تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: نقد نسبة كتاب «تذكرة أولي البصائر في معرفة الكبائر» إلى الإمام ابن الجوزي رحمه الله

  1. #1

    افتراضي نقد نسبة كتاب «تذكرة أولي البصائر في معرفة الكبائر» إلى الإمام ابن الجوزي رحمه الله

    http://www.alukah.net/culture/0/68318/

    أسعد بملحوظاتكم.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    85

    افتراضي رد: نقد نسبة كتاب «تذكرة أولي البصائر في معرفة الكبائر» إلى الإمام ابن الجوزي رحمه ال

    بارك الله فيك أخي عبد العزيز، وقد كنت كتبت شيئا غير مرتب في نقد هذه النشرة، فإذا بك تأتي في مقالك هذا الرائع بما كنت قد كتبته، وهذا يدل على أن أهل السنة وإن تباعدت ديارهم فمنهجهم واحد وكلامهم متقارب.
    فخذ أخي ماقيدته، نفعني الله وإياك:
    إبطال نسبة كتاب" تذكرة أولي البصائر في معرفة الكبائر" للإمام ابن الجوزي.
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
    * طبع هذا الكتاب بعنوان: " تذكرة أولي البصائر في معرفة الكبائر" للإمام عبد الرحمن بن علي بن عبد الله ( المعروف بابن الجوزي) (510هـ/ 597هـ). حققه وعلق عليه : طالب عواد. قدم له فضيلة المحدث المحقق: عبد القادر الأرناؤوط. طبع: دار ابن كثير، دمشق/ بيروت. الطبعة الثانية: 1429هـ/ 2008م.
    * قدم لهذا العمل الشيخ عبد القادر الأرناؤوط، وقال:" وبعد فهذا كتاب (تذكرة أولي البصائر في معرفة الكبائر) للإمام الحافظ جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن علي المعروف بابن الجوزي القرشي التيمي البغدادي الحنبلي الواعظ، المتوفى سنة (597هـ) رحمه الله. يطبع لأول مرة عن نسخة خطية اعتمدها الأخ في الله الشيخ طال عواد، وقد قام بتحقيق هذا الكتاب، ورجع في نقول المؤلف إلى أصولها، وحقق نصوصه، وخرج أحاديثه".[1]
    قلت: إن حسن الظن بعلم الشيخ ومعرفته يقتضي أن يقال أنه لم يراجع العمل كاملا، وإنما عرض عليه الكتاب عرضا، فأثنى عليه من حيث التخريج وحسن الإخراج وغيره، وأحسن الظن بالمحقق أنه قام بدراسة الكتاب. والواقع ليس كذلك.
    * قال المحقق تحت عنوان عملي في النص: ( ص 10)
    "تصحيح النص، وقد اعتمدت في ذلك على النسخة الخطية الوحيدة المحفوظة في مكتبة الكونغرس، وتقع في 90 ورقة قياس 35x 21 في خط واضح وفيه بعض السقط وقد استدركته".
    * قلت: لم يذكر رقم هذا المخطوط في المكتبة ولا أدري لماذا، أما الفهارس، فذكرت أن هذا العنوان: تذكرة أولي البصائر في معرفة الكبائر، موجود في مكتبه برنستون (مجموعه بريل) رقم الحفظ:( 1057 h)
    - كما ذكرت الفهارس نسخة أخرى كان ينبغي مراجعتها، بعنوان: تذكره أولي البصائر في الكبائر والصغائر، عبدالقادر بن عبدالقادر, الادهمي 1325هـ، في الخزانة العامة في الرباط. تحت رقم ( 1194 D ).
    * لم يقم المحقق بإعداد دراسة عن الكتاب، يثبت فيها صحة نسبة الكتاب لمؤلفه، خاصة أن ابن الجوزي علم مشهور، وكتبه قد اعتنى بها العلماء، فلا بد أن يصل شيء من أخبارهذا الكتاب، ويذكر في ترجمته، وينقل العلماء عنه. وهذا من أبجديات التحقيق التي أخل بها المحقق.

    * لو رجع المحقق إلى كتب الفهارس والتي عنيت بذكر مصنفات العلماء، لوجد النسبة الصحيحة لهذا الكتاب، من غير كبير عناء، فقد جاء في كتاب، هدية العارفين (1/ 602)
    "الهيتي - عبد الْقَادِر بن احْمَد حَازِم الهيتي الرِّفَاعِي الشَّافِعِي الْمُتَوفَّى سنة 1100هـ لَهُ تذكرة أولى البصائر فِي معرفَة الْكَبَائِر."
    وفي معجم المؤلفين لكحالة (5/ 282) "(000 - 1100 هـ) (000 - 1689 م) عبد القادر بن احمد حازم الهيتمي، الرفاعي، الشافعي. فاضل، له تذكرة أولي البصائر في معرفة الكبائر.".
    وفي معجم المطبوعات العربية والمعربة لسركيس (2/ 773)
    " عبد القادر " 1 ارشاد المريد في الطريقة الشاذلية ألفه سنة 1301 طبع..2 تذكرة أولي البصائر في الكبائر والصغائر (مواعظ) مط العلمية 1311 ص 24 3 ترجمان الضمير في مدح الهادي البشير بديعية نظمها سنة 1308 مط جريدة بيروت 1309 ص 19.

