13-04-2014 | مركز التأصيل للدراسات والبحوث
ومؤخرًا اختار قسم العلاقات الدولية بجامعة بنسلفانيا، للسنة الثانية علي التوالي مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، ضمن أفضل 40 مركز فكري علي مستوي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لعام 2013م، كما تم تصنيف المركز كأحد أهم المراكز الفكرية- القديمة والحديثة- علي مستوي العالم لنفس العام.


غالبا ما يأتي ترتيب دولنا العربية والإسلامية في ذيل القوائم العالمية إذا ما ارتبط هذا الترتيب بتقدم علمي، أو تكنولوجي، أو حديث عن حرية الفرد بهذه الدول، أو مستوى معيشته، أو صحته، أو تعليمه، أو أي شيء يرتبط بكرامة الإنسان وحقوقه، إما إن كان الترتيب يناقش مشكلة إنسانية؛ كالفقر، والبطالة، أو تدني مستوى الحريات، أو انتشار التفسخ الأخلاقي وخلافه، فلا تتفاجأ إن رأيت دولًا إسلامية في صدارة هذه الترتيب.
ومن الأمور التي تتصدر فيها دولنا العربية والإسلامية قوائم الترتيب العالمي مسائل الجاسوسية، والتخابر، والاختراق الدولي لهذه الدول، ومنها كثرة عدد المراكز العلمانية- المسماة كذبًا وتضليلاً: فكرية-، والتي تقوم بدور مخابراتي من الطراز الأول، كما تقوم هذه المراكز بدراسة دقيقة لواقع مجتمعاتنا الإسلامية، وإمداد الغرب بدقائق ذلك، بطريقة تفوق عمل مراكز الاستشراق القديمة، ومن أخطر الأدوار التي تقوم بها هذه المراكز نشر العلمانية والمذاهب الفكرية الغربية، بل والإلحادية في جوانب منها.
لهذا يسعى الغرب بكافة السبل إلى دعم هذه المراكز ماديًا، من خلال الدعم المباشر أو غير المباشر، ومن وسائل الدعم رعاية مراكز الأبحاث وجامعات الغرب لهذه المراكز، ولمن يعمل بها من الباحثين العرب، عن طريق تقديم المكافئات والجوائز العينية، وتنظيم اللقاءات والندوات والمؤتمرات، وفتح قنوات اتصال مباشرة ودائمة.
ومؤخرًا اختار قسم العلاقات الدولية بجامعة بنسلفانيا، للسنة الثانية علي التوالي مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، ضمن أفضل 40 مركز فكري علي مستوي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لعام 2013م، كما تم تصنيف المركز كأحد أهم المراكز الفكرية- القديمة والحديثة- علي مستوي العالم لنفس العام.
وقالت "داليا زيادة" المدير التنفيذي لمركز ابن خلدون "نفتخر أننا حصلنا علي تصنيف دولي من قسم العلاقات الدولية بجامعة بنسلفانيا للسنة الثانية علي التوالي، وهو ما يؤكد أن المجتمع المدني في مصر بدأ يأخذ مكانه الصحيح في المجتمع، ويرجع الفضل في ذلك لفريق العمل الشاب المتحمس، الذي نجح في إعادة إحياء مؤسسة عريقة مثل مركز ابن خلدون".
وللقارئ الكريم أن يستبدل كلمة "مدني" الواردة في التصريح السابق بكلمة "علماني" ليتسق له الأمر، ويظهر له الكلام على حقيقته، فمركز ابن خلدون هذا من أكثر المراكز- في المنطقة العربية والإسلامية نشرا للعلمانية- ولثقافة التغريب والتفسخ عن قيم مجتمعاتنا العربية والإسلامية، فهو مركز مشبوه تاريخه مليء بالإساءات للقيم الإسلامية الثوابت الدينية.
ومن الأمور الغريبة والمفزعة في آن واحد, كثرة المراكز الفكرية (العلمانية) في مصر حيث ترشح لجامعة بنسلفانيا أكثر من 6826 مؤسسة مجتمع مدني حول العالم، من 183 دولة، وقد أتى ترتيب مصر 19 من حيث عدد المراكز الفكرية حول العالم حيث ذكر التقرير أن مصر لديها 55 مركز فكري، وهو أمر كارثي ينبغي أن يتنبه له الحريصون على أمن مصر واستقرارها الاجتماعي والديني والسياسي، فلهذه المراكز دور كبير في زعزعة أحوال الدول التي تتواجد بها لصالح من يدفع لها في الخارج والداخل.
جدير بالذكر أن مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية من أكثر المراكز ترويجًا لسياسات التطبيع مع الكيان الصهيوني، كما كان للمركز دور خطير في إفشال الصحوات الإسلامية في عالمنا العربي والإسلامي، فقد كانت دراسات المركز ولازالت منطلقًا لتحركات الغرب في مواجهته مع عالمنا العربي والإسلامي.. فهذا المركز وأشباهه- بحق- بؤر تغريب وتخريب وتخابر..