الحمد لله على التمام ، حمدًا يوافي نعمه ، ويكافئ مزيده ، وصلاته وسلامه الأتمَّان الأكملان على أشرف المرسلين ، وقائد الغر المحجلين ، وإمام المتقين ، ورسول رب العالمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
ففي رحاب جامعة الأزهر ( جامعة الشهداء) نوقشت يوم الأحد الموافق السادس عشر من ربيع الآخر 1435 هـ/ السادس عشر من فبراير 2014 م ، في تمام الساعة الحادية عشرة صباحًا ، بقاعة الشيخ حمروش في كلية اللغة العربية رسالة العالمية ( الدكتوراه ) ، المقدمة من الباحث/ محمد توفيق محمد علي حديد ، المدرس المساعد بقسم أصول اللغة في كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بدسوق.
وتكونت لجنة الحكم والمناقشة من السادة الأساتذة :
1- أ.د/ محمد عبد الحفيظ العريان ، أستاذ ورئيس قسم أصول اللغة الأسبق بالكلية ( مشرفًا ).
2- أ.د/ سامي عبد الفتاح هلال عميد كلية القرآن الكريم للقراءات وعلومها ( مشرفًا ).
3- أ.د/ محمد متولي منصور ، أستاذ ورئيس قسم أصول اللغة بالكلية ( مناقشًا داخليًا ).
4- أ.د/ محمد محمد إمام داود ، أستاذ علم اللغة بكلية الآداب – جامعة قناة السويس ( مناقشًا خارجيًا ).
وكان من المقرر لهذه المناقشة أن تتم يوم الأحد 9 ربيع الآخر/ 9 فبراير ، إلا أنه تم تأجيلها لسبب ما ، وكادت أن تؤجل للمرة الثانية ؛ حيث تعطلت حركة المرور على الطريق الدائري في مدخل مدينة القاهرة ، فاضطررت ومعي أخي الدكتور/ إبراهيم تعلبة للسير على أقدامنا مسافة تقارب الثلاثة كيلو مترات ، مما تسبب في تأخر موعد بدء المناقشة ، ولم تترك اللجنة أي فرصة لالتقاط الأنفاس ، وكان لذلك أكبر الأثر علي أثناء إلقائي للبيان ، حتى اتهمني أستاذي أ.د/ سامي هلال بأنني لم ألتزم بمواضع الوقف ، بالرغم من أن رسالتي تدور حول الوقف والابتداء ، فجاء ردي العلمي سريعًا على هذا الاتهام ، ثم على اتهام أ.د/ محمد داود بأن دراستي خلت من الحديث عن الظواهر الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية – كما هو المعتاد في الدراسات اللغوية - ، فبينت له أن دراستي إنما كانت حول الكتب المصنفة في الوقف والابتداء ومناهج مؤلفيها ، وأن الدراسات التي قامت حول هذه الظواهر في الوقف والابتداء كثيرة جدًا – تتجاوز حسب تتبعي المائتين - ، ويبدو أن نصيحة أخي الدكتور/ محمود الشويحي – جزاه الله خيرًا – لم تؤثر في بالقدر الكافي ، فقمت بالرد على كل الاتهامات الموجهة لي ولبحثي ، فبدت المناقشة حادة بعض الشيء ، وقريبًا – إن شاء الله – أرفع المناقشة كاملة على موقع يوتيوب ، كما أن إذاعة القرآن الكريم – جزى الله القائمين عليها خيرًا – ستبث مقتطفات منها ، ولا أنسى وصف أ.د/ محمد داود للباحث بأنه ( الأستاذ المحقق ) ، وأ.د/ محمد متولي منصور له بـ ( العالم الموسوعي ) ، وإجماع المناقشين على أن ثلاثمائة صفحة فقط كانت كافية للحصول على الدرجة ، إلى غير ذلك مما تفضلا به ، فجزاهما الله خيرًا ، أما عن هناتي وأخطائي فلست ممن ينكرون بشريتهم ، وقد أبى الله العصمة لغير كتابه ، ولكن الكثير مما وجه إلي أمكنني – بفضل الله - الرد عليه بعد الحصول على إذن اللجنة – أحيانًا - ، وبعد نحو أربع ساعات منح الباحث الدرجة بتقدير ( مع مرتبة الشرف الأولى ) ، ولم يكن هذا مرضيًا بالنسبة لي ولا لكثير ممن حضروا المناقشة ، فأبدى كل من الأستاذين المناقشين ترحيبهما بإصدار توصية بالطبع ، وبقي الشق الإداري فقط ، ولا أدري ما الذي تم بخصوص هذا الأمر ؛ حيث أصيب أ.د/ محمد متولي منصور بفقد والدته – رحمها الله رحمة واسعة - ، وكان من كرم الله علي أن أعلمني بعض الأساتذة والأصدقاء قبل المناقشة بأيام أن بعض المؤسسات في دولتين إسلاميتين ( عربية وغير عربية ) ترحبان بطبع هذا البحث على نفقتهما.
ويعد هذا البحث – فيما أعلم - أضخم إنجاز بشري تم حتى اليوم في علم الوقف والابتداء ؛ حيث يقع البحث في صورته الكاملة في نحو ستة آلاف صفحة ، حذف جزء كبير منها قبل تشكيل اللجنة بشهر واحد مع تعديل طفف في عنوان البحث ، واحتلت كثيرًا لتقليل عدد الصفحات ، فوضعت نحو ثلاثة أرباع البحث في الهامش ، ولجأت إلى خط (Times New Roman ) ، وجعلت حجم الخط في المتن : ( 16 ) ، وفي الهامش : (13) ، فجاء البحث في ( 2500 ) صفحة ، في ثلاث مجلدات ( وجه فقط ) ، أو مجلدين ( وجه وظهر ) ، أما مصادره ومراجعه فنافت على الثلاثة آلاف مصدر ومرجع ، اكتفيت بذكر خمسمائة وألفين منها.
وقبل أن أفصل الحديث عن أبواب هذا البحث وفصوله يطيب لي أن أتوجه بعميق الشكر ، ووافر العرفان ، وعظيم الامتنان إلى الله سبحانه وتعالى ، القائل : ] وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم ْ [.
ثم إلى والديّ الحبيبين اللذين ساهما في توجيهي إلى أعتاب الأزهر الشريف ؛ كعبة العلم ، ومنارة الدين ، متعهما الله بالصحة والسعادة وطول العمر ، وجزاهما عني خير الجزاء.
ثم إلى أساتذتي الثلاثة الذين شرفوني بالإشراف على هذا البحث طيلة ثمان سنوات.
أولهم : لمغفور له العالم العامل فضيلة الأستاذ الدكتور/ عبد الفتاح عبد العليم البركاوي ، أستاذ أصول اللغة ، ووكيل الكلية الأسبق ، صاحب الفضل الأول – بعد الله سبحانه – في اختيار هذا الموضوع ، ووضع عنوانه الأول ، والذي صاحبني فيه طيلة عامين كاملين ، حتى لقي ربه راضيًا مرضيًا ، مغفورًا ذنبه ، مشكورًا سعيه – إن شاء الله - ، فرحمه الله رحمة واسعة ، وأناله الحسنى وزيادة ؛ جزاء خدمته لكتابه تعالى ، ولغته العربية ، وما أسداه للبحث العلمي والباحثين .. حبًّا ووفاء.
ثم إلى من كان خيرَ خلف لخير سلف ، فضيلة الأستاذ الدكتور/ محمد عبد الحفيظ العريان ، أستاذ ورئيس قسم أصول اللغة الأسبق بالكلية ، الذي صاحبني فيه طيلة ست سنوات ، وكان لتوجيهاته السديدة ، وآرائه القويمة أعظمُ الأثر في بلوغ هذا البحث ما بلغ إليه.
وإلى من كان لي أبًا وأخًا ، ومعلمًا ومرشدًا وهاديًا طيلة ثمان سنوات ، فضيلة الأستاذ الدكتور/ سامي عبد الفتاح هلال ، عميد كلية القرآن الكريم للقراءات وعلومها بطنطا ، فجزاهما الله خير الجزاء ، وأمدهما بالصحة والسلامة ، وطول العمر.
ثم إلى عَلَمي اللغة والدعوة ، والكرم والإحسان ، الأستاذين الفاضلين أ.د/ محمد متولي منصور ، أستاذ ورئيس قسم أصول اللغة بالكلية ، وأ.د/ محمد محمد داود ، أستاذ علم اللغة بكلية الآداب– جامعة قناة السويس ، اللذين تفضلا بقبول مناقشة هذا البحث ، وتقويمه ما اعوج منه.
والشكر موصول إلى أم ولديَّ الحبيبين يوسف ويمنى ، شريكة العمر ، ورفيقة الكفاح .. إقرارًا بفضلها ، واعترافًا بجميلها.
ثم إلى أساتذتي الأجلاء ، ورفاقي المخلصين ، وأهلي المحبين ، وكل من شرفني في هذا اليوم بالحضور أو الدعاء.
ثم إلى الأحرار الذين كانوا في الجبال جبالًا ، وربما ساروا على موج البحار بحارًا ، الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فلم يقبلوا الضيم ، ولم ينزلوا على رأي الفسدة ، ولم يعطوا الدنية من دينهم ، أو وطنهم ، أو شرعيتهم.