    * إذا قرأت الكتاب يكتمل يقينك أنه ليس من تأليف ابن الجوزي رحمه الله، صاحب القلم السيال، المعروف بلاغته وفصاحته، وروعة أسلوبه، في توضيح المعاني وتقريبها، ومن قرأ كتابه " صيد الخاطر" علم ذلك. وأما صاحب هذا الكتاب، فأسلوبه وطريقته في الكتابة توحي أن من القرون المتأخرة، فلا يمكن بتاتا أن يكون أسلوب ابن الجوزي، فمثلا: التزام المصنف بعزو الأحاديث التي يستدل بها إلى مصنيفها كل ما ذكرها، هذا من أسلوب المتأخرين في التخريج والعزو، فيقول بعد الحديث. أخرجه البخاري. رواه الترمذي. رواه الحاكم .

    * من العجيب الغريب أن مصنف الكتاب نقل نصين عن الإمام ابن الجوزي نفسه، مترحما عليه، فليت شعري لو كان ابن الجوزي مصنف الكتاب هل ينقل كلامه ويترحم على نفسه ؟ وهل يصف نفسه بالشيخ الإمام ؟ والأعجب من ذلك كيف لم يتفطن المحقق لهذا مع أن الأمر واضح بين؟
    ففي (ص:147) " وقال الشيخ الإمام أبو الفرج بن الجوزي – رحمه الله- : بلغني أن الخمر مرة الطعم، وان ريحها كريه ...." وفي ( ص: 348) قال: " قال أبو الفرج بن الجوزي – رحمه الله- : كان النبي ص قد تزوج أول نسائه خديجة، ثم عائشة، ثم حفصة، ثم أم سلمة....".

    * في (ص: 19- 20) لما تكلم على كبيرة الشرك بالله قال:" وقد يقع في ذلك بعض الجهال المنتسبين إلى دين الإسلام في أمور تقع منهم عن جهل، فمن ذلك: المنتسبون إلى المشايخ كالشيخ أحمد الرفاعي، أو الشيخ يونس، والشيخ عدي، او غيرهم..." وفي الحاشية ترجم لهؤلاء الأعلام: فالرفاعي هو شيخ الطريقة الرفاعية احمد بن علي المتوفى ( 587هـ)، ويونس الشيباني شيخ الطريقة اليونسية متوفى ( 619هـ )، وعدي الكهاري شيخ الطريقة العدوية المتوفى ( 619هـ ).
    وإذا كان ابن الجوزي قد توفي سنة ( 597هـ ) فكيف له أن يحكي عن شيوخ هم في عداد تلاميذه، وقد مات قبلهم بسنوات، بل يصف حال أتباع هؤلاء الشيوخ ! فهذا يدل يقينا أن صاحب الكتاب جاء بعد القرن السابع ولا يمكن ان بكون ابن الجوزي الذي توفي في القرن السادس.
    * في ( ص 185) قال: "...والحشيشة تؤكل وتشرب. وإذا لم يذكرها العلماء في الكتب، لأنها لم تكن على عهد السلف الماضيين، وإنما أحدثت في مجيء التتار إلى بلاد الإسلام". قلت: وهذا دليل آخر على أن المتكلم ليس ابن الجوزي لأنه توفي في القرن السادس ( 597هـ) والتتار إنما تغلبوا على بلاد المسلمين في القرن السابع.
    * في ( ص: 346) نقل حكاية عن الحافظ ضياء الدين المقدسي، فقال: " وهنا حكاية عن بعض هؤلاء تبين لك قبح ما هم عليه مع ما تقدم من الطعن على زوجة رسول الله r وهي: ما حكى الشيخ الإمام الحافظ ضياء الدين المقدسي- رحمه الله-، قال أخبرنا خالي الشيخ أبو عمر محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي- رحمة الله- إجازة، قال: إن الشيخ المقرىء أبا بكر بن علي بن عبد الله الحراني نزيل بغداد، حدثه سنة سبع وتسعين وخمسمئة بمحلة الصالحين، بسفح جبل قايسون"

    قلت: ضياء الدين المقدسي من تلاميذ ابن الجوزي وقد ذكروا في ترجمته أن سمع من ابن الجوزي لما دخل بغداد، وقد ولد ضياء الدين (سنة 569هـ وتوفي سنة 643هـ)، فلو كان هذا كتاب لابن الجوزي فكيف ينقل عن تلميذه واصفا إياه بالشيخ الإمام الحافظ ثم يترحم عليه. والمقدسي قد مات بعد ابن الجوزي ب 46 سنة.
    - ذكر أبو عمر المقدسي أن الحراني حدثه سنة ( 597هـ) بهذه الحكاية، وهي السنة نفسها التي مات فيها ابن الجوزي، فإن كان هذا من كلامه فمتى سمعه؟ ومتى كتبه ؟
    * في ( ص: 346) نقل قصيدة طويلة وقال هي: للشيخ الإمام العالم العامل كمال الدين ابن العديم، قاضي حلب، وترحم عليه، وابن العديم ولد سنة ( 588هـ وتوفي 690هـ). وهذا يعني أنه لما مات ابن الجوزي كان سن ابن العديم 9 سنوات. ثم هو يصفه بالإمام العالم العامل، وهذا لا يقبله عقل، فدل ذلك أن صاحب الكتاب رجل من القرون المتأخرة، جاء بعد القرن السابع، وانه ليس ابن الجوزي يقينا.
    * في (ص:359) نقل حكاية عن أبي طاهر السلفي المتوفى( 567هـ) وهذا يدل أن الناقل رجل جاء بعد القرن السادس، وليس ابن الجوزي الذي توفي في ذلك القرن.

    * قصة المرأة من العلويين ص: 114، وكلمة العلويين لم تشتهر إلا في العصور الأخيرة، ولم تكن في عصر ابن الجوزي رحمه الله.

    * في ص 37 نقل عن ابن حزم من كتابه المحلى وهذا مستبعد. لتباعد القطرين بغداد والأندلس.


    [1]مقدمة التحقيق ( ص أ).

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •