تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: إثبات رجوع العالِم عن بعض وهمه خير من إلزامه به

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,453

    افتراضي إثبات رجوع العالِم عن بعض وهمه خير من إلزامه به

    إثبات رجوع العالِم عن بعض وهمه خير من إلزامه به

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه واهتدى بهداه، أمّا بعد:
    إنّ المصنِّف لا ينفكّ مهما رسخت في العلم قدمه، واستوى على سُوْقِه؛ مِن الوهم والزلل، والسهو والغلط. وتتسع رقعة الوهم ما اتسعت رقعة الكتاب، ويعسر إمساك الوهم عن الذَّيْع، ما تطاول الزمن المبذول في التأليف والتصنيف؛ كأن يملي المؤلِّف أو المصنِّف جزءًا أو قطعة من بحثه وكتابه رأى أنه قد انتهى منه، أو يذيعه في مجلس عِلمه، أو يدفع به إلى بعض مَن يثق في علمه ورأيه، وقد يكون هذا البعض من أهل الآفاق؛ حتى إذا بدا للمؤلف بعض وهمه وغلطه، لم يستطع تداركه، وقد سرى وخرج عن كِنِّه. لذا نجد بعض أئمّتنا في مواضع يرجع فيها عن بعض قوله، ويقرّ بما ظهر له من وهمه وغلطه، وقد يقع الرجوع في عين الكتاب الذي وَهِم فيه، وهذا يُتصوَّر في المطوَّلات التي غالبًا ما يتكرّر فيها ذِكر الشيء بعد الشيء، أو في الكتب المتفرّقات التي قد يقع فيها مِن تكرار البحث والنظر ما يقع. ولا شكّ أنّ الاعتذار للعالِم بإظهار رجوعه الذي ردّ به غلطه، واستدرك به على نفسه، أَوْلَى وأقوم من إلزامه وتوهيمه بغلط قد رجع هو عنه، وضرب بنفسه عليه. مِن أجل ذلك كان لزامًا على الناقد أو الناظر أو الطالب أو الباحث أو المؤلف أو المستدرِك أو المتتبِع: أنْ ينعم النظر في طول الكتاب وعرضه، فيستقري الموطن بعد الموطن والمحل بعد المحل والمظِنَّة بعد المظِنَّة، أو أنْ يستقري مصنَّفات ذلك العالِم التي هي مظنة التعرض للمسألة محل النظر أو البحث أو الوهم أو الغلط التي ظهرت للناظر أو الباحث، أو أنْ يستقري كذلك مؤلّفات تلامذته والآخذين عنه، وذلك قبل أنْ يقطع بغلط العالِم أو وهمه؛ فلعله رجع وأصلح، أو لعله كشف في موضع غير الموضع الذي يُظَنّ أنه وَهِم فيه عن خبيء يُجلّي حقيقة الأمر ويُبيِّنه ويَكشِف عنه ..
    أقول قولي هذا وأستغفر الله تعالى لي ولكم، وبالله تعالى التسديد والتوفيق.
    ***
    {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس: 12].

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2014
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    513

    افتراضي رد: إثبات رجوع العالِم عن بعض وهمه خير من إلزامه به

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أشرف بن محمد مشاهدة المشاركة
    إثبات رجوع العالِم عن بعض وهمه خير من إلزامه به

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه واهتدى بهداه، أمّا بعد:
    إنّ المصنِّف لا ينفكّ مهما رسخت في العلم قدمه، واستوى على سُوْقِه؛ مِن الوهم والزلل، والسهو والغلط. وتتسع رقعة الوهم ما اتسعت رقعة الكتاب، ويعسر إمساك الوهم عن الذَّيْع، ما تطاول الزمن المبذول في التأليف والتصنيف؛ كأن يملي المؤلِّف أو المصنِّف جزءًا أو قطعة من بحثه وكتابه رأى أنه قد انتهى منه، أو يذيعه في مجلس عِلمه، أو يدفع به إلى بعض مَن يثق في علمه ورأيه، وقد يكون هذا البعض من أهل الآفاق؛ حتى إذا بدا للمؤلف بعض وهمه وغلطه، لم يستطع تداركه، وقد سرى وخرج عن كِنِّه. لذا نجد بعض أئمّتنا في مواضع يرجع فيها عن بعض قوله، ويقرّ بما ظهر له من وهمه وغلطه، وقد يقع الرجوع في عين الكتاب الذي وَهِم فيه، وهذا يُتصوَّر في المطوَّلات التي غالبًا ما يتكرّر فيها ذِكر الشيء بعد الشيء، أو في الكتب المتفرّقات التي قد يقع فيها مِن تكرار البحث والنظر ما يقع. ولا شكّ أنّ الاعتذار للعالِم بإظهار رجوعه الذي ردّ به غلطه، واستدرك به على نفسه، أَوْلَى وأقوم من إلزامه وتوهيمه بغلط قد رجع هو عنه، وضرب بنفسه عليه. مِن أجل ذلك كان لزامًا على الناقد أو الناظر أو الطالب أو الباحث أو المؤلف أو المستدرِك أو المتتبِع: أنْ ينعم النظر في طول الكتاب وعرضه، فيستقري الموطن بعد الموطن والمحل بعد المحل والمظِنَّة بعد المظِنَّة، أو أنْ يستقري مصنَّفات ذلك العالِم التي هي مظنة التعرض للمسألة محل النظر أو البحث أو الوهم أو الغلط التي ظهرت للناظر أو الباحث، أو أنْ يستقري كذلك مؤلّفات تلامذته والآخذين عنه، وذلك قبل أنْ يقطع بغلط العالِم أو وهمه؛ فلعله رجع وأصلح، أو لعله كشف في موضع غير الموضع الذي يُظَنّ أنه وَهِم فيه عن خبيء يُجلّي حقيقة الأمر ويُبيِّنه ويَكشِف عنه ..
    أقول قولي هذا وأستغفر الله تعالى لي ولكم، وبالله تعالى التسديد والتوفيق.
    ***

    بارك الله فيك لا بأس أن يضع المحقق حاشية يبين فيها أن قول المؤلف مرجوح مثلا حتى يعرف القارئ ثم إن المحقق قد يكون الخطأ معه لا مع المؤلف و ذكر الخطيب أن الذين أصلحوا أخطاء المؤلفين تبين أنهم هم من أخطؤوا ثم إن بعض المتسرعين يتهم المؤلف بشيء هو منه براء و السبب أنه اقتصر على بعض المواطن أو بعض المؤلفات كما اتهم بن أبي زيد القيرواني بإرجاء الفقهاء
    قال بن عمــر
    "مجلس فقـــه خيـــر من عبـــادة ستيــن سنـــة"

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •