تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: أم موسى: أوحى الله إليها كما أوحى إلى النبيين

  1. #1

    افتراضي أم موسى: أوحى الله إليها كما أوحى إلى النبيين

    الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

    أما بعد، فنعلم أن الله ذكر أمر إيحائه إلى أم موسى. فقال تعالى في سورة طه:
    "قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (36) وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى (37) إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى (38)".

    قال القرطبي عند تفسير سورة طه:
    "وقوله: {إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى} قيل: {أ َوْحَيْنَا} ألهمنا وقيل: أوحى إليها في النوم. وقال ابن عباس: أوحى إليها كما أوحى إلى النبيين."

    فأرى أن القول الأخير عن ابن عباس هو الصواب. ولكنها مع ذلك ليست نبية. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
    "َوَقَدْ ذَكَرَ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ وَالْقَاضِي أَبُو يَعْلَى وَأَبُو الْمَعَالِي وَغَيْرُهُمْ : الْإِجْمَاعُ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ فِي النِّسَاءِ نَبِيَّةٌ." (مجموع الفتاوى:396/4)

    وهناك أمران يشيران إلى أن الوحي الذي أوحي إلى أم موسى هو من قبيل الوحي الذي ينزل على الأنبياء.

    الأول: أن الله قال "إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى". فقوله "مَا يُوحَى" يشير إلى أن هذا الوحي هو من نوع الوحي الذي ينزل على الأنبياء. والله قد قال نفس الكلمة لموسى في موضع متقدم من نفس السورة (طه) فقال: "وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13)". وقد وردت كلمة "يوحى" بهذه الصيغة نفسها 14 مرة في القرآن. فهذه الكلمة في كل المواضع الأخرى من القرآن تعني نوع الوحي الذي ينزل على الأنبياء. 12 منها كانت في الوحي الذي نزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وواحدة في الوحي الذي نزل على موسى، وواحدة في الوحي الذي نزل على أم موسى. والأخيرتان هما في سورة طه كما تقدم.

    الثاني: بعض المعلومات التي أوحيت إلى أم موسى أشبه بأن تكون من نوع الوحي الذي ينزل على الأنبياء، ويستبعد أن تكون مجرد إلهام. فيقول الله في سورة طه:
    "إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى (38) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39)".

    فقول الله "يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ" يبدو من المعلومات الدقيقة التي يُستبعد أن تكون مجرد إلهام.

    وقال تعالى في سورة القصص:
    "وَأَوْحَيْنَ إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7)".

    قوله تعالى "إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ" يُستبعد أن يكون إلهاماً أيضا. وقال تعالى في نفس السورة:
    "فَرَدَدْنَاه إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (13)".

    إن كانت أم موسى لتعلم أن وعد الله حق، فيلزم من ذلك أن تكون تعلم أن الله وعدها. فكيف تعرف هذا بالإلهام فقط؟ ولهذا فالأرجح أن الله أوحى إليها كما أوحى إلى النبيين.

    والله قد أوحى إلى مريم. فقد جائها جبريل وكلمها. قال تعالى في سورة مريم:
    "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21)".

    وقال تعالى في سورة آل عمران:
    "إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47)".

    فهذه الآيات فيها دليل على أن الله أوحى إلى مريم.

    والله قد أوحى أيضاً إلى سارة زوجة إبراهيم. قال تعالى في سورة الذاريات:
    "هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (25) فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (27) فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (28) فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29) قَالُوا كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (30)".

    فالملائكة قد كلمت سارة في هذه الآية الأخيرة وأخبرتها بما قال الله. فهذا وحي.

    إذاً، فالله أوحى إلى أم موسى، وأوحى إلى مريم، وإلى سارة زوجة إبراهيم. والله أوحى إليهن كما أوحى إلى النبيين. ولكنهن مع ذلك لسن نبيات، كما تقدم ذكر الإجماع على أنه ليس في النساء نبية. فليس كل من يوحى إليه يكون نبيا. والله أعلم إن كان هناك من الرجال من أوحي إليه وهو ليس بنبي.

    هذا والله أعلم. وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,757

    افتراضي رد: أم موسى: أوحى الله إليها كما أوحى إلى النبيين

    بارك الله فيك .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 12 / 395 : فصل :ومن تأمل نصوص " الإمام أحمد " في هذا الباب وجدها من أسد الكلام وأتم البيان ووجد كل طائفة منتسبة إلى السنة قد تمسكت منها بما تمسكت ثم قد يخفى عليها من السنة في موضع آخر ما ظهر لبعضها فتنكره . ومنشأ النزاع بين أهل الأرض والاضطراب العظيم الذي لا يكاد ينضبط في هذا الباب يعود إلى " أصلين " . " مسألة " تكلم الله بالقرآن وسائر كلامه . و " مسألة " تكلم العباد بكلام الله . وسبب ذلك أن التكلم والتكليم له مراتب ودرجات وكذلك تبليغ المبلغ لكلام غيره له وجوه وصفات ومن الناس من يدرك من هذه الدرجات والصفات بعضها وربما لم يدرك إلا أدناها . ثم يكذب بأعلاها فيصيرون مؤمنين ببعض الرسالة كافرين ببعضها ويصير كل من الطائفتين مصدقة بما أدركته مكذبة بما مع الآخرين من الحق . وقد بين الله في كتابه وسنة رسوله ذلك فقال تعالى : { وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء } وقال تعالى : { إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا } { ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما } وقال : { تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس } . ففي هذه الآية خص بالتكليم بعضهم وقد صرح في الآية الأخرى بأنه كلم موسى تكليما واستفاضت الآثار بتخصيص موسى بالتكليم فهذا التكليم الذي خص به موسى على نوح وعيسى ونحوهما ليس هو التكليم العام الذي قال فيه : { وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء } فإن هذه الآية قد جمع فيها جميع درجات التكليم كما ذكر ذلك السلف . فروينا في كتاب " الإبانة " لأبي نصر السجزي وكتاب البيهقي وغيرهما عن عقبة قال : سئل ابن شهاب عن هذه الآية : { وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم } قال ابن شهاب : نزلت هذه الآية تعم من أوحى الله إليه من البشر . فكلام الله الذي كلم به موسى من وراء حجاب والوحي ما يوحي الله إلى النبي من أنبيائه عليهم السلام ليثبت الله عز وجل ما أراد من وحيه في قلب النبي ويكتبه وهو كلام الله ووحيه ومنه ما يكون بين الله وبين رسله ومنه ما يتكلم به الأنبياء ولا يكتبونه لأحد ولا يأمرون بكتابته ولكنهم يحدثون به الناس حديثا ويبينونه لهم ؛ لأن الله أمرهم أن يبينوه للناس ويبلغوهم إياه ومن الوحي ما يرسل الله به من يشاء ممن اصطفاه من ملائكته فيكلمون به أنبياءه من الناس ومن الوحي ما يرسل الله به من يشاء من الملائكة فيوحيه وحيا في قلب من يشاء من رسله . قلت : فالأول الوحي وهو الإعلام السريع الخفي : إما في اليقظة وإما في المنام فإن رؤيا الأنبياء وحي ورؤيا المؤمنين جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحاح وقال عبادة بن الصامت - ويروى مرفوعا - : { رؤيا المؤمن كلام يكلم به الرب عبده في المنام } وكذلك في " اليقظة " فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { قد كان في الأمم قبلكم محدثون فإن يكن في أمتي فعمر } وفي رواية في الصحيح " مكلمون " وقد قال تعالى : { وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي } وقال تعالى : { وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه } . بل قد قال تعالى : { وأوحى في كل سماء أمرها } وقال تعالى : { وأوحى ربك إلى النحل } فهذا الوحي يكون لغير الأنبياء ويكون يقظة ومناما . وقد يكون بصوت هاتف يكون الصوت في نفس الإنسان ليس خارجا عن نفسه يقظة ومناما كما قد يكون النور الذي يراه أيضا في نفسه . فهذه " الدرجة " من الوحي التي تكون في نفسه من غير أن يسمع صوت ملك في أدنى المراتب وآخرها وهي أولها باعتبار السالك وهي التي أدركتها عقول الإلهيين من فلاسفة الإسلام الذين فيهم إسلام وصبوء فآمنوا ببعض صفات الأنبياء والرسل - وهو قدر مشترك بينهم وبين غيرهم - ولكن كفروا بالبعض فتجد بعض هؤلاء يزعم أن النبوة مكتسبة أو أنه قد استغنى عن الرسول أو أن غير الرسول قد يكون أفضل منه وقد يزعمون : أن كلام الله لموسى كان من هذا النمط وأنه إنما كلمه من سماء عقله وأن الصوت الذي سمعه كان في نفسه أو أنه سمع المعنى فائضا من العقل الفعال أو أن أحدهم قد يصل إلى مقام موسى . ومنهم من يزعم أنه يرتفع فوق موسى ويقولون : إن موسى سمع الكلام بواسطة ما في نفسه من الأصوات ونحن نسمعه مجردا عن ذلك . ومن هؤلاء من يزعم أن جبريل الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم هو الخيال النوراني : الذي يتمثل في نفسه كما يتمثل في نفس النائم ويزعمون أن القرآن أخذه محمد عن هذا الخيال المسمى بجبريل عندهم ؛ ولهذا قال ابن عربي صاحب " الفصوص " و " الفتوحات المكية " : إنه يأخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك : الذي يوحي به إلى الرسول . وزعم أن مقام " النبوة " دون الولاية وفوق " الرسالة " فإن محمدا - بزعمهم الكاذب - يأخذ عن هذا الخيال النفساني - الذي سماه ملكا - وهو يأخذ عن العقل المجرد الذي أخذ منه هذا الخيال . ثم هؤلاء لا يثبتون لله كلاما اتصف به في الحقيقة ولا يثبتون أنه قصد إفهام أحد بعينه ؛ بل قد يقولون لا يعلم أحدا بعينه ؛ إذ علمه وقصده عندهم إذا أثبتوه لم يثبتوه إلا كليا لا يعين أحدا بناء على أنه يعلم الكليات ولا يعلم الجزئيات إلا على وجه كلي . وقد يقرب أو يقرب من مذهبهم من قال باسترسال علمه على أعيان الأعراض وهذا الكلام - مع أنه كفر باتفاق المسلمين - فقد وقع في كثير منه من له فضل في الكلام والتصوف ونحو ذلك ولولا أني أكره التعيين في هذا الجواب لعينت أكابر من المتأخرين . وقد يكون الصوت الذي يسمعه خارجا عن نفسه من جهة الحق تعالى على لسان ملك من ملائكته أو غير ملك وهو الذي أدركته الجهمية من المعتزلة ونحوهم واعتقدوا أنه ليس لله تكليم إلا ذلك وهو لا يخرج عن قسم الوحي الذي هو أحد أقسام التكليم أو قسيم التكليم بالرسول . وهو " القسم الثاني " حيث قال تعالى : { أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء } فهذا إيحاء الرسول . وهو غير الوحي الأول من الله الذي هو أحد أقسام التكليم العام .

  3. #3

    افتراضي رد: أم موسى: أوحى الله إليها كما أوحى إلى النبيين

    جزاك الله خيرا. ولكن يبدو لي أن شيخ الإسلام ابن تيمية يرى الوحي الذي أوحي إلى أم موسى وحي إلهام. وأنا أرى أنه كان من النوع الذي ينزل على الأنبياء، وليس مجرد إلهام.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,757

    افتراضي رد: أم موسى: أوحى الله إليها كما أوحى إلى النبيين

    نفع الله بك .
    هو يبين أن الوحي مراتب ودرجات ، وأن هذا النوع وحي لغير الأنبياء ،ويكون يقظة ومناما ، لكنه من أدنى مراتب الوحي ، وكأنه الإلهام .
    والله أعلم .

  5. #5

    افتراضي رد: أم موسى: أوحى الله إليها كما أوحى إلى النبيين

    يقول ابن تيمية:
    "وَلِهَذَا كَانَتْ رُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ وَحْيًا كَمَا قَالَ ذَلِكَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ وَقَرَأَ قَوْلَهُ : { إنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ } وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ رَأَى رُؤْيَا كَانَتْ وَحْيًا فَكَذَلِكَ لَيْسَ كُلُّ مَنْ أَلْقِي فِي قَلْبِهِ شَيْءٌ يَكُونُ وَحْيًا وَالْإِنْسَانُ قَدْ تَكُونُ نَفْسُهُ فِي يَقَظَتِهِ أَكْمَلَ مِنْهَا فِي نَوْمِهِ كَالْمُصَلِّي الَّذِي يُنَاجِي رَبَّهُ فَإِذَا جَازَ أَنْ يُوحَى إلَيْهِ فِي حَالِ النَّوْمِ فَلِمَاذَا لَا يُوحَى إلَيْهِ فِي حَالِ الْيَقَظَةِ كَمَا أَوْحَى إلَى أُمِّ مُوسَى وَالْحَوَارِيِّ ينَ وَإِلَى النَّحْل؟" (مجموع الفتاوى: 532/17)

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,757

    افتراضي رد: أم موسى: أوحى الله إليها كما أوحى إلى النبيين

    نعم هو كذلك ، ولا تعارض ، كما تعلم ، فهو رحمه الله يقول : هو وحي ، لكن أدنى درجات الوحي ، الذي هو الإلهام ، وعليه درج تلميذه الحافظ ابن كثير في تفسيره فقال : وقوله: { وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّين َ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي } وهذا أيضًا من الامتنان عليه، عليه السلام، بأن جعل له أصحابًا وأنصارًا. ثم قيل: المراد بهذا الوحي وحي إلهام، كما قال: { وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ } الآية [القصص:7]، وهذا وحي إلهام بلا خوف، وكما قال تعالى: { وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ. ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلا } الآية [النحل:68، 69]. وهكذا قال بعض السلف في هذه الآية: { وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّين َ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا } [أي: بالله وبرسول الله] { وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ } أي: ألهموا ذلك فامتثلوا ما ألهموا.قال الحسن البصري: ألهمهم الله. عز وجل ذلك، وقال السُّدِّي: قذف في قلوبهم ذلك.
    ويحتمل أن يكون المراد: وإذ أوحيت إليهم بواسطتك، فدعوتهم إلى الإيمان بالله وبرسوله، واستجابوا لك وانقادوا وتابعوك، فقالوا: { آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ }

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •