لا تقل
(تخلقوا بأخلاق الله)
معتقدا ان ذلك من كلام النبي صلى الله عليه وسلم كما تراه في بعض الكتب فهذه العبارة ليست من كلامه صلى الله عليه وسلم بل لا اصل لها كما نبه على ذلك الامام ابن القيم رحمه الله ومن قبله شيخ الاسلام كما في كتابه بيان تلبيس الجهمية ج6 ص518 حيث
قال "
...وهذا اللفظ لا يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم في شيء من كتب الحديث ولا هو معروف عن أحد من أهل العلم بل هو من باب الموضوعات عندهم..."
بل قرر الامام ابن القيم رحمه الله ان هذه العبارة غير سديدة ولا اصل لها ، وأنها منتزعة من قول الفلاسفة بالتشبُّه بالإله على قدر الطاقة
قال ابن القيم في المدارج ج3ص227
"..يَقُولُونَ: الْوُصُولُ هُوَ التَّشَبُّهُ بِالْإِلَهِ عَلَى قَدْرِ الطَّاقَةِ، وَبَعْضُهُمْ يُلَطِّفُ هَذَا الْمَعْنَى، وَيَقُولُ: بَلْ يَتَخَلَّقُ بِأَخْلَاقِ الرَّبِّ، وَرَوَوْا فِي ذَلِكَ أَثَرًا بَاطِلًا " تَخَلَّقُوا بِأَخْلَاقِ اللَّهِ ".
وممن حكم على العبارة بانه لا اصل لها الشيخ الالباني رحمه الله في الضعيفة
رقم الحديث
2822
حيث حكم عليه بقوله" لا أصل له"
وقال "أورده السيوطي في " تأييد الحقيقة العلية " (89/1) دون عزو".
وبعدما تبين لنا ان هذه العبارة ليس لها اصل وانها ليست شرعية فعليك بالعبارة الشرعية القرانية وهي التعبد باسماء الله كما جاء ذلك في قوله تعالى"وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (180) وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (181)
قال شيخ الاسلام في كتابه بيان تلبيس الجهمية
ج6 ص518
"..فإن الشارع قد ذكر أنه يحب اتصاف العبد بمعاني أسماء الله تعالى كقول النبي صلى الله عليه وسلم إن الله جميل يحب الجمال إنه وتر يحب الوتر إنه طيب لا يقبل إلا طيباً الراحمون يرحمهم الرحمن إنك عفو تحب العفو فاعف عني إن الله نظيف يحب النظافة لكن المقصود أن هؤلاء مع كونهم أظهر الناس تبرُّءاً من التشبيه يزعمون أن كمال الفلسفة عندهم أن يفعل الإنسان ما يصير به مشابهاً لله في الجملة وقد وافقهم عليه بعض المتكلمين وإن كان كثير من المتكلمين يخالفونهم في ذلك."