حكاية محبُّ مزيّف ، وحكايات محبُّ أصليّ .
إذا سألته عن محبوبته ... تنهد وتألم ولأحب ذكرها ذوما ولما فارقت خياله وطيفه ، ولوضع صوتها على هاتفه وفي غرفته وفي حاسوبه دوما يتذكرها ... واسأله عن ترديده لحروفها وكلماتها وعباراتها فهي تهبط على قلبه بهدوء تغمره وتمتلكه ...
كلما رآها ازداد فرحا ومرحا وترحا ...
صادفت قلبا خاليا من أي شيء فتمكنت منه وسيطرت عليه وتحكمت فيه . ( هذه هي حكاية المحب المزيف )
أما المحب الأصلي .. فلله قوم أحبهم وأحبوه ، إذا اقترب الليل من السكون والهدوء قاموا بعفويه متناهية وتلقائية ينصبون وأقدامهم بين يدي ربهم براحة وسكينة ، يؤدون ركعات القيام برضى تام واستقرار ، حتى في أوقات الكسل وشدة النوم يؤدونها بلا مقابل مادي غير أنهم يريدون أن يزكيهم الله ويطهرهم ويحبهم ... ومن حرك هذا الجسم الثقيل ليقوم في وقت صعب إلا المحبة الخالصة الأصلية الصافية .
.. وإذا اقترب من القرآن يقرؤونه ويداومون على قراءته بعناية ، ويفرقون بين قراءته وقراءة أي شيء آخر ...
يتصفحون أوراقه بهدوء كأنما يطيبون أنفسهم بالمسك ، ويحاولون نشره ليس في حجرة القراءة بل في جميع الأماكن ... رغم تعبهم وأشغالهم ومشاكلهم اليومية .. إذا فتحوه فتحوه بهدوء وتركوا الدنيا وراءهم ظهريا ... وّاذا انتهوا من وردهم حزنوا كثيرا وتأسفوا على أنهم لم يستمروا في قراءته وتدبره ...
ـ وإذا اقتربوا من الناس ومن مجتمعهم .. قاموا إليه خائفين عليه حريصين عليه رؤوفين به رحيمين به .. يحزنون أشد احزن على أهل المعاصي والمنفقين أموالهم فيما لا ينفعهم ، ويحزنون أشد الحزن على الشباب الذين يلقون أنفسهم في التهلكة والشتائم والسباب ومعاكية البنات وشرب الدخان والمخدرات وتضييع الأوقات على النواصي والجلوس لساعات طويلة على الانترنت وألعاب الحاسوب وما خلقوا لهذا ... أضف إلى سوء معاملة الوالدين ... فإذا شاهد المحبين للمجتمع هذا التدني ساءهم ذلك ، وفكروا في علاجه ووقايته وليس بتديره والسعي في محاكمته وإعدامه ... ( إلى غير ذلك من حكايات محبّ أصلي ).