الواجب عند الاختلاف في المسائل
-التحلي بالإخلاص
قال تعالى { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ }
-والنصح والتناصح وارادة الخير
فان الدين النصيحة كما اخبر بذلك صلى الله عليه وسلم من حديث تميم بن أوس الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
( الدين النصيحة ثلاثا قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )
رواه مسلم.
-والتجرد عن الهوى والعدل والإنصاف.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( ومعلوم أننا إذا تكلمنا فيمن هو دون الصحابة ، مثل الملوك المختلفين على الملك ، والعلماء والمشائخ المختلفين في العلم والدين ، وجب أن يكون الكلام بعلم وعدل ، لا بجهل وظلم ، فإن العدل واجب لكل أحد وعلى كل أحد وفي كل حال . والظلم محرم مطلقاً لا يباح قط بحال قال تعالى { وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى }.
وهذه الآية نزلت في بغضهم للكفار ، وهو بغض مأمور به ، فإذا كان البغض الذي أمر الله به قد نُهي صاحبه أن يظلم من أبغضه ، فكيف في بغض مسلم بتأويل أو شبهة أو بهوى نفس ، فهو أحق ألا يظلم ، بل يعدل عليه).أ.هـ .(منهاج السنة 126 / 5) .
-والتجرد من الهوى والحذر منه لان الهوى نوع من الشرك
كما قال بعض السلف :" شر إله عبد في الأرض الهوى "!
فالهوى يضل الإنسان عن الحق وإن كان يعرف ذلك، فإذا صار الهوى هو القائد والمسيطر على صاحبه صار أصحابه شيعا وجماعات واحزاب يتعصب كل واحد لرأيه ويعادي من خالفه،ويبني ولاءه وبراءه لطائفته وحزبه وشيخ ولو كان الحق معه واضحا لأن الحق ليس مطلوبه ولان الهوى اعمى بصره وبصيرته
قال الشاطبي رحمه الله في الموفقات ص186 : ( كل مسألة حدثت في الإسلام فاختلف الناس فيها ولم يورث ذلك عداوة ولا بغضاء ولا فرقة ، علمنا أنها من مسائل الإسلام ، وكل مسألة طرأت فأوجبت العداوة والتنابز والتنافر والقطيعة علمنا أنها ليست من أمر الدين في شيء ، فيجب على كل عاقل أن يجتنبها ، ودليل ذلك قوله تعالى {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}.فإذا اختلفوا وتقاطعوا كان ذلك لحدث أحدثوه من اتباع الهوى ، فالإسلام يدعو إلى الألفة والتحاب والتراحم والتعاطف، وكل رأي أدى إلى خلاف ذلك فخارج عن الدين ) .