تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: دراسة رقية عن ابن عباس: إذا عسر علي المرأة ولدها...

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    68

    افتراضي دراسة رقية عن ابن عباس: إذا عسر علي المرأة ولدها...

    عن ابن عباس قال: إذا عسر على المرأة ولدها، فيكتب هاتين الآيتين والكلمات في صحفة ثم تغسل فتسقى منها: بسم الله لا إله إلا هو الحليم الكريم، سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم{كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها} [النازعات: 46] {كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار، بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون} [الأحقاف: 35].
    فيه وجهان عن ابن عباس
    الأول: قوله.
    يرويه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وفيه خلاف وقفا ورفعا:
    فأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (23974)، والثعلبي في "تفسيره" (9/27) - وتصحف عنده - عن علي بن مسهر، والبيهقي في "الدعوات" (497) من طريق حفص بن عبد الرحمن، كلاهما (علي، وحفص) عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الحكم بن عتيبة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إذا عسر على المرأة ولدها ...

    رواه سفيان الثوري عن ابن أبي ليلى وجاء على ثلاثة أوجه:
    الأول: أخرجه عبد الله بن أحمد في "مسائله" (1623)، والدينوري في "المجالسة" (1996) من طريق يعلى بن عبيد عن الثوري عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به موقوفا.
    نقله شيخ الإسلام عن الإمام، وزاد "مجموع الفتاوى" (19/64 ـ 65): ثنا أسود بن عامر بإسناده بمعناه ...- ثم قال - وقال أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري: أنا الحسن بن سفيان النسوي؛ حدثني عبد الله بن أحمد بن شبوية؛ ثنا علي بن الحسن بن شقيق؛ ثنا عبد الله بن المبارك؛ عن سفيان؛ عن ابن أبي ليلى؛ عن الحكم؛ عن سعيد بن جبير؛ عن ابن عباس قال: إذا عسر على المرأة ولادها فليكتب: ... فذكره. وزاد: قال علي: يكتب في كاغدة فيعلق على عضد المرأة قال علي: وقد جربناه فلم نر شيئا أعجب منه فإذا وضعت تحله سريعا ثم تجعله في خرقة أو تحرقه.
    الثاني: أخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (ص 229): قرأت في كتاب الطب لأبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم البحري أعطاني أبو عمران إبراهيم بن هانئ كتاب الله عن شجاع بن صبيح عن مصعب بن ماهان عن الثوري عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس في المرأة إذا عسر عليها الولاد... الحديث موقوفا.
    الثالث: أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (620) من طريق عبد الله بن محمد بن المغيرة، عن سفيان الثوري، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به مرفوعا.
    وعبد الله بن محمد بن المغيرة متروك الحديث. والموقوف هو الأولى بالصواب ويبقى الحديث ضعيفا فمدار الوقف والرفع على ابن أبي ليلى وهو صدوق سيء الحفظ جدا.

    الثاني روي عنه حكاية عن عيسى بن مريم عليه السلام:
    رواه عكرمة، عن ابن عباس، قال: مر عيسى بن مريم على بقرة قد اعترض ولدها في بطنها فقالت يا كلمة الله أدع الله أن يخلصني مما أنا فيه فقال يا خالق النفس من النفس ويا مخلص النفس من النفس ويا مخرج النفس من النفس خلصها فرمت بولدها فإذا هي قائمة تشمه قال إذا عسر علي المرأة ولدها فاكتبه على مكيال ثم تخطاه.
    أخرجه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (1995) عن ابن قتيبة عن إبراهيم بن سليمان من ولد حذيفة بن اليمان عن أبي بشر بن مسلم عن فطر بن خليفة، عن عكرمة، به.
    وإبراهيم بن سليمان كذا بالمطبوعة ولعله إبراهيم بن مسلم الحذيفي من ولد حذيفة بن اليمان أيضا وهذه طبقته وقد ترجم له الخطيب في "تاريخه" وقال: محله الصدق.
    وأبو بشر بن مسلم لم أتبينه، وأخشى أن يكون محرفا أو هناك سقط بالسند، فقد رواه بشر بن سلم عن فطر، أخرجه أبو عمرو النيسابوري في "آيات الرقية والحرز" (ق33/ب) من طريق الحسن بن بشر بن سلم قال حدثني أبي بشر بن سلم عن فطر ، به.
    وبشر بن سلم البجلي قال أبو حاتم: منكر الحديث. وذكره ابن حبان في "ثقاته".
    وعزاه الشريشي في "شرح مقامات الحريري" (4/310) لابن قتيبة بسند متصل، كذا قال، والأثر ساقه الدينوري عن ابن قتيبة، وهو في "عيون الأخبار" (4/ 120)، وكذا عند ابن القيم في "زاد المعاد" (4/ 328) معلقا عن عكرمة.
    ونقل ابن القيم في "الطب النبوي" (ص 277): قال الخلال: أنبأنا أبو بكر المروزى أن أبا عبدالله جاءه رجل فقال يا أبا عبد الله تكتب لامرأة قد عسر عليها ولدها منذ يومين فقال قال له يجىء بجام واسع وزعفران ورأيته يكتب لغير واحد ويذكر عن عكرمة عن ابن عباس قال مر عيسى صلى الله على نبينا وعليه وسلم على بقرة وقد اعترض ولدها في بطنها فقالت يا كلمة الله ادع الله لى أن يخلصنى مما أنا فيه فقال يا خالق النفس من النفس ويا مخلص النفس من النفس ويا مخرج النفس من النفس خلصها قال فرمت بولدها فاذا هى قائمة تشمه قال فإذا عسر على المرأة ولدها فاكتبه لها وكل ما تقدم في الرقى فان كتابته نافعة.
    والذي عندي أن تلك الحكاية هي الوجه الأصح عن ابن عباس، لمجيئها من طريق بشر بن سلم مع احتمال وجود متابع لبشر – كما عند ابن قتيبة - إن لم يكن فيه تصحيف أو تحريف كما بينت، وكذلك لما حكاه الخلال عن الإمام أحمد، ولأنها رويت من وجه أخر عن أبي هريرة – رضوان الله على الصحب أجمعين -:
    فقد أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (1075) - وهو في "المنتقى من مكارم الأخلاق" للسلفي (602) -، والحاكم في "المستدرك" (2/ 592)، والسلفي في "الطيوريات" (303) من طريق المغيرة بن حبيب عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة، قال: بينا عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا عليهما السلام في البرية إذ رأيا وحشية ماخضا، فقال عيسى ليحيى: قل تلك الكلمات: حنة ولدت مريم، مريم ولدت عيسى، الأرض تدعوك يا ولد، اخرج! يا ولد، اخرج يا ولد، اخرج قال حماد بن زيد: فما تكون في الحي امرأة ماخض فيقال هذا عندها إلا ولدت حتى الشاة تكون ماخضا فتتعسر فيقال هذا، فلا تبرح حتى تضع.
    واقتصر الحاكم على قوله: حنة ولدت مريم، مريم ولدت عيسى.
    قلت: والمغيرة بن حبيب، ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يغرب، وذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الأزدي: منكر الحديث، وقال البخاري: كان صدوقا عدلا. وقال أبو داود: لا بأس به. وقال الذهبي: صالح الحديث. وانظر: "التاريخ الكبير" (7/ 325)، "السؤلات" للآجري (1366)، "الجرح والتعديل" (8/ 220 ـ 221)، "الثقات" (7/ 466)، "تاريخ الإسلام" (3/ 737)، "لسان الميزان" (8/ 128).
    أما شهر بن حوشب، فهو: صدوق كثير الإرسال و الأوهام.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: دراسة رقية عن ابن عباس: إذا عسر علي المرأة ولدها...

    نفع الله بك أخي ، وبارك فيك .
    ومن باب الفائدة ، أنقل كلام الشيخ محمد عمرو بن عبد اللطيف رحمه الله في تكميل النفع بما لم يثبت به وقف ولا رفع :
    الحديث الثاني :
    ((إذا عسر على المرأة ولدها أخذ إناء نظيفاً (1) يكتب فيه : ( كأنهم يوم يرون ما يوعدون ) إلى آخر الآية ، و : ( كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ) و : ( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ) إلى آخر الآبة ، ثم يغسل ويسقي المرأة منه ، وينضح على بطنها وفرجها )) . ضعيف جداً أو موضوع . رواه ابن السني في (( عمل اليوم والليلة )) (619) من طريق عبد الله بن محمد بن المغيرة حدثنا سفيان الثوري عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً به . وابن المغيرة هذا واه ، أتهم . قال العقيلي : (( وكان يخالف في بعض حديثه ، ويحدث بما لا أصل له )) . وقال النسائي : (( روى عن الثوري ومالك بن مغول أحاديث كانا أتقى لله من أن يحدثا بها )) . وأورد له الحافظ الذهبي رحمه الله في (( الميزان )) (2/487-488) أحاديث ، وقال : (( قلت : وهذه موضوعات )) . وابن أبي ليلى هو محمد بن عبد الرحمن الكوفي القاضي ، قال الحافظ (6081) : (( صدوق سئ الحفظ جداً )) . والحديث أورده الهندي رحمه الله في (( كنز العمال )) (10/64) من رواية ابن السني بلفظ : (( إذا عسر على المرأة ولادتها خذ إناء نظيفاً فاكتب عليه ... )) وفيه : (( ثم يغسل وتسقى المرأة منه وينضح على بطنها وفي وجهها )) . ولا يبعد أن يكون هذا هو لفظه الصحيح قبل أن تتناول الكتاب أيدي التحريف وقلة الدقة في التحقيق ، ثم يدعى تخريج أحاديثه من لا ناقة له ـ في هذا الشأن ـ ولا جمل ، ممعناً في إيهام القراء أنه ملتزم أو متمكن ـ والله أعلم ـ إذ يكتب على طرته : (( حققه فلان بن فلان )) ! ثم كأنه تدارك الأمر فقال في طبعة أخرى : (( خرج أحاديثه وعلق عليه )) وحذف لفظ : (( ابن )) ، فالله المستعان .
    ولا أقول هذا مقراً على نفسي بالتحقيق الذي يدخل فيه النظر في المخطوطات والبراعة في قراءتها وفك رموزها ، بل أشهد على نفسي أيضاً لا باع لي في هذا الأمر ، ولذلك لم يسند إلى تحقيق كتاب مخطوط حتى هذه اللحظة . فمن كتب على طرة كتاب : (( آداب حملة القرآن )) للإمام الآحري رحمه اله ـ محولا اسمه إلى : (( أخلاق أهل القرآن )) ـ : (( حققه وخرج أحاديثه الشيخ محمد عمرو بن عبد اللطيف )) ـ وما حققته ولا رأيت مخطوطته بل نقلها غيري ـ أقول : من كتب ذلك ، فقط غلط عليّ . وقد دعا ذلك البعض إلى اتهامي بالتصرف في اسم الكتاب باعتباري محققه ثم إن الناشر وصمني بمشيخة لست لها بأهل دون استشارتي في ذلك . وما أنا إلا عبد مذنب فقير إلى رحمة ربه الجليل ، وطالب علم لم يزل في بداية الطريق . نعوذ بالله من انتحال المشيخة قبل الأوان ، ومن الاغترار بما وهبنا الرحمن تبارك وتعالى من بعض فهم لقواعد علم (( مصطلح الحديث )) وأحوال طائفة من رجال الحديث ومراتبه . وما هذا ـ وحده ـ علم الحديث بفنونه وتقاسيمه ، على قصور وقلة بلع ، وجهل تاك أحياناً في بعض فروع العلم . ومن نظر بعين البصيرة علم أن الفضل لله تعالى وحده يسلبه متى شاء ـ ويؤتيه من يشاء ( وفوق كل ذي علم عليم ) .
    وبعد ، فقد ( روى ) هذا الحديث أيضاً موقوفاً على ابن عباس رضي الله عنهما من طريق أخرى عن الثوري ، وعن غيره عن ابن ليلى بنحوه ، ففي (( مصنف ابن أبي شيبة )) (7/385) : (( حدثنا علي بن مسهر عن ابن أبي ليلى به ... )) فذكره .
    ولفظة : إذا عسر على المرأة ولدها فليكتب هاتين الآيتين والكلمات في صحفة ثم تغسل فتسقى منه : بسم الله لا إله إلا هو الحليم الكريم . سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم : 0 كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ) ، : ( كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار . بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون ) . وقال حمزة بن يوسف السهمي رحمه الله في (( تاريخ جرجان )) (ص229) : (( قرأت في كتاب ( الطب ) لأبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم البحري : أعطاني أبو عمران إبراهيم ابن هانئ كتاباً له ( في الأصل ـ محرفاً ـ كتاب الله ) عن شجاع بن صبيح عن مصعب بن ماهان عن الثوري عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس ... )) فذكره لأخصر مما قبله ، وفيه : (( قال سفيان : يكتب بعسل أو زعفران أو نحوهما ثم يغسله فتشربها المرأة )) . ومدار الطريقين على أن ابن أبي ليلى ، وقد تقدم ذكره . وفي إسناد السهمي ـ سواه ـ : (( مصعب بن ماهان )) ، وهو مختلف فيه ، وقال الحافظ (6694) : (( صدوق عابد كثير الخطأ )) . والراوي عنه لم يذكر فيه السهمي (367) جرحاً ولا تعديلاً . وكذلك أبو عمرن إبراهيم ابن هانئ (139) على جلالة ترجمته عنده . فقوله في هذا الإسناد : (( عن الحكم عن مقسم )) بدلاً من : (( عن سعيد بن جبير )) إن لم يكن من سوء حفظ ابن أبي ليلى واضطرابه ، فهو من قبل أحد هؤلاء . فالله أعلم .
    ومع ضعف هذا الأثر ، فقد عمل به الإمام أحمد رحمه الله . قال الإمام ابن القيم رحمه الله في (( زاد المعاد )) (3/180) : (( كتاب لعسر الولادة . قال الخلال : حدثني عبد الله بن أحمد قال : رأيت أبي يكتب للمرأة إذا عسر عليها ولادتها في جام (2) أبيض أو شئ نظيف ، يكتب حديث ابن عباس رضي الله عنه ... )) فذكره . وقال (( قال الخلال : أنبأنا أبو بكر المروذي (3) أن أبا عبد الله جاءه رجل فقال : يا أبا عبد الله تكتب لامرأة قد عسر عليها ولدها منذ يومين ، فقال : قل له يجئ بجام واسع وزعفران . ورأيته يكتب لغير واحد ... )) . قلت : وفي هذا دليل على أن الإمام أحمد رحمه الله كان يأخذ بالأحاديث والآثار الضعيفة إذا لم يجد في الباب غيرها ، ولم يكن هناك ما يدفعها ، والله أعلم .
    فائدة : وقد روى ابن السني (620) - عقب حديث ابن عباس الذي تقدم الكلام عنه - حديثاً آخر مرفوعاً بإسناد أتلف منه بكثير ، من طريق عبيد الله عن محمد بن خنيس ( في الأصل : عبد الله ـ مكبراً - وهو تحريف ) حدثني موسى ابن محمد بن عطاء حدثنا بقية بن الوليد حدثني عيسى بن إبراهيم القرشي عن موسى بن أبي حبيب قال : (( سمعت علي بن الحسين يحدث عن أبيه عن أمه فاطمة رضي الله عنها ، أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لما دنا ولادها - أمر أم سليم وزينب بنت جحش أن تأتيا فاطمة فتقرءا عندها آية الكرسي و : ( إن ربكم الله ... ) إلى آخر الآية ، وتعوذاها بالمعوذتين )) . وهذا إسناد قد هلهل (4) بالمرة ، وفيه الآتي :
    1- عبيد الله بن محمد بن خنيس ، وهو الدمياطي ، وقيل : الدمشقي . ترجمة بن عساكر
    في (( تاريخه )) (10/732-733) برواية جماعة عنه ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
    2- وشيخه موسى بن محمد بن عطاء ، وهو البلقاوي الدمياطي المقدسي ، أحد التلفاء .
    قال العقيلي : (( يحدث عن الثقات بالبواطيل والموضوعات )) . وقال ابن حبان وغيره : (( كان يضع الحديث )) . وكذبه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان . فالظاهر أنه من وضعه .
    3- وعيسى بن إبراهيم القرشي ، وهاه ابن معين وقال أبو حاتم والنسائي : (( متورك )) .
    4- وشيخه موسى بن أبي حبيب ، وهو الحمصي . ضعفه أبو حاتم . وقال الذهبي في ((الميزان )) (4/202) : (( وخبرة ساقط )) . قلت : ومن قرائن تهافت هذا الحديث واختلافه ، أن الزهراء رضي الله عنها ماتت بعد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بستة أشهر ، والحسين رضي الله عنه لم يزل غلاماً صغيراً ، فمتى حدثته فاطمة بذلك عن جده المعصوم صلى الله عليه وعلى آله وسلم ؟ ! .
    وهذا الحافظ الطبراني (( رحمه الله )) - على سعة روايته - لم يورد في (( معجمه الكبير )) (22/414-415) من رواية الحسين عنها إلا حديثين ، في أحدهما الحكم عبد الله الأيلي ، وهو وضاع . وفي الآخر جماعة لم يعرفهم الهيثمي ، وفيه أيضاً : جندل بن والق ، صدقه أبو حاتم ووثقه ابن حبان . أما مسلم فقال : متروك الحديث . ولينه البزار . والمتن الذي رواه ظاهر البطلان في فضل أمير المؤمنين علي رضي الله عنه (5) . أما عامة ما أورده الطبراني للزهراء رضي الله عنها فلا يكاد يسلم منها حديث ، إما وهاه في الإسناد ، أو كونه من مسند غيرها لا من مسندها هي . أو مما حدثت به عائشة رضي الله عنها قبيل أو عقيب وفاته صلى الله عليه وعلى آله وسلم - من وراية مخصوصة بعينها - ، وهذا ما تبين لي من مجموع هذه الروايات : ( ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ) .
    __________________
    (1) في النسخة المتدوالة من (( ابن السني )) : (( أخذ إناء لطيفاً )) . والظاهر أنه تحريف صوابه هذا ، أو : (( أخذ إناء نظيف )) . فالله أعلم .
    (2) قال ابن منظور في (( لسان العرب )) (1/731) : (( والجام إناء من فضة ، عربي صحيح ... )) .
    (3) في الأصل : (( المروزي )) بالزاي . وهذا خطأ شائع في هذه النسخة ، راج على محققي الكتاب أو لم يباليا به في الطبعة التي حققاها (4/357) . والروذي نسبة إلى (( مرو الروذ )) أو المروزي فنسبة إلى (( مرو )) ، وأبو بكر هذا يعد أجل أصحاب الإمام أحمد رحمهما الله .
    (4) هذه العبارة استخدمها الحافظ المناوى رحمه الله ، في حديث آخر لا أذكره الآن .
    (5) وما شاع بين المسلمين في تخصيص علي بقولهم : (( كرم الله وجهه )) ، فيما لم أقف له على أصل ، ولا ثبوت عن أحد السلف المتقدمين . وهؤلاء الرافضة أخزاهم الله ، لا يعجبهم من أهل السنة أن يقولوا : (( رضي الله عنه )) ولا (( كرم الله وجهه )) ، بل يصرون على تخصيصه وغيره من آل البيت بلفظة : (( عليه السلام )) ، كلمة حق أريد بها باطل !!

  3. افتراضي رد: دراسة رقية عن ابن عباس: إذا عسر علي المرأة ولدها...

    أحسنتم..وبارك الله فيكم.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    الجزائر المحروسة
    المشاركات
    1,455

    افتراضي رد: دراسة رقية عن ابن عباس: إذا عسر علي المرأة ولدها...

    ولحديث ابن عباس موقوفا إسناد آخر عن سعيد بن جبير وهو:
    ابن وهب: أخبرني جرير بن حازم عن الحسن بن عمارة عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير قال: قال ابن عباس: إذا عسر على المرأة ولادتها أخذ إناء نظيف فكتب فيه:"كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا" و"كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها" و"لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب" إلى آخر السورة، ثم يغسل فتُسقى منه المرأة ويُنضح منه على بطنها وفرجها.
    أورده الحافظ الملاّحي في كتابه فضائل القرآن المسمى "لمحات الأنوار ونفحات الأزهار"(1871)
    قلت: والحسن بن عمارة متروك الحديث، يدلس عن الثقات ما وضع عليهم الضعفاء(*)
    __________
    (*) ويشبه أن يكون أحد الضعفاء سرقه من ابن أبي ليلى فقلب إسناده وجعله عن المنهال بن عمرو فسمعه منه الحسن بن عمارة فدلسه عن المنهال-وهو من مشايخه الثقات- وأسقط اسم السارق. والله أعلم

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: دراسة رقية عن ابن عباس: إذا عسر علي المرأة ولدها...

    بارك الله فيكم .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •