07-04-2014 | مركز التأصيل للدراسات والبحوث
ولم يقتصر الأمر حاليا على مجموعة من الطلاب الغوغائيين يقودهم حاخامات مهووسون, فيتجمعون وسط اعتراض شكلي من الشرطة الصهيونية حتى يقتحموا الأقصى ثم يغادروه, فأصبحت اليوم الاقتحامات التي يقوم بها المغتصبون تتم وسط حراسات الشرطة وبكامل حريتها ويتم الاعتداء من الشرطة على المصلين المسلمين إذا اعترضوا على وجودهم, ثم تطور الأمر إلى إعلان الترتيب لاقتحامات في عيد الفصح في منتصف الشهر الجاري ستتم بصورة شبه رسمية من هؤلاء المغتصبين, وكان التطور النوعي اليوم هو اقتحام الأقصى من بعض منن يحملون الصفة الرسمية للمسئولين في دولة الصهاينة مما يؤكد على سعيهم لإقرار الاقتحام ليكون صورة اعتيادية يقوم بها الصهاينة ولا يتذمر منها المسلمون.


ومن رعى غنما في أرض مسبعة ونام عنها تولى رعيها الأسد ..[1], هكذا قال العرب في أحد أهم وصاياها الحكيمة حول من غفل عن أهم وأوجب مسئولياته وترك أعظم أمره من يده فلن يكون لها الا عدوه الذي سيتولى الأمر مكانه وحينها لا يجدي البكاء على اللبن المسكوب.
هكذا ضاعت فلسطين من أيدي المسلمين وهكذا المسجد الأقصى الطاهر يهان ويدنس كل يوم باقتحام الصهاينة له والاعتداء على جنابه, ولم يكن سبب لذلك سوى ان القدس لم تعد حقيقة القضية الأولى للمسلمين كما كانت دوما وكما يجب ان تكون.
ولم يقتصر الأمر حاليا على مجموعة من الطلاب الغوغائيين يقودهم حاخامات مهووسون, فيتجمعون وسط اعتراض شكلي من الشرطة الصهيونية حتى يقتحموا الأقصى ثم يغادروه, فأصبحت اليوم الاقتحامات التي يقوم بها المغتصبون تتم وسط حراسات الشرطة وبكامل حريتها ويتم الاعتداء من الشرطة على المصلين المسلمين إذا اعترضوا على وجودهم, ثم تطور الأمر إلى إعلان الترتيب لاقتحامات في عيد الفصح في منتصف الشهر الجاري ستتم بصورة شبه رسمية من هؤلاء المغتصبين, وكان التطور النوعي اليوم هو اقتحام الأقصى من بعض منن يحملون الصفة الرسمية للمسئولين في دولة الصهاينة مما يؤكد على سعيهم لإقرار الاقتحام ليكون صورة اعتيادية يقوم بها الصهاينة ولا يتذمر منها المسلمون.
ففي صباح يوم الاثنين قام الحاخام "موشيه فيغلين"، نائب رئيس الكنيست الصهيوني باقتحام ، المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة وسط حراسة معززة ومشددة من شرطة الاحتلال الخاصة، وخرج من باب السلسلة على وجه السرعة.
وبحسب أحد المسئولين في الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة قال: "إن شرطة الاحتلال المرافقة للمتطرف "فيغلين" سارعت إلى إخراجه من المسجد بعد 10 دقائق فحسب بسبب تأهب المصلين وطلبة حلقات العلم واستعدادهم للتصدي له".
وأوضح أن هذا الاقتحام قد تم بتنسيق كامل مع إدارة سلطة الاحتلال فقال: "قامت الشرطة الإسرائيلية بتوفير الحماية لعضو الكنيست المتطرف فيغلين لدى اقتحامه المسجد في ساعة مبكرة اليوم، إذ من المعلوم أن الشرطة الإسرائيلية تفتح باب المغاربة، (إحدى البوابات في الجدار الغربي للمسجد الأقصى)، في الساعة الثامنة صباحاً لتسهيل اقتحامات المستوطنين، ولكن تم إدخال فيغلين الساعة الثامنة إلا ربع، ولم يمكث أكثر من 10 دقائق” , وأن " عشرات الفلسطينيين الذين تواجدوا في المسجد أثناء الاقتحام رددوا “الله اكبر”، اعتراضاً منهم على هذا الاقتحام”.
وقد اعتاد هذا الحاخام أن يقتحم المسجد بشكل متكرر وأنها ليست المرة الأولى, فقد شوهد أكثر من مرة وخاصة أن الشبان الفلسطينيين يعرفونه جيدا, فهو الذي قدم اقتراح للكنيست الإسرائيلي بنقل السيادة على المسجد الأقصى من الحكومة الأردنية إلى إسرائيل.
وبرغم اعتراض المسلمين وخصوصا في الأردن حيث يخضع المسجد الأقصى رسميا حتى الآن للإدارة الأردنية, وبرغم ما أبداه المسئولون المسلمون من اعتراض على هذا إلا أن اعتراضهم لم يكن ذا بال عند الصهاينة إذ يمضي الكنيست الإسرائيلي قدما في الأمر.
وبعد هذه الاقتحامات الفردية التي رفضتها السلطة المغتصبة في البداية لامتصاص حماس المسلمين وبعد إقرارها واقعا بتكرارها ثم دخول مسئولين واقتحامهم الأقصى أعلن الكنيست الإسرائيلي على موقعه الالكتروني أنه سيعقد جلسة خاصة للجنة الداخلية والبيئة لبحث ترتيبات الشرطة الإسرائيلية بشأن اقتحامات الإسرائيليين المخطط لها والمتفق عليها علانية للمسجد في عيد الفصح اليهودي الذي يبدأ في الرابع عشر من الشهر الجاري ويستمر لمدة أسبوع, وذلك بعد ان جعلوا الاقتحام واقعا لا مجرد فعل من متطرفين.
وهكذا سياستهم دوما إذ يكررون التصرف حتى يصير واقعا فيتعرض الأقصى حاليا لاقتحامات شبه يومية يقوم بها مغتصبون تحت حراسة من قوات الجيش والشرطة الإسرائيليين لتنظيم جولات "استرشادية" حول الهيكل المزعوم.
وكذلك وبنفس السياسة تسابق السلطة المغتصبة لفلسطين الزمن بمخططات تهويدية واستيطانية جديدة عبر فرض وقائع توراتية ورموز تلمودية لطمس الآثار العربية والإسلامية بتخوم ساحات الحرم القدسي الشريف, فقامت السلطات بالمصادقة على ما يسمى مخطط كنيس 'جوهرة إسرائيل' ومجمع كيدم- الهيكل التوراتي وذلك داخل أسوار البلدة القديمة من أجل محاصرة المسجد الأقصى وطمسه تمهيدا لتقسيمه بين المسلمين واليهود لبناء الهيكل المزعوم.
أنهم يمهدون الأرض ويرثونها ويبذرون بذور الشر فيها, وأهل الحق غافلون نائمون لا يحركون ساكنا مشغولون بقضاياهم وخلافاتهم ويتركون القضية الأم والأهم, وبحسب ما نحن سائرون عليه بطريقة معالجتنا للقضية لن يكون مفاجئا لأحد أن يستيقظ المسلمون ذات يوم ولينظروا إلى الهيكل منتشيا مكان الأقصى, ليقول احدهم كان هاهنا مسجد مبارك اسمه الأقصى, وسنبكي عليه يومئذ مثل النساء لأننا لم نصنه مثل الرجال.
ـــــــــــ
[1] البيت لأبي مسلم الخراساني صاحب الدور الأهم في إقامة الدولة العباسية