الشيخ الجبان

[أبو مسلم خالد المصري]

الشيخ الجبان
( أيكون المؤمن جبانا ؟ قال صلى الله عليه وسلم : نعم ) .

وهناك فرق بين تقدير المرء واحترامه ، وبين ترك العمل بقوله والاقتداء بتصرف من تصرفاته ولو كان علما أو عالما أو داعية مشهورا ... وهذا شيء عزيز اليوم نعجز عن الجمع بينه .
فلا بد أن نعترف أن الأمة الإسلامية سيطرت عليها حصال ذميمة قيدتها وأقعدتها عن التقدم نحو الرقي والريادة ، وهذه الخصال للأسف انتشرت وتفشت في رموزنا وأعلامنا بل وأقرب الناس إلينا ...
ألا ترى أن الأب والأم يحرضون أولادهم عن القعود عن الجهر بالدعوة إلى الله تعالى ، ولا يجوز سماع كلامهم مع وجوب احترامهم والإحسان إليهم ...
فكذلك لا بد أن نحترم العلماء والدعاة والمربين مع التحفظ على وصول داء الجبن والسلبية والانهزامية التي انتشرب بين البعض منهم وفي أوساطهم وطافت على البقية منهم ،
لكن لا بد من تحمل تبعات الجرأة والتقدم وإحسان قيادتها ... وهذا الأمر لا يشعر به إلا المهموم بحال الأمة ، الطالب لنهوضها من بعد كبوتها .

[أبو مسلم خالد المصري]

يحفزونهم على التحرك للدعوة إلى الله تعالى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ... ويتركونهم وينسحبون ويغيبون عند التطبيق العملي ، فيتركون الذي يريد التطبيق وحيدا .. وسرعان ما يفترك ويترك .... وما هكذا تعليم الدعوة إلى الله ... وما هكذا علمّ النبي صلى الله عليه وسلّم أصحابه ونشر الإسلام بينهم ....
يتقبل الجراح والصدمات والاعتراضات ...
يتحمل الشتائم والسباب ...
يترك بلده ويرحل وراء رمي الحجارة عليه من الغلمان ...
ينام على الحصير ويأكل البسيط ...
يأمرهم بقيام الليل وتتفتر قدماه من وقوفه بالليل ..
يتهم بالجنون ، والسحر .. ومع ذلك يصبر ...
أين العلماء اليوم من كل ذلك ... أين فعلهم قبل أقوالهم ... غفر الله لنا ولهم ... ؟!

[أبو مسلم خالد المصري]

أين ثورة العلماء على أنفسهم ... أين تنقيحهم لكلامهم فيطبقونه في أفعالهم ... إن قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ) . ليس لعوام المسلمين .. بل ولخواصهم ، ولعلمائهم ولشرفائهم .

[أبوعاصم أحمد بلحة]

أحسنتم بارك الله فيكم.

[أبو مسلم خالد المصري]

أحسنتم بارك الله فيكم.

لله درك .. فهمت ما أحاول أن أوصله .. باعتدال ... حياك الله

[أبو مسلم خالد المصري]

أيها العلماء شيء من الانتباه في هذا الزمان ..

اطلب من تلاميذك عمل بحث في مسألة ما ...
ستجد البعض منهم يأتي بعمل رائع متميز في وقت قصير جدا ، بل يأتي بأشياء ربما لا تعرفها .. وكتب جديدة عليك .. وما ذاك إلا لتقدم وسائل المعرفة وسهولة البحث والاطلاع والحصول عليها في وقت قصير ... ( وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ )


فهل ستأخذ بحثه وتخفيه ، أم تحسده على عمله .. أم تحمد فعله وتحاول إظهاره ونشره ... وهذا عادة السلف الصالح حتى أخذ العلماء عن تلاميذهم كالبخاري عن الترمذي ...


ـ إن تغير وسائل المعرفة تغيرا هائلا تخبر العالم بضرورة تغيير أسلوبه ومخاطبة أنصاره ومحبيه ومريديه وتلاميذه إلى أسلوب وخطاب محفز ودافع للتقدم والابتكار وليس إلى الانتهاء إلى أسلوبه وعلمه ...

( وهذا ما قام به الشيخ الدكتور هشام عقدة حفظه الله ( صاحب مختصر معارج القبول ) ... فعندما قابلته مرة وعرضت عليه بحثا في صيام عشر ذي الحجة ... ولم أكن أنوي طباعته .. إلا أنه قرأه وفرح به فرحا شديدا .. وتولى هو طباعته ... فكان أول كتاب لي وسميته (إتحاف الأحبة بما جاء في صيام عشر ذي الحجة) .