لا يوجد عاقل في البلد مع الإساءة المذهبية أو يدافع عنها؛ هذه التصرفات كرهناها في بغداد والضاحية الجنوبية وصعدة، ومن العيب أن تنتقل إلى السعودية مهما كانت الأسباب، وفي المقابل لا يمكن لعاقل أيضاً أن يختصر دور رجال الأمن في تصرفات فردية عابرة وسوداء في سياق ناصع البياض، وقارنوا كي تعرفوا.
عسكر العوامية الأربعة أو الخمسة الذين ظهروا في مقطع اليوتيوب المسيء ارتكبوا خطأ أحمق لا جدال في ذلك؛ لكن تصوير هذا الخطأ اللفظي وتصديره للناس وكأنه يعبر عن حال رجال الأمن وأخلاقهم مجتمعين أمر مرفوض تماماً، وكما ندين الخطأ علينا أيضاً أن ندين الاصطياد ومحاولات التعميم الموجه.
رجل الأمن هو واحد منا يخطئ ويصيب، ويرتكب الهفوات والزلات، ولو كنا نعمم أخطاء كل فئة من الناس أو أصحاب مهنة معينة من المهن على البقية من داخل السياق نفسه لأصبحنا أمام إشكالية كبرى، ولتفرغنا تماماً لمعالجة آلاف الأخطاء اليومية التي حدثت وستحدث ما دامت الحياة مستمرة.
عسكر العوامية أخطأوا باللفظ خطأ بيناً لا لبس فيه، وفي المقابل فإن هناك من أخطأ متعمداً بالقتل وإطلاق النار العشوائي، وثمة فرق كبير بين الأمرين كما أعتقد؛ فهل يمكن لمجرد كلام عابر قيل في دورية أن ننسى رجال الأمن الذين سقطوا بكل شرف دفاعاً عن الوطن والمواطنين سنة وشيعة بطول الوطن وعرضه في العوامية وفي غيرها؟!! ( اعدلوا هو أقرب للتقوى).
المبدأ والواقع أيضاً يقولان إن الجميع سواسية أمام القانون بشراً ومدناً ومذاهب، ولا فضل لأحد على أحد أو انتقاص من حق أحد، وكل من يخطئ يجب أن يحاسب على خطئه وأن يتحمل نتيجته وحده، وفتشوا عن البشر لا عن الملائكة!!
هكذا يعيش البشر الأسوياء في كل العالم ويواجهون أخطاءهم، وحاشا لله أن نبرر الإساءة أو نرضاها لأهلنا في العوامية أو لرجال أمننا، الذين لم يكن ذنبهم أن من ظهر في مقطع اليوتيوب أساء إلى صورتهم بطيشه ورعونته وعدم مبالاته.
​كتبه: محمد علي البريدي