31-03-2014 | مركز التأصيل للدراسات والبحوث
ومن أهم التحديات التي تواجه المسلمين في أوروبا ظاهرة الاسلاموفوبيا والتي تعني التخوف من ظاهرة نمو الإسلام وانتشاره حيث تنطلق على فترات متقاربة ومن عدة بلدان في الغرب صيحات تحذير من هذا الانتشار الواسع لدين الإسلام بين النصارى الغربيين.


قضايا كثير وهموم متنوعة يعيشها المسلمون في أوروبا الذي يبلغ عددهم قرابة 53 مليون مسلم وفقًا لإحصاء مركزي الأرشيف الألماني للإسلام ومعهد داي، بينما يبلغ عدد المسلمين في دول الاتحاد الأوروبي وحدها حوالي 16 مليون مسلم, يعيشون قضايا متنوعة يواجهونها مع المجتمع الأوروبي.
ومن أهم التحديات التي تواجه المسلمين في أوروبا ظاهرة الاسلاموفوبيا والتي تعني التخوف من ظاهرة نمو الإسلام وانتشاره حيث تنطلق على فترات متقاربة ومن عدة بلدان في الغرب صيحات تحذير من هذا الانتشار الواسع لدين الإسلام بين النصارى الغربيين.
ففي تقرير حديث نسبيا نشره موقع الـ(سي إن إن) بعنوان: «النمو السريع للإسلام في الغرب» ذكر فيه أن "أعداد الذين يدخلون في الإسلام في العالم الغربي كبير جداً وهو في تسارع مستمر، وأن هناك طفرات في نمو الجاليات الإسلامية، وزيادة ملحوظة في المراكز الإسلامية و المساجد التي لم تعد تقتصر على العواصم الغربية بل تجاوزتها إلى كافة المدن الأوروبية الكبرى. ففي قلب أوروبا بدأت أعداد المساجد تنافس أعداد الكنائس في كل من باريس وروما ولندن، وأصبحت نسخ القرآن الكريم المترجمة من أكثر الكتب مبيعاً في الأسواق الأميركية والغربية إضافة إلى انتشار الإسلام في السجون، فأعداد المسجونين الذين يرغبون في دخول الإسلام يزداد يوماً بعد يوم بصورة لافتة للنظر، وهذا ما أثار الرعب والهلع داخل الأوساط الأمنية الغربية، وتحذيرهم من تنامي التيارات الأصولية الإسلامية داخل السجون. وهذه عينات قريبة من هذا الانتشار الذي يؤرق الغرب".
هذا عن التحديات الخارجية وهي كثيرة ولكن أكثر ما يؤرق المسلمين التحديات الداخلية عند المسلمين حيث اصطحب المسلمون الوافدون إلى أوروبا أو انتقلت إلى المسلمين الجديد الخلافات المذهبية والعقائدية عند المسلمين, إذ لا يفرق المسلم الداخل غي الإسلام كونه على مذهب أهل السنة والجماعة أم من الشيعة أو الفرق الأخرى, فتعددت مصادر الفتوى وتضاربت وكثرت الخلافات الداخلية الفكرية والعقائدية.
ولهذا يحاول المسلمون دائما إيجاد الحلول للمشكلة الأكبر وهي المشكلة الداخلية بتنظيم الفتوى وإيجاد ثوابت فقهية يكن للجميع أن يسير عليها, فتعقد الندوات والمؤتمرات لذلك من اجل حل المشكلة الأكثر خطورة من المشاكل الخارجية.
ففي أسبانيا يقوم الاتحاد الإسلامي للأئمة والمرشدين بتنظيم ملتقى دعوي للأئمة والدعاة بأسبانيا تحت عنوان "ضوابط الفتوى وفقه الأقليات" في الفترة 17، 18، 19 جمادى الآخرة 1435 هـ الموافق 18، 19، 20 أبريل 2014 م، لوضع حلول لتلك المشكلات ولإيجاد صيغة مقبولة ومشتركة وملزمة للجميع حتى لا تكون أوروبا ميدانا لنقل الخلافات التي تضيع الجهود.
وسيشارك في الملتقى الدكتور محمد بن موسى الشريف الأستاذ بجامعة الملك عبد العزيز والمشرف العام على موقع التاريخ الإسلامي، والدكتور عبد الفتاح الفريسي مدير دار البشير للتعليم العتيق بالرباط، الدكتور بدر الرخيص أستاذ الحديث بجامعة الكويت كما صرح بذلك الدكتور علاء محمد سعيد رئيس الاتحاد.
ووضح د. سعيد أن محاور الملتقى ستدور حول عدة قضايا منها، الفتوى وأهميتها وشروط المفتي، وواقعنا في أسبانيا، والثوابت والضوابط الشرعية للفتوى، ومشكلات الفتوى أسبابها وآثارها، والفتوى وفقه الأقليات المسلمة في الغرب، وفتاوى الفضائيات ووسائل الاتصال الحديثة وكيف نتعامل معها، والاجتهاد الجماعي وأهميته للمسلمين في الغرب، وخطورة الفتاوى الشاذة وكيف نتجنب مخاطرها.
وذكر رئيس الاتحاد أن شروط المشاركة في دورة الملتقى أن يكون المشترك من طلبة العلم أو العاملين في ميدان الدعوة بأسبانيا، وحضوره الدورة كاملة، والالتزام ببرنامج الملتقى، والمشاركة والايجابية، ويحصل المشارك على شهادة معتمدة من الاتحاد الإسلامي للأئمة والمرشدين بأسبانيا بحضور الدورة، وستقام مسابقات واختبارات للمشاركين وللفائزين بها مجموعة كتب قيمة.
لاشك أن المسلمين في الغرب يعانون من التحديات الخارجية كثيرا جدا وأن المضايقات الأمنية والحكومية الرسمية لهم كثيرة إلا أن المشكلة الأكبر دوما على المسلمين لا تأتي من خارجهم بل دائما ما تكون المشكلة الداخلية بين المسلمين أو التي تأتي للمسلمين من مدعي الإسلام تظل الأخطر والأشد صعوبة إذ أنها يمكن أن تضر المسلم في عقيدته وتصرفه عن الصراط المستقيم لينضوي تحت راية من رايات الضلال والغواية ويكون ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
​!