عجز التقي .. وجلد الفاجر !! ..
حكمةٌ مُسّطرة في صحائف التاريخ .. قالها عمر بن الخطاب أبو حفص أمير المؤمنين – رضي الله عنه – الباب المانع من ولوج الفتن ، والعلم الشامخ الذي كان وجوده حصنًـا مانعـًا لكلِّ عابثٍ ودخيلٍ يريد إفسادًا لنورِ حقِ الإسلام .. نعم ذاك هو عمر ، وذاك هـــو الحديث الذي ليس هو( بالأغاليط !!) ..
قال رافعًا دعـــائه إلى الله عز وجل : ( اللهم إنى أعوذ بك من عجز التقي ، وجلد الفاجر ) ..
قالها يوم أن رأى من أهل العلم والفضل : خمولًا وكسلًا في نشر الخير والحق الذي عرفوه .. عجب عمر لـمَّـا شاهد صبرًا عجيبًا من أهل الباطل .. رأى جلدًا وتضحيةً في نشر خرافاتهم وضلالاتهم فكرًا وسلوكًا ..
واليوم : همةُ أهل الخرافة والفساد عالية ، وصبرهم في نشر تدليسهم وتلبيسهم وصل رقمًا قياسيًا .. الواحد منهم يكتب في يومه المقالات ، وفي أسبوعه المئات تضليلًا للأمة ، وإجالتها عن منهج الإسلام الصواب ..
وداعية الحقِ : قارعـًا سن الهزيمة والألم ، حطمته السآمة والملل .. خادعـًا نفسه بحيل شيطانية : أن الزمان فسد ، فلا أمل في صلاحه وانتفاعه .. وتلك فرحة الشيطان ، وبغيته ومناه .. فهل يعقل عقلاؤنا : أن الخير في صراع مع الشر حتى تنتهي قصة الحياة .. فمن له الأجر ، ومن عليه الوز ؟! ..
وتذكر ( أيها الداعية ) قوله تعالى حاكيـًا عن قومِ أهل البطل كيف صبروا وضحوا من أجل نصرة باطلهم ؛ بل قدموا أرواحهم في سبيل خدمة الشيطان !! ..
: ( إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا ) .. (وَانْطَلَقَ الْمَلأ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ ) .. فأين همتك في صبرك على الحق الذي تدعيه ؟! ..
حسن الحملي ..