بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال/ كتاب نيل الأوطار للشوكاني يتبع أي مذهب من المذاهب الأربعة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال/ كتاب نيل الأوطار للشوكاني يتبع أي مذهب من المذاهب الأربعة؟
الشوكاني رحمه الله لا يتبع مذهبًا معينًا، وإنما يرجح حسب الدليل
جزاكم الله خيرا
لكن بعض البحوث الفقهية تتحدث فقط عن آراء المذاهب الأربعة
و أجد أدلتها مقتبسة من المحلى لابن حزم الظاهري ومن كتاب نيل الأوطار للشوكاني
فهل يعتبر ذلك من الخطأ، أم أنه يمكن للباحث اقتباس الأدلة منها؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
هذا من قصور البحث ، أن يقتبس الأدلة من كتب غير مسندة ، ثم يعزو إليها ، والذي ينبغي مراعاته للباحث وطالب العلم أن يذكر الأدلة من مظانها من الكتب المسندة ، أو أصول كتب المتقدمين الذين يعول عليهم في الفن الذي يكتب عنه ، لا يعتمد على الواسطة ، إلا إذا تعذر ذلك ، ولم يجد ما يبحث عنه مسندا ، أو في أصول الكتب المعتمدة ، فحينئذ يذكر مصدره الذي أتى به منه إن كان غير مسند ، أو الواسطة النازلة ، أما بخلاف ذلك فهو قصور كما ذكرنا ، والله أعلم .
تنبيه : المحلى لابن حزم فيه أسانيد أحيانا ، ويمكن للباحث أن يعتمد عليه إذا لم يجد من هو أولى منه ، فإذا كان الحديث أو الأثر في مصنف عبد الرزاق مثلا ، ووجده في المحلى ، فالأجدر للباحث أن يأتي به من المصنف نفسه ، لا أن يأتي به بواسطة ، أما إذا لم يجده إلا في المحلى ـ وياحبذا لو كان مسندا ـ فمقبول ذلك.
أما الشوكاني فكان يرجح غالبا المذهب الذي عليه الدليل بحسب ما ترجح عنده من الأدلة ، ولا يتقيد بمذهب معين .
وكان قد تفقه رحمه الله في أول حياته على مذهب الإمام " زيد بن علي بن الحسين " وبرع فيه ، وفاق أهل زمانه ، حتى خلع ربقة التقليد ، وتحلى بمنصب الاجتهاد ، فألف كتابه : " السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار " فلم يقيد نفسه بمذهب الزيدية ، بل صحح ما أداه إليه اجتهاده بالأدلة ، وزيف مالم يقم عليه الدليل ، فثار عليه أهل مذهبه ، من الزيدية ، المتعصبون لمذهبهم في الأصول والفروع ، فكان يقارعهم بالدليل من الكتاب والسنة ، وكلما زادوا ثورة عليه زاد تمسكه بمسلكه ، حتى ألف رسالة سماها : " القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد " ذهب فيه إلى ذم التقليد وتحريمه ، فزاد هذا في تعصبهم عليه ، حتى رموه بأنه يريد هدم مذهب آل البيت ، فقامت ـ بسبب هذا ـ فتنة في " صنعاء " بين خصومه وأنصاره ، فرد عليهم بأنه يقف موقفاً واحداً من جميع المذاهب ، ولا يخص مذهب الزيدية بتحريم التقليد فيه .
نفع الله بكم ، وجزاكم خيرا .
على أية حال لابد للباحث أن يرجع إليه ، فلربما يجد رواية تفسر ما أجمل ، أو يقف على شيء آخر عرضا لم ينتبه إليه ينفعه في بحثه .
أما الرجوع إليه في دلالة الحديث والردود والمناقشات ، فمن المفترض أننا نتكلم عن باحث ـ ليس طالبا في بداية الطريق ـ فإذا كان ذلك كذلك ، فينبغي للباحث أن يرجع إليه ويستفيد منه ، فكتب ابن حزم تفيد طالب العلم كثيرا .
أما الطالب المبتديء فلا ينصح بذلك ؛ لما قد يتجرأ على الأئمة فيأخذ من أسلوب ابن حزم رحمه الله .
فتح الله عليكم .. وجزاكم كل خير على ما تفيدوني به دائما
نيل الاوطار اكثر ما فيه من ترجيحات - كما اظن - يتعصب فيها للظاهرية وهو مذهب خارج المذاهب الاربعة !
وهو شرح لمنتقى الاخيار للمجد ابن تيمية !
فهو في الاصل شرح لمتن حديثي عام في احاديث الاحكام بدون تقييد مذهبي !
اما في النقولات عن المذاهب في عامة كتب الامام الشوكاني رحمه الله - فلا احبذ ان يعول عليها طالب العلم المبتدئ لان الاولى مراجعة كتب المذهب المعتمدة والنقل من اصولها ... فهو لا يبحث عن المعتمد او الراجح في المذهب ! انما يبحث عن مجرد القول !
فلو قال : روي كذا عن الشافعي او احمد ! فلا يشترط ان يصح ذلك عنهم ! بل قد يكون مجرد قول قديم او مرجوح او غير معتمد في المذهب !
و مثلا : في ارشاد الفحول ! حين تكلم عن مسالة ان حجية الاجماع قاصرة على جيل الصحابة !
قام بعزو هذا المذهب الى ابي حنيفة واحمد بن حنبل !
وكلهم منه براء ! والله اعلم ... !
بوركتم وجزيتم خيرا
الحمد لله ، وبعد :
الذي تحصل لي من جراء مطالعة النيل للشوكاني أن مذهبه يمكن تنسيبه إلى أقوال الشافعية مع تلميحات للجمهور وبعض الترجيحات الشخصية !
ذلك أنك ترى عيانا أن كل حديث من متن المنتقى إذا كان في الصحيحين فإن عمدة الشوكاني في شرحه مستقاة من فتح الحافظ وشرح النووي ! وبالتالي فالتوجيه لأحاديث الأحكام غالبا ما يكون عند المضايق شافعياً !
وقد لخصت في ملزمة قديمة منهج الشوكاني وتنسيب مذهبه من خلال النيل لعلي اقوم برفعها قريباً