تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 47

الموضوع: فوائد مستخلصة من كتاب "الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم"

  1. #1

    افتراضي فوائد مستخلصة من كتاب "الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم"

    القسم الثاني: دراسة تطبيقية للأحاديث المُشْكِلَة الواردة في تفسير القرآن الكريم:

    الفصل الأول: الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع القرآن الكريم:

    المسألة (1): في حكم المفاضلة بين الأنبياء:

    ذكر الآيات الواردة في المسألة:

    قوله تعالى: "تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ"، وما في معناها.

    ذكر الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع الآيات:

    حديث: "لا تفضلوا بين أنبياء الله"، وما شابهه.

    الجواب عن التعارض:

    يحمل النهي الوارد في الأحاديث على ما إذا كان التفضيل بمجرد الرأي والهوى، وإنما يكون بالدليل.

    ويتأكد المنع إذا كان التفضيل يؤدي إلى المخاصمة والمشاجرة، فإن النبي –صلى الله عليه وسلم- نهى عن ذلك حين وقعت الخصومة.

    كما يتأكد أيضا إذا كان التفضيل يؤدي إلى توهم النقص في المفضول، أو الغض منه، أو كان على وجه الازدراء به.

  2. #2

    افتراضي رد: فوائد مستخلصة من كتاب "الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم"

    القسم الثاني: دراسة تطبيقية للأحاديث المُشْكِلَة الواردة في تفسير القرآن الكريم:

    الفصل الأول: الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع القرآن الكريم:

    المسألة (2): في تأخير الأجل بالبر والصلة:

    ذكر الآيات الواردة في المسألة:

    قوله تعالى: "وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُون"، وما في معناها.

    ذكر الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع الآيات:

    حديث: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ"، وما شابهه.

    الجواب عن التعارض:

    يجمع بين الأدلة بأن يقال: الزيادة باعتبار ما في صحف الملائكة، وأما ما في علم الله تعالى فلا تقديم ولا تأخير.
    أو يقال: الزيادة باعتبار فعل العبد وكسبه، ففعله من جملة الأسباب التي أمر الله بها شرعا، ورتب عليها جزاء قدريا، وقد علم سبحانه من يصل رحمها ممن يقطعها، ورتب على ذلك أجلا لا يتقدم ولا يتأخر.

  3. #3

    افتراضي رد: فوائد مستخلصة من كتاب "الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم"

    القسم الثاني: دراسة تطبيقية للأحاديث المُشْكِلَة الواردة في تفسير القرآن الكريم:

    الفصل الأول: الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع القرآن الكريم:

    المسألة (3): في حد الإماء إذا أتين بفاحشة:

    ذكر الآيات الواردة في المسألة:

    قوله تعالى: "وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ".

    ذكر الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع الآيات:

    حديث: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سُئِلَ عَنِ الأَمَةِ إِذَا زَنَتْ وَلَمْ تُحْصِنْ، قَالَ: «إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَبِيعُوهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ»".

    بيان وجه التعارض:

    ظاهر الآية الكريمة أن لا حدّ على الأمة إذا زنت ولم تُحصن، وهذا الظاهر دل عليه مفهوم الشرط في قوله تعالى: "فَإِذَا أُحْصِنَّ"، فإن مفهومه: أن لا حدّ عليها إذا كانت غير محصنة، وأما منطوق الحديث: فيوهم معارضة هذا المفهوم؛ لأن النبي –صلى الله عليه وسلم- بين أن عليها الحد.

    الجواب عن التعارض:

    الظاهر صوابه: هو إعمال منطوق الآية والحديث دون مفهومهما، فإذا زنت الأمة المسلمة فإن عليها نصف ما على الحرة المسلمة البكر من العذاب، وهو خمسون جلدة، ويستوي في ذلك المزوجة وغير المزوجة.

    ولفظ الحديث مطلق، والآية جاء الحكم فيها مقيدا بالنصف؛ فيحمل المطلق على المقيد.

    وأما مفهوم المخالفة في الآية فلا اعتبار له لمعارضته المنطوق.

  4. #4

    افتراضي رد: فوائد مستخلصة من كتاب "الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم"

    القسم الثاني: دراسة تطبيقية للأحاديث المُشْكِلَة الواردة في تفسير القرآن الكريم:

    الفصل الأول: الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع القرآن الكريم:

    المسألة (4): هل ينشئ الله تعالى للنار خلقا فيعذبهم فيها؟

    ذكر الآيات الواردة في المسألة:

    قوله تعالى: "وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا"، وما في معناها.

    ذكر الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع الآيات:

    حديث: "اخْتَصَمَتِ الجَنَّةُ وَالنَّارُ إِلَى رَبّهِمَا، فَقَالَتِ الجَنَّةُ: يَا رَبِّ، مَا لَهَا لاَ يَدْخُلُهَا إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ، وَقَالَتِ النَّارُ: أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّر ِينَ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي، وَقَالَ لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي، أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا، قَالَ: فَأَمَّا الجَنَّةُ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا، وَإِنَّهُ يُنْشِئُ لِلنَّارِ مَنْ يَشَاءُ، فَيُلْقَوْنَ فِيهَا، فَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ، ثَلاَثًا، حَتَّى يَضَعَ فِيهَا قَدَمَهُ فَتَمْتَلِئُ، وَيُرَدُّ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَتَقُولُ: قَطْ قَطْ قَطْ".

    الجواب عن التعارض:

    أن الحديث بهذا اللفظ "وَإِنَّهُ يُنْشِئُ لِلنَّارِ مَنْ يَشَاءُ، فَيُلْقَوْنَ فِيهَا، فَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ" ضعيف.

  5. #5

    افتراضي رد: فوائد مستخلصة من كتاب "الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم"

    القسم الثاني: دراسة تطبيقية للأحاديث المُشْكِلَة الواردة في تفسير القرآن الكريم:

    الفصل الأول: الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع القرآن الكريم:

    المسألة (5): في الحدود هل هي كفارة لأهلها أم لا؟

    ذكر الآيات الواردة في المسألة:

    قوله تعالى: "إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ".

    ذكر الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع الآيات:

    حديث: "بَايِعُونِي عَلَى أَنْ لاَ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلاَ تَسْرِقُوا، وَلاَ تَزْنُوا، وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ، وَلاَ تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ، وَلاَ تَعْصُوا فِي مَعْرُوفٍ، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا ثُمَّ سَتَرَهُ اللَّهُ فَهُوَ إِلَى اللَّهِ، إِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ وَإِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ، فَبَايَعْنَاهُ عَلَى ذَلِكَ".

    بيان وجه التعارض:

    ظاهر الآية الكريمة أن إقامة الحد على المحاربين لا تُسقط عنهم العقوبة في الآخرة؛ وذلك لقوله تعالى: "وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ"، وأما الحديث ففيه أن من أقيم عليه الحد فهو كفارة له، ويلزم منه سقوط العقوبة في الآخرة، وهذا يوهم خلاف الآية.

    الجواب عن التعارض:

    الذي يظهر صوابه: أن آية الحرابة عامة في المسلمين وغيرهم، إلا أن وعيد الآخرة المذكور فيها خاص فيمن نزلت فيهم هذه الآية.

  6. #6

    افتراضي رد: فوائد مستخلصة من كتاب "الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم"

    القسم الثاني: دراسة تطبيقية للأحاديث المُشْكِلَة الواردة في تفسير القرآن الكريم:

    الفصل الأول: الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع القرآن الكريم:

    المسألة (6): في عصمة الله تعالى لنبيه –صلى الله عليه وسلم- من الناس.

    ذكر الآيات الواردة في المسألة:

    قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِين".

    ذكر الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع الآيات:

    حديث: "أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كسرت رباعيته يوم أحد، وشج في رأسه .."، وما في معناه.

    بيان وجه التعارض:

    ظاهر الآية الكريمة عموم عصمة الله تعالى لنبيه -صلى الله عليه وسلم- من الناس، وأما الأحاديث ففيها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أصيب ببعض الأذى من قومه، وهذا يوهم خلاف الآية التي وعدت بالعصمة مطلقا.

    الجواب عن التعارض:
    الذي يظهر صوابه: أن الله تعالى ضمن لنبيه -صلى الله عليه وسلم- العصمة من القتل فقط دون العوارض التي تعرض للبدن، فتكون الآية من العام الذي أريد به الخصوص، وما تعرّض له النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأذى في أحد، ومن السحر والسم لا ينافي العصمة؛ لأن شيئا من ذلك لم يكن له أثر على حياته -صلى الله عليه وسلم-، بل هذا مما أراد الله تعالى به إعلاء منزلة نبيه -صلى الله عليه وسلم-.

  7. #7

    افتراضي رد: فوائد مستخلصة من كتاب "الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم"

    القسم الثاني: دراسة تطبيقية للأحاديث المُشْكِلَة الواردة في تفسير القرآن الكريم:

    الفصل الأول: الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع القرآن الكريم:

    المسألة (7): في تعذيب الميت ببكاء الحي.

    ذكر الآيات الواردة في المسألة:

    قوله تعالى: "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى".

    ذكر الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع الآيات:

    حديث: "إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه".

    بيان وجه التعارض:

    ظاهر الآية الكريمة أن الله تعالى لا يعذب أحدا بوزر غيره، وأما الحديث الشريف ففيه أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه، وهذا يوهم معارضة الآية؛ لأن بكاء أهله عليه ليس من فعله.

    الجواب عن التعارض:

    الذي يظهر صوابه: هو حمل الأحاديث الواردة في المسألة على ظاهرها؛ من أن الميت يعذب بمجرد النوح عليه وإن لم يكن له تسبب في ذلك، والحديث إنما ورد لزجر أهل الميت عن النياحة على ميتهم؛ لأنهم إذا علموا أنه يعذب بذلك فسيكفون عن النياحة عليه خوفا من تعذيبه، وهذا لا يتعارض مع الآيات؛ لأنها عامة، والأحاديث مخصصة لها.

  8. #8

    افتراضي رد: فوائد مستخلصة من كتاب "الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم"

    القسم الثاني: دراسة تطبيقية للأحاديث المُشْكِلَة الواردة في تفسير القرآن الكريم:

    الفصل الأول: الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع القرآن الكريم:

    المسألة (8): في تحميل اليهود والنصارى ذنوب المسلمين يوم القيامة.

    ذكر الآيات الواردة في المسألة:

    قوله تعالى: "وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى".

    ذكر الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع الآيات:

    حديث: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، دَفَعَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا، فَيَقُولُ: هَذَا فِكَاكُكَ مِنَ النَّارِ"، وفي رواية: "يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِذُنُوبٍ أَمْثَالِ الْجِبَالِ، فَيَغْفِرُهَا اللهُ لَهُمْ وَيَضَعُهَا عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى".

    بيان وجه التعارض:

    استشكل العلماء الرواية الثانية التي فيها مضاعفة العذاب على اليهود والنصارى بسبب تحملهم ذنوب المسلمين، وهذا المعنى يوهم معارضة الآية الكريمة التي فيها أن أحدا لا يعذب بوزر غيره.

    الجواب عن التعارض:

    الذي يظهر صوابه: هو ضعف الحديث بهذه الرواية الثانية.

  9. #9

    افتراضي رد: فوائد مستخلصة من كتاب "الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم"

    القسم الثاني: دراسة تطبيقية للأحاديث المُشْكِلَة الواردة في تفسير القرآن الكريم:

    الفصل الأول: الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع القرآن الكريم:

    المسألة (9): في إيجاب الدية في قتل الخطأ وشبه العمد على عاقلة الجاني.

    ذكر الآيات الواردة في المسألة:

    قوله تعالى: "وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى".

    ذكر الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع الآيات:

    حديث: "اقْتَتَلَتِ امْرَأَتَانِ مِنْ هُذَيْلٍ، فَرَمَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى بِحَجَرٍ فَقَتَلَتْهَا وَمَا فِي بَطْنِهَا، فَاخْتَصَمُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَضَى أَنَّ دِيَةَ جَنِينِهَا غُرَّةٌ، عَبْدٌ أَوْ وَلِيدَةٌ، وَقَضَى أَنَّ دِيَةَ المَرْأَةِ عَلَى عَاقِلَتِهَا".

    بيان وجه التعارض:

    ظاهر الحديث إيجاب الدية في قتل الخطأ وشبه العمد على عاقلة الجاني، وهذا الظاهر يوهم معارضة الآية التي فيها أن احدا لا يؤخذ بذنب غيره، وبحسب دلالة الآية فإن الأولى وجوب الدية على الجاني لا على العاقلة؛ لأنه هو المتسبب في القتل والمباشر له.

    الجواب عن التعارض:

    الذي يظهر صوابه: أن تغريم العاقلة هو من باب المواساة للجاني والتخفيف عنه، وليس في تغريمهم ما يعارض الآية؛ لأن الآية إنما نفت أن يؤخذ الإنسان بذنب غيره، والجاني لم يرتكب ذنبا حتى تتحمله العاقلة، وإنما وقع منه خطأ أوجب دفع الدية لأهل المقتول حفظا للدماء وصيانة لها من الهدر، ولما كانت الدية تجحف في مال الجاني أوجب الله تعالى على العاقلة تحملها من باب المواساة والتخفيف عنه.

  10. #10

    افتراضي رد: فوائد مستخلصة من كتاب "الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم"

    القسم الثاني: دراسة تطبيقية للأحاديث المُشْكِلَة الواردة في تفسير القرآن الكريم:

    الفصل الأول: الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع القرآن الكريم:

    المسألة (10): في ولد الزنا، وهل عليه من وزر أبويه شيء؟

    ذكر الآيات الواردة في المسألة:

    قوله تعالى: "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى".

    ذكر الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع الآيات:

    حديث: "وَلَدُ الزِّنَا شَرُّ الثَّلَاثَةِ"، وحديث: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَاقٌّ، وَلَا مَنَّانٌ، وَلَا وَلَدُ زِنْيَةٍ، وَلَا مُدْمِنٌ"، وما في معناهما.

    بيان وجه التعارض:

    ظاهر الأحاديث أن ولد الزنا ملوم بفعل أبويه، وأنه بسبب زناهما صار هو شر الثلاثة، وأنه لا يدخل الجنة، وأنه لا خير فيه، وهذا الظاهر يوهم معارضة الآية التي فيها أن أحدا لا يحمل من إثم غيره شيئا، إلا أن يكون له فيه تسبب، وولد الزنا لا ذنب له في زنا أبويه، ولم يتسبب في زناهما، فكيف جاز أن يلام ويعاقب على فعل ليس له فيه تسبب؟

    الجواب عن التعارض:

    أولا: لا يصح من الأحاديث الواردة في هذا الباب إلا حديث: "وَلَدُ الزِّنَا شَرُّ الثَّلَاثَةِ".

    ثانيا: ومعناه: أن ولد الزنا أشد الثلاثة تضررا بالزنا، فالأبوان إن تابا اندفعت عنهما معرّة الزنا، لكن لا يزال هو يلاحق بذلك طيلة حياته، وليس معنى ذلك أنه إذا كان رجلا صالحا أن يلام على ذلك أو يعاقب عليه.

  11. #11

    افتراضي رد: فوائد مستخلصة من كتاب "الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم"

    القسم الثاني: دراسة تطبيقية للأحاديث المُشْكِلَة الواردة في تفسير القرآن الكريم:

    الفصل الأول: الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع القرآن الكريم:

    المسألة (11): في رؤية الإنس للجن.

    ذكر الآيات الواردة في المسألة:

    قوله تعالى: "يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ".

    ذكر الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع الآيات:

    حديث: "إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الجِنِّ تَفَلَّتَ عَلَيَّ البَارِحَةَ لِيَقْطَعَ عَلَيَّ الصَّلاَةَ، فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبِطَهُ إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي المَسْجِدِ حَتَّى تُصْبِحُوا وَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ أَخِي سُلَيْمَانَ: رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي".

    بيان وجه التعارض:

    ظاهر الآية الكريمة نفي رؤية الإنس للجن، وأما الحديث ففيه إثبات الرؤية، وهذا يوهم خلاف الآية.

    الجواب عن التعارض:

    الذي يظهر صوابه: هو إمكان رؤية الإنس للجن، وأن الآية محمولة على نفي رؤيتهم على الهيئة التي خلقوا عليها، لكن إذا تشكلوا في صور أخرى من إنسان أو حيوان أمكن رؤيتهم، وعليه فتكون الآية مقيدة بمنع رؤيتهم في حال دون حال، وتلك الحال هي هيئتهم التي خلقوا عليها.

  12. #12

    افتراضي رد: فوائد مستخلصة من كتاب "الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم"

    القسم الثاني: دراسة تطبيقية للأحاديث المُشْكِلَة الواردة في تفسير القرآن الكريم:

    الفصل الأول: الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع القرآن الكريم:

    المسألة (12): في مستقر أرواح الكفار.

    ذكر الآيات الواردة في المسألة:

    قوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِين".

    ذكر الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع الآيات:

    حديث الإسراء بطوله، وفيه: "فَإِذَا رَجُلٌ قَاعِدٌ عَلَى يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ، وَعَلَى يَسَارِهِ أَسْوِدَةٌ، إِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَسَارِهِ بَكَى، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالِابْنِ الصَّالِحِ، قُلْتُ لِجِبْرِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا آدَمُ، وَهَذِهِ الأَسْوِدَةُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ، فَأَهْلُ اليَمِينِ مِنْهُمْ أَهْلُ الجَنَّةِ، وَالأَسْوِدَةُ الَّتِي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ، فَإِذَا نَظَرَ عَنْ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى".

    بيان وجه التعارض:

    ظاهر الآية الكريمة أن أرواح الكفار لا تفتح لهم أبواب السماء، وأما الحديث الشريف ففيه أن أرواح الكفار على يسار آدم -عليه السلام-، وهذا يوهم كونها في السماء الدنيا، وهو خلاف الآية.

    الجواب عن التعارض:

    الذي يظهر صوابه: أن معنى الحديث أن آدم -عليه السلام- كان ينظر إلى نسم بنيه وهم في منازلهم من الجنة أو النار، وهذا القول لا يلزم منه أن تكون النار في السماء؛ إذ من الممكن رؤيتها وهي في الأرض.

  13. #13

    افتراضي رد: فوائد مستخلصة من كتاب "الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم"

    القسم الثاني: دراسة تطبيقية للأحاديث المُشْكِلَة الواردة في تفسير القرآن الكريم:

    الفصل الأول: الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع القرآن الكريم:

    المسألة (13): في الموجب لدخول الجنة.

    ذكر الآيات الواردة في المسألة:

    قوله تعالى: "وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ".

    ذكر الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع الآيات:

    حديث: "لَا يَدْخُلُ أَحَدٌ مِنْكُمُ الْجَنَّةَ بِعَمَلِهِ"، وما في معناه.

    بيان وجه التعارض:

    ظاهر الآية الكريمة أن مجرد العمل الصالح هو الذي يُدخل الجنة، وأما الحديث فظاهره أن العمل لا يُدخل الجنة، وهذا يوهم خلاف الآية.

    الجواب عن التعارض:

    الذي يظهر صوابه: أن الله تعالى جعل الأعمال الصالحة سببا لدخول الجنة، وهي في الحقيقة راجعة إلى توفيق الله تعالى وفضله؛ إذ ليس في مقدور العبد الإتيان بها لولا توفيق الله تعالى وتيسيره.

    كما أن الأعمال الصالحة لا تفيد العبد شيئا ما لم تكن مقبولة، فالشأن كل الشأن في القبول لا في العمل.

    والذي يزيل الإشكال: حمل "الباء" في الآية على السببية، وفي الحديث على المعاوضة، فالآيات أثبتت الأسباب، والحديث نفى وجوب الثواب.

  14. #14

    افتراضي رد: فوائد مستخلصة من كتاب "الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم"

    القسم الثاني: دراسة تطبيقية للأحاديث المُشْكِلَة الواردة في تفسير القرآن الكريم:

    الفصل الأول: الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع القرآن الكريم:

    المسألة (14): في مدة خلق السموات والأرض.

    ذكر الآيات الواردة في المسألة:

    قوله تعالى: "إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ"، وقوله تعالى: "قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ. وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ. ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ. فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ".

    ذكر الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع الآيات:

    حديث: "خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ، وَخَلَقَ فِيهَا الْجِبَالَ يَوْمَ الْأَحَدِ، وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَخَلَقَ الْمَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ، وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَخَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، فِي آخِرِ الْخَلْقِ، فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ، فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ".

    بيان وجه التعارض:

    ظاهر الحديث الشريف أن خلق الأرض وما فيها استغرق سبعة أيام، وهذا يوهم خلاف الآيات، والتي فيها أن الله –عز وجل- خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، وفيه أبضا مخالفة لآية فصلت؛ إذ الحديث ظاهره أن خلق الأرض استغرق الأيام الستة كلها، وأما الآية فظاهرها أن مدة خلق الأرض استغرق أربعة أيام، ثم خلقت السماء بعد ذلك في يومين.
    الجواب عن التعارض:

    الذي يظهر صوابه: أن هذا الحديث لا يصح مرفوعا إلى النبي –صلى الله عليه وسلم-.

  15. #15

    افتراضي رد: فوائد مستخلصة من كتاب "الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم"

    القسم الثاني: دراسة تطبيقية للأحاديث المُشْكِلَة الواردة في تفسير القرآن الكريم:

    الفصل الأول: الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع القرآن الكريم:

    المسألة (15): فيمن أساء في الإسلام، هل يؤاخذ بما عمل في الجاهلية؟

    ذكر الآيات الواردة في المسألة:

    قوله تعالى: "قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ".

    ذكر الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع الآيات:

    حديث: "مَنْ أَحْسَنَ فِي الإِسْلاَمِ لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا عَمِلَ فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَمَنْ أَسَاءَ فِي الإِسْلاَمِ أُخِذَ بِالأَوَّلِ وَالآخِرِ"، وفي رواية: "وَمَنْ أَسَاءَ أُخِذَ بِعَمَلِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ".

    بيان وجه التعارض:

    ظاهر الآية الكريمة أن الكافر إذا أسلم غفر له بالإسلام كل ما كان منه في الجاهلية من كفر وذنب وغيره؛ لأن لفظ الآية جاء مطلقا، فلم تفرّق بين الذنوب التي تاب منها والتي لم يتب منها، وأما الحديث فظاهره أن الذنوب التي كان الكافر يعملها في الجاهلية ولم يتب منها في الإسلام فإنه يؤاخذ بها، وهذا يوهم خلاف الآية.

    الجواب عن التعارض:

    الذي يظهر صوابه: أن الكافر إذا أسلم فإنما يغفر له ما تاب منه بعد إسلامه، وأما الذنوب التي فعلها في الجاهلية وأصرّ عليها في الإسلام فإنه يؤاخذ بها.

  16. #16

    افتراضي رد: فوائد مستخلصة من كتاب "الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم"

    القسم الثاني: دراسة تطبيقية للأحاديث المُشْكِلَة الواردة في تفسير القرآن الكريم:

    الفصل الأول: الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع القرآن الكريم:

    المسألة (16): في الوقت الذي يتبرأ فيه إبراهيم الخليل –عليه السلام- من أبيه آزر:

    ذكر الآيات الواردة في المسألة:

    قوله تعالى: "وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ".

    ذكر الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع الآيات:

    حديث: "يَلْقَى إِبْرَاهِيمُ أَبَاهُ آزَرَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَعَلَى وَجْهِ آزَرَ قَتَرَةٌ وَغَبَرَةٌ، فَيَقُولُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ لاَ تَعْصِنِي، فَيَقُولُ أَبُوهُ: فَاليَوْمَ لاَ أَعْصِيكَ، فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ: يَا رَبِّ إِنَّكَ وَعَدْتَنِي أَنْ لاَ تُخْزِيَنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ، فَأَيُّ خِزْيٍ أَخْزَى مِنْ أَبِي الأَبْعَدِ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: إِنِّي حَرَّمْتُ الجَنَّةَ عَلَى الكَافِرِينَ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا إِبْرَاهِيمُ، مَا تَحْتَ رِجْلَيْكَ؟ فَيَنْظُرُ، فَإِذَا هُوَ بِذِيخٍ مُلْتَطِخٍ، فَيُؤْخَذُ بِقَوَائِمِهِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ".

    بيان وجه التعارض:

    ظاهر الآية الكريمة انقطاع رجاء إبراهيم الخليل –عليه السلام- من إيمان أبيه، وجزمه بأنه لا يغفر له، ولذلك تبرأ منه وترك الاستغفار له، وهذا التبرؤ ظاهر الآية أنه كائن من إبراهيم في الدنيا، وأما الحديث فظاهره أنه –عليه السلام- يطلب الاستغفار لأبيه يوم القيامة، ولا ييأس من نجاته إلا بعد المسخ، فإذا مُسخ يئس منه وتبرأ، وهذا المعنى يوهم معارضة الآية.

    الجواب عن التعارض:

    الذي يظهر صوابه: أن تبرؤ إبراهيم من أبيه كائن يوم القيامة؛ ذلك أن إبراهيم يطلب لأبيه الشفاعة يوم القيامة ظنا منه أن ذلك نافعه، فإذا قال الله له: إني حرمت الجنة على الكافرين، ومُسخ أبوه ذبيحا علم أن ذلك غير نافعه، وأنه عدو لله، فيتبرأ منه في الحال.

    وهذا الاختيار ليس فيه ما يخالف الظاهر من سياق الآية؛ إذ ليس في الآية ما يدل على أن هذا التبرؤ كائن في الدنيا.

  17. #17

    افتراضي رد: فوائد مستخلصة من كتاب "الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم"

    القسم الثاني: دراسة تطبيقية للأحاديث المُشْكِلَة الواردة في تفسير القرآن الكريم:

    الفصل الأول: الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع القرآن الكريم:

    المسألة (17): في حكم تمني الموت والدعاء به:

    ذكر الآيات الواردة في المسألة:

    قوله تعالى: "رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِين"، وقوله تعالى: "فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا".

    ذكر الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع الآيات:

    حديث: "لاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ المَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ، فَإِنْ كَانَ لاَ بُدَّ فَاعِلًا، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الوَفَاةُ خَيْرًا لِي"، وما في معناه.

    بيان وجه التعارض:

    ظاهر الآيتين الكريمتين جواز تمني الموت والدعاء به، وأما الأحاديث ففيها النهي عن ذلك، وهذا يوهم التعارض.

    الجواب عن التعارض:

    الذي يظهر صوابه: أنه لا معارضة، والتفسير الوارد في الآيتين يوضح هذا، أما يوسف –عليه السلام- فسأل ربه الموت على الإسلام، وهذا لا محذور فيه، وأما مريم –عليها السلام- فلم تسأل الموت إلا عند خوف الفتنة.

  18. #18

    افتراضي رد: فوائد مستخلصة من كتاب "الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم"

    القسم الثاني: دراسة تطبيقية للأحاديث المُشْكِلَة الواردة في تفسير القرآن الكريم:

    الفصل الأول: الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع القرآن الكريم:


    المسألة (18): في مصير أهل الفَتْرَة ومن في حكمهم:

    ذكر الآيات الواردة في المسألة:

    قوله تعالى: "وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا".

    ذكر الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع الآيات:

    حديث: "أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيْنَ أَبِي؟ قَالَ: فِي النَّارِ، فَلَمَّا قَفَّى دَعَاهُ، فَقَالَ: إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ".

    بيان وجه التعارض:

    ظاهر الآية الكريمة أنه الله لا يعذب أحدا حتى يبعث إليه رسولا، وأما الأحاديث فظاهرها تعذيب من مات فبل بعثة النبي –صلى الله عليه وسلم- وهم أهل الفترة، وهذا يوهم التعارض.

    الجواب عن التعارض:

    الذي يظهر صوابه: أن أهل الفترة يُمتحنون في الآخرة، وامتحانهم يكون بأمرهم أن يدخلوا النار، فمن أطاع فقد نجا، ومن خالف فقد هلك، وما ورد من تعذيب أهل الفترة فمحمول على من لم يجب.

  19. #19

    افتراضي رد: فوائد مستخلصة من كتاب "الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم"

    القسم الثاني: دراسة تطبيقية للأحاديث المُشْكِلَة الواردة في تفسير القرآن الكريم:

    الفصل الأول: الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع القرآن الكريم:

    المسألة (19): هل يُورَثُ الأنبياء –عليهم السلام-؟

    ذكر الآيات الواردة في المسألة:

    قوله تعالى: "يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ"، وقوله تعالى: "وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ".

    ذكر الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع الآيات:

    حديث: "إِنَّا مَعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ لَا نُوَرَّثُ مَا تَرَكْنَا، فَهُوَ صَدَقَةٌ".

    بيان وجه التعارض:

    ظاهر الحديث أن الأنبياء –عليهم السلام- لا يورثون، وأما الآيات ففيها إثبات الإرث، وهذا يوهم التعارض.

    الجواب عن التعارض:

    الذي يظهر صوابه: أن الأنبياء لا يورثون كما صرّحت بذلك الأحاديث، وأما الإرث المذكور في الآيات فهو للعلم والنبوة، وليس للمال.

  20. #20

    افتراضي رد: فوائد مستخلصة من كتاب "الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم"

    القسم الثاني: دراسة تطبيقية للأحاديث المُشْكِلَة الواردة في تفسير القرآن الكريم:

    الفصل الأول: الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع القرآن الكريم:

    المسألة (20): في سماع الأموات لكلام الأحياء:

    ذكر الآيات الواردة في المسألة:

    قوله تعالى: "وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُور"، وما في معناها.

    ذكر الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع الآيات:

    حديث: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَرَكَ قَتْلَى بَدْرٍ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَتَاهُمْ فَقَامَ عَلَيْهِمْ فَنَادَاهُمْ، فَقَالَ: يَا أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ يَا أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ يَا عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ يَا شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ أَلَيْسَ قَدْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ فَإِنِّي قَدْ وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا، فَسَمِعَ عُمَرُ قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ يَسْمَعُوا وَأَنَّى يُجِيبُوا وَقَدْ جَيَّفُوا؟ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ لَا يَقْدِرُونَ أَنْ يُجِيبُوا، ثُمَّ أَمَرَ بِهِمْ فَسُحِبُوا، فَأُلْقُوا فِي قَلِيبِ بَدْرٍ".

    بيان وجه التعارض:

    ظاهر الآيات الكريمة أن الموتى لا يسمعون كلام الأحياء، وأما الحديث ففيه إثبات السماع لهم، وهذا يوهم التعارض.

    الجواب عن التعارض:

    الذي يظهر صوابه: أن ما حدث في بدر خاصٌ بالنبي –صلى الله عليه وسلم-، والصواب أن الموتى لا يسمعون أحدا ولا يشعرون به.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •