التحديث في الخطاب الدعوي ..
ما دخل في مصالح الناس جلبــًا للخير ، أو دفعــــًا للشر والفساد ؛ هو داخل في عموم مقاصد سياسة شريعة الإسلام .. وذلك الوجود يكون مطردًا أبد الدهر ، وهو ما يعبر عنه بالثبات والشمول للشريعة صلاحــًا وإصلاحــــًا لكل زمان ومكان ..
والإسلام بشموله وثباته يحث في فقه مقاصده : أن التجديد في الخطاب الدعوي عائد < للوسيلة والأسلوب !! > لا إزالة للمطالب والتسليم للشرع ..
والانتفاع بكل مباح في الشريعة من حادثات الاختراع ، والبرامج المنظمة : أمر دلت عليه الشريعة ، وحثت على الانتفاع به ومنه .. وهذا التحديث له < ضابط عدم المخالفة لذلك الثبات في دلائل الشرع > ..
وحسن الاتباع للشريعة مظهراً وحقيقةً : لا يعد تزمتــًا وتشددًا ، بل التشدد كائن في الزيادة والمخالفة .. والنقد عائد على فاعل الغلط ، لا على متبع الشرع ؛ فيكون التقويم والنقد مناطاً على تلك المخالفة ، وليس على أصل مطلب الشرع ..
وهذا الدين يجب على المسلم : أن يكون فخورًا به عقديةً وشريعةً .. وكمال هذا الدين مُـخْبِـرٌ عنه خطابُ منــزِلـِـه سبحانه ، وواقع الوجود قديماً وحديثاً ..
ومن الأمانة المطلوب أداؤها وبيانها من حملة الشريعة ، وفضلاء أهل العلم والمعرفة : إظهار محاسن الشريعة ، وإشاعة فضلها بحلة جميلة تناسب الزمان والمكان ، ولا يعود ذلك البيان ناقضاً للمطلب الشرعي بالإزالة والذوبان مسايرةً لواقع الناس المبتعد عن الاتباع ..
وفقه المرحلية مطلوب مع جلب حسن القصد ، وأصل العلم .. ودرء الهوى الداعي لتحصيل المصالح على حساب تجريء الناس على المخالفة ، والله يعلم المصلح من المفسد ..
حسن بن محمد الحملي.