28-01-2014فالقرآني بحسب تعريف القرآنيين أنفسهم "هو كل من اكتفى بالقرآن وحدة مصدرا للتشريع" ، وهو بحسب تعريفهم يؤدي العبادات "ولكنه قد يختلف في شكل بعض العبادات مع باقي الفرق والمذاهب، وفقاً لمدلول النص القرآني، وليس وفقا لمدلول الحديث، والذي يكون في غالب الأحيان مخالف للنص القرآني.
التعريف بـ"القرآنيون": "القرآنيون" مسمى لطائفة بدعية، حصرت الوحي في كتاب الله تعالى، ولم تعترف بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحياً أو أصلاً يصح اتخاذه مصدراً لتلقي أصول الدين وفروعه، وعليه فمسمى "القرآنيين" من حيث أصله اللغوي ومراده الاصطلاحي بعيد كل البعد عن مبادئ هذه الجماعة المنحرفة، المنكرة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم. فالقرآني بحسب تعريف القرآنيين أنفسهم "هو كل من اكتفى بالقرآن وحدة مصدرا للتشريع"[1]، وهو بحسب تعريفهم يؤدي العبادات "ولكنه قد يختلف في شكل بعض العبادات مع باقي الفرق والمذاهب، وفقاً لمدلول النص القرآني، وليس وفقا لمدلول الحديث، والذي يكون في غالب الأحيان مخالف للنص القرآني"[2]. سبب التسمية بـ"القرآنيون": يقول عثمان بن معلم- في كتابه شبهات القرآنيين- موضحا سبب إطلاق مسمى القرآنيين على تلك الجماعة: "ولا يفهمن أحد من تسمية هذه الفرقة بالقرآنيين أنه مدح لهم أو تعبير عن شدّة تمسكهم بالقرآن، كلّا، بل الواقع أن هذه التسمية آتية لهم من حيث إنهم تنكروا للقرآن ورفضوا ما ثبت فيه من اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وطاعته مما نشأ عنه ضلال كبير في تطبيق الأوامر القرآنية فخرجوا بذلك عن جماعة المسلمين، فسمّوا قرآنيين من ذلك الجانب، وهذا له نظير في تسمية فرقة القدرية إذ سُموا بذلك لا لأنهم أثبتوا القدر وسلّموا له، ولكن من حيث إنهم أنكروه ونفوه"[3]. ويقول الدكتور محمود مزروعة: "وأعجب أمر هؤلاء أنهم يُنْسَبون إلى القرآن المجيد، فهم يحبون أن يسموا أنفسهم "القرآنيون " نسبة إلى القرآن كتاب الله المجيد ظلمًا وزورا، وقد اختاروا هذه النسبة إيهامًا للناس بأنهم ملتزمون بكتاب الله القرآن. هذا من جانب ومن جانب آخر يشيرون من طرف خفي إلى أن غيرهم من المسلمين الذين يؤمنون بسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويعملون بها ليسوا قرآنيين، وأنهم اشتغلوا بالسنة وتركوا القرآن، -وأيضًا- حتى يجنبوا أنفسهم المؤاخذة، ويقطعوا سبل الاعتراض عليهم، لأنه من ذا الذي يعترض على طائفة أعلنت أنها تنتسب إلى القرآن وتتمسك به؟"[4]. منهج "القرآنيون": يتلخص منهج القرآنيين في فهم الدين الإسلامي فيما قاله شيخهم ومُنظِّرهم الأول أحمد صبحي منصور، حيث لخص مذهبه ومذهب القرآنيين بصفة عامة في مقال له عنوانه "الإسلام دين السلام" قائلا: "هناك رؤيتان للإسلام: رؤية للإسلام من خلال مصدره الإلهي، وهو القرآن الكريم، ومنهج هذه الرؤية هي أن تفهم القرآن من خلال مصطلحاته ولغته... وهذه هي الرؤية القرآنية للإسلام... والرؤية الثانية للإسلام هي الرؤية التراثية البشرية، وهى أن تنظر للإسلام من خلال مصادر متعددة، منها القرآن، والأحاديث المنسوبة للنبي، وروايات أسباب نزول الآيات، وأقاويل الفقهاء والمفسرين.. ومن الطبيعي أن تجد آراء متعارضة، وكل رأى يبحث في آيات القرآن عما يؤيده بأن يخرج الآية عن سياقها، وأن يفهمها بمصطلحات التراث ومفاهيمه، ومن الطبيعي أن هذا الفهم للإسلام يتعارض مع حقيقة الإسلام، ومع الرؤية القرآنية له، ومن هذه الرؤية الثانية تخرج الفتاوى التي يكون بها الإسلام متهماً بالإرهاب والعنف والتخلف والتطرف"[5]. تاريخ ظهور القرآنيين: ارتبط مسمى جماعة القرآنيين بشيخ الجماعة الدكتور أحمد صبحي منصور، الذي سعى بكل ما أوتي من قوة إلى إحياء هذا الفكر الضال، وبثه بين المسلمين من خلال مئات المقالات، والعديد من الكتب، إلى جانب المؤتمرات التي يحاضر بها، وفوق هذا ذاك حرص منصور على العمل في العديد من المراكز البحثية المشبوهة التي تسعى إلى العبث بالمنظومة المعرفية والفكرية للفرد المسلم. وكان مبتدأ هذه الطائفة في "الربع الأول من القرن الرابع عشر الهجري في شبه القارة الهندية، على يد زمرة من أبناء تلك البقعة التي تفرّعت فيما بعد إلى ثلاث دول، وكان هؤلاء المؤسسون ممن تأثروا بالفكر الغربي ورأوا في التمسك بالسنة عائقًا عن التقدم ومضعفًا للجامعة الإسلامية وتنفيذًا لمؤامرة أعجمية ، فجاءوا بما لم يأت به من سبقهم من أهل الضلال، فأنكروا حجية السنة كليًّا"[6]. الجذور التاريخية للقرآنيين[7]: لجماعة القرآنيين، أو "أهل القرآن" تاريخ قديم، يعود إلى قرون الإسلام الأولى، حيث بدأت بدعة إنكار السنة على أيدي الخوارج والشيعة، ثم انضم إليهم طوائف من المتكلمين وبخاصة من المعتزلة الذين انتسب إليهم كثير من الزنادقة والفاسقين عن الملة.. فالشيعة لم يقبلوا من سنة النبي-صلى الله عليه وسلم- إلا القليل الذي نُقل إليهم عن طريق من يدين بعقيدتهم في الإمامة ويشايع آل البيت -فيما يزعمون- ولو أننا عرفنا أنهم لم يوالوا من الصحابة -رضوان الله عليهم- إلا بضعة عشر صحابيًا هم فقط الذين رضي عنهم الشيعة وأخذوا عنهم، لأدركنا ذلك القدر الضئيل من سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي قبله الشيعة (الرافضة) وعملوا به.. أما الخوارج فقد طعنوا في الصحابة -رضوان الله عليهم- بعد واقعة التحكيم الشهيرة أثناء الحرب بين علي ومعاوية -رضي الله عنهما- وبسبب واقعة التحكيم طعن الخوارج في عدالة الصحابة -رضي الله عنهم - فمن الخوارج مَنْ فَسَّقهم، وهم قلة لا تذكر، والأكثرون من طوائف الخوارج كفروا الصحابة -عياذًا بالله - بل منهم من جعلهم كالمشركين في الحرب والسبي وعدم قبول الجزية .. هكذا بدأت مسيرة إنكار سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والشغب عليها ورفض اعتبارها مصدرًا تشريعيًا كالقرآن، والخروج على طاعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بدأت مسيرة الضلال هذه على أيدي الخوارج والشيعة (الرافضة)، ثم تلقفها منهم وسار على ضلالهم طوائف من المتكلمين وأشهرهم في هذا الباب المعتزلة، ثم استمرت مسيرة الضلال يسلمها ضال إلى ضال. من أعلام القرآنيين المنكرين للسنة النبوية: أحمد صبحي منصور: هو الأب الروحي لجماعة القرآنيين في العصر الحديث، يقول عنه الكاتب الإسلامي فهمي هويدي، في مقال له بعنوان (حملة يهودية لتفكيك الإسلام): "هو أزهري مصري اسمه الدكتور أحمد صبحي منصور، كان قد فصل من الأزهر في الثمانينيات بسبب إنكاره للسنة النبوية، وسافر إلى الولايات المتحدة لبعض الوقت، ثم عاد إلى القاهرة ليصبح أحد أركان مركز «ابن خلدون»(!) وبعد المشكلات القضائية التي واجهها المركز ومديره في عام ألفين اختفى من مصر، وظهر مرة أخرى في الولايات المتحدة، ليصبح أحد دعاة «الإسلام الأمريكي المعتدل»[8]. عدنان الرفاعي: هو قراني محترق، سوري، نشر أول كتاب له سنة (1994)م، وله عدة مؤلفات من أبرزها كتاب "المعجزة الكبرى"، ينكر الشفاعة وينكر خروج المؤمنين من النار. وفي الفقهيات: يرى أن الزوج لا يملك الحق في أن يرجع المطلقة طلاقاً رجعياً في عدتها، بالجملة فهذا الرجل أنكر مجموعة كبيرة من مسائل الدين المعلومة بالضرورة والمجمع عليها إجماعاً يقينيا فضلا عن أن يكون ظنياً![9]. رشاد خليفة: قال عنه العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله: " ظهر في مدينة توسان التابعة لولاية أريزونا بأمريكا, شخص يدعى رشاد خليفة مصري الأصل أمريكي الجنسية, يقوم بالدعوة على أساس بعيد عن الإسلام وينكر السنة وينتقص من منزلة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويحرف كلام الله بما يناسب مذهبه الباطل. والمذكور ليس له علم بأصول الشريعة الإسلامية إذ هو يحمل شهادة الدكتوراه في الهندسة الزراعية مما لا يؤهله للقيام بالدعوة إلى الله على وجه صحيح, وقد قام بالتغرير ببعض المسلمين الجدد والسذج من العامة باسم الإسلام في الوقت الذي يحارب فيه الإسلام بإنكاره السنة والتعاون مع المنكرين لها قولا وفعلا, فقد سجل في إذاعة ليبيا أثناء زيارته لها عام 1399 هـ أحاديث إذاعية ولما سئل من قبل أحد أساتذة الجامعة الليبية قبيل صعوده للطائرة عن رأيه في أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-, أجاب باختصار نظرا لضيق الوقت قائلا: (الحديث من صنع إبليس)"[10]. من كلام الشيخ عبد العزيز بن باز عن القرآنيين: قال رحمه الله في فتاويه: "أما هؤلاء المتأخرون المنكرون للسنة فقد أتوا منكرًا عظيمًا، وبلاءً كبيرًا، ومعصيةً عظيمة، حيث قالوا: إِن السنة لا يحتج بها، وطعنوا فيها وفي رواتها وفي كتبها، وسار على هذا المنهج وأعلنه كثير من الناس في مصر وفي غيرها، وسموا أنفسهم: بالقرآنيين، وقد جهلوا ما قاله علماء السنة، فقد احتاطوا كثيرًا للسنة تلقوها أولاً عن الصحابة حفظًا ودرسوها وحفظوها حفظًا كاملاً، حفظًا دقيقًا بعناية تامة، ونقلوها إِلى من بعدهم، ثم ألف العلماء في القرن الثاني وفي القرن الثالث، وقد كثر ذلك في القرن الثالث، فألَّفوا الكتب وجمعوا الأحاديث؛ حرصًا على السنة وحفظها وصيانتها، فانتقلت من الصدور إِلى الكتب المحفوظة المتداولة المتناقلة التي لا ريب فيها ولا شك، ثم نقَّبوا عن الرجال وعرفوا ثقتهم من ضعيفهم، من سيئ الحفظ منهم، حتى حرروا ذلك أتم تحرير، وبينوا من يصلح للرواية ومن لا يصلح للرواية، ومن يحتج به ومن لا يحتج به، واعتنوا بما قد وقع من بعض الناس من أوهام وأغلاط وعرفوا الكذابين والوضَّاعين، فألَّفوا فيهم وأوضحوا أسماءهم، فأيد الله سبحانه وتعالى بهم السنة، وأقام بهم الحجة وقطع بهم المعذرة، وزال تلبيس الملبِّسين، وانكشف ضلال الضالين، وبقيت السنة بحمد الله جَلِيَّة وواضحة لا شبهة فيها ولا غبار عليها"[11]. من كلام الشيخ صالح بن فوزان عن القرآنيين: القرآنيون الذين ينكرون السنة؛ ينكرون العمل بالأحاديث، ويقولون ما نعمل إلا بالقرآن؛ هؤلاء كذبوا فإنهم لم يعملوا بالقرآن؛ لأن الله قال في القرآن: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [سورة الحشر: 7] وقال -جل وعلا- لنَبيِّه: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) [النحل: 44] فإذا أُلغيت السنة؛ كيف يُبيِّن القرآن؟!، ما الذي يفسر القرآن؟! سنة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فهي بيانٌ للقرآن وهي مفسرة للقرآن؛ فالذين ينكرون السنة هؤلاء إن كانوا متعمدين لذلك؛ هذا تكذيب للرسول صلى الله عليه وسلم؛ فيكون هذا كفر وردة. أما إذا كانوا جُهَّالاً ومقلِّدين فيُبيِّن لهم ويُشرح لهم هذا الأمر[12]. ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـ [1]تعريف القرآنيون، شريف هادي، موقع القرآنيون [2]المرجع السابق [3]شبهات القرآنيين، لعثمان بن معلم محمود بن شيخ علي: (5) [4]شبهات القرآنيين حول السنة النبوية، د. محمود محمد مزروعة: (4)
[5]مقال: الإسلام دين السلام، لأحمد صبحي منصور، موقع القرآنيون [6]شبهات القرآنيين، لعثمان بن معلم محمود بن شيخ علي: (3) [7]ينظر: شبهات القرآنيين حول السنة النبوية، د. محمود محمد مزروعