن التسليم للنصوص الشرعية خاصةً عند فاقد قوة الـتأصيل عقيدةً وشريعةً .. وذاك وجوده بكثرة في الزمن الأول ..
أما في الزمن المعاصر : فالإشكالية ليست علمية أو معرفية داخل فيها الشبه الناقلة كما في الصراع الكائن عند الأوائل وبعض من الأواخر .. ؛ بل المؤثر كثير من القناعات والتصورات المنحرفة ..


والمتأمل في واقع الحال يجد أنَّ المؤثر :
• هيمنة عاديات الثقافة الأجنبية ..
• ضعف التسليم والاتباع لدلائل نصوص الشريعة ..


والثقافة المهيمنة : لها تأثير بالغ في توجيه الفكر والتصور عند بعض الكتاب والباحثين ، وذلك مطرد الجود في كل زمان – ولهذا الزمان ما يناسبه – إذ المستضعف والمنهزم مولع بمحاكاة وتقليد المنتصر في غالب الأحوال ، على ما قرره ابن خلدون في قاعدته المعروفة : ( أن المغلوب مولع بتقليد الغالب ) ..


من أجل ذلك رُدَّت كثير من النصوص الشرعية ، مع أنها مُسلَّمة الثبوتِ والعمل بها مئات السنين ؛ حتى جاء الزمن المعاصر ، وبدأ الناس يتكلمون عنها قبولاً ورداً وفهماً جديداً يعيد إليها روح الحياة كما يزعم المجددون !! ..


وهذه ( الموضات الفكرية ) التي عصفت بالأمة المعاصرة : ناتجة عن وجود المؤثرات المذكورة وغيرها .. ووجدت قابلية عند بعض أبناء الزمان ممن يلوك على لسانه وقلمه ادعاءَ سبيل فتح باب الاجتهاد دون زمام أو خطام ، وأنَّ النص مفتوحُ الدِّلالة ينظر فيه صغار أهل النظر وكبارهم !! ..


فما كان في زمن النبوة والصحابة دينـاً متبعاً ، قد لا يكون في هذا الزمان كذلك لعدم الصلاح المناسب لحياة الناس ؟! .. أو ينتزع من النص معانٍ مفترعة بعيدة عن فهم جميع أهل العلم والنظر من المتقدمين صحابةً ، وأئمة المذاهب وغيرهم !! ..


والسلامة : الصدُّ والبيان لمثل هذه النواقل والإجالات الفكرية ببيان حقيقتها ، وكشف رموزها ، وطلاسمها الخادعة .. وكلّ ذلك بالحجة والبيان .. والمقدمات الموصلة إلى النتائج المقنعة ..


مع الإخبار الناصح لمثل هؤلاء ممن لهم حُسْنُ ظنٍ بكتابات أصحاب المقاصد الأخرى !! الممكين لفتح باب العلمنة والعبث بالشريعة ومطالبها : أنْ المتكلم في الشريعة استباطاً وتنزيلاً وفقهاً .. وجب عليه وجوب اتباع الديانة : أن يكون عالمــًا بعلوم آلة الشريعة ، ومقاصدها ، وعللها وأحكامها .. وفي تأصيل هذا المعنى يقول إمام أهل السنة أحمد بن حنبل - رحمه الله تعالى - فيما نقله عنه ابن القيم في إعلام الموقعين ( 1/44 ) : ( ينبغي للرجل إذا حمل نفسه على الفتيا : أن يكون عالمــًا بوجوه القرآن ، عالمــًا بالأسانيد الصحيحة ، عالمــًا بالسنن ، وإنما جاء خلاف من خالف لقلة معرفتهم بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقلة معرفتهم بصحيحها من سقيمها ) .


ووجب على الكتبة ديانةً ونصحاً : معرفة مراتب التغيير عند أهل العلمنة ، وكيف يستغلون كتابة البعض من الإسلاميين ، وجعلها باباً جميلاً يسلكون منه لإزالة الشريعة من التفعيل في حياة المسلمين ..


فقبل أن تكتب حرفاً < أيها الداعية > في القضايا الكبار تأمل فيما تكتب ، ولا تجعل نفسك ممهداً لأهل الزيغ والتحريف ، الذين لهم فرح وسعادة بكل زلة يجدونها عند بعض الصالحين ، ومن قــرأ تاريخ التحاريف قديماً وجديداً عرف صحة ما تم رقمه وبيانه !! ..


أما الهداية : فتلك هبات ربانية يـُـعطيها الله سبحانه من أحب من عباده الصالحين .. جعلنا الله تعالى وإياكم منهم بمنه وكرمه ..


حسن الحملي ..