ذكر الذهبيفي كتابه معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد / 49.
نقلا عن الامام ابن عبد البر حيث قال.. قَالَ ابو عمر ابْن عبد الْبر
روينَاهُ عَن مُحَمَّد بن وضاح قَالَ سَأَلت يحبى بن معِين عَن الشَّافِعِي فَقَالَ لَيْسَ ثِقَة
ثمَّ قَالَ يَعْنِي ابْن عبد الْبر ابْن وضاح لَيْسَ بِثِقَة
قَالَ ابْن عبد الْبر أَيْضا قد صَحَّ من طرق عَن ابْن معِين انه يتَكَلَّم فِي الشَّافِعِي
قلت قد آذَى ابْن معِين نَفسه بذلك وَلم يلْتَفت النَّاس الى كَلَامه فِي الشَّافِعِي وَلَا الى كَلَامه فِي جمَاعَة من الاثبات كَمَا لم يلتفتوا الى توثيقه لبَعض النَّاس فَإنَّا نقبل قَوْله دَائِما فِي الْجرْح وَالتَّعْدِيل ونقدمه على كثير من الْحفاظ مَا لم يُخَالف الْجُمْهُور فِي اجْتِهَاده.
فَإِذا انْفَرد بتوثيق من لينه الْجُمْهُور أَو بِتَضْعِيف من وَثَّقَهُ الْجُمْهُور وقبلوه فَالْحكم لعُمُوم أَقْوَال الْأَئِمَّة لَا لمن شَذَّ فَإِن ابا زَكَرِيَّا من اُحْدُ أَئِمَّة هَذَا الشَّأْن وَكَلَامه كثير الى الْغَايَة فِي الرِّجَال وغالبه صَوَاب وجيد وَقد ينْفَرد بالْكلَام فِي الرجل بعد الرجل فيلوح خطأه فِي اجْتِهَاده بِمَا قُلْنَاهُ فَإِنَّهُ بشر من الْبشر وَلَيْسَ بمعصوم بل هُوَ فِي نَفسه يوثق الشَّيْخ تَارَة يخْتَلف اجْتِهَاده فِي الرجل الْوَاحِد فيجيب السَّائِل بِحَسب مَا اجْتهد من القَوْل فِي ذَلِك الْوَقْت.
قَالَ الْمُؤلف رَحمَه الله تَعَالَى-يعني الذهبي-
وَكَلَامه يَعْنِي ابْن معِين فِي الشَّافِعِي لَيْسَ من هَذَا اللَّفْظ الَّذِي كَانَ عَن اجْتِهَاد وَإِنَّمَا هَذَا من فلتات اللِّسَان بالهوى والعصبية فَإِن ابْن معِين كَانَ من الْحَنَفِيَّة الغلاة فِي مذْهبه وَإِن كَانَ مُحدثا وَكَذَا قَول الْحَافِظ ابي حَامِد ابْن الشَّرْقِي كَانَ يحيى ابْن معِين وابو عبيد سَيِّئًا الرَّأْي فِي الشَّافِعِي فَصدق وَالله ابْن الشَّرْقِي أساءا فِي ذاتهما فِي عَالم زَمَانه