قَوْله تَعَالَى : (فأينما توَلّوا فثم وَجه الله) ، قَالَ مُجَاهِد وَالشَّافِعِيّ : يَعْنِي قبْلَة الله .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في مناظرته لأعدائه في الواسطية :
" نعم قد قَالَ مُجَاهِد وَالشَّافِعِيّ يَعْنِي قبْلَة الله ، فَقلت : نعم ، هَذَا صَحِيح عَن مُجَاهِد وَالشَّافِعِيّ وَغَيرهمَا ، وَهَذَا حق ، وَلَيْسَت هَذِه الْآيَة من آيَات الصِّفَات ، وَمن عدهَا فِي الصِّفَات فقد غلط -كَمَا فعل طَائِفَة- فان سِيَاق الْكَلَام يدل على المُرَاد حَيْثُ قَالَ : (وَللَّه الْمشرق وَالْمغْرب فأينما توَلّوا فثم وَجه الله) والمشرق وَالْمغْرب الْجِهَات ، وَالْوَجْه هُوَ الْجِهَة ، يُقَال : أَي وَجه تُرِيدُ ؟ أَي جِهَة ، وَأَنا أُرِيد هَذَا الْوَجْه ، أَي هَذِه الْجِهَة ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (وَلكُل وجهة هُوَ موليها) وَلِهَذَا قَالَ : (فأينما توَلّوا فثم وَجه الله) أَي تستقبلوا وتتوجهوا ، وَالله أعلم ".
انظر : العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية . ص263 ، 264
لشمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن يوسف الدمشقي الحنبلي (المتوفى: 744هـ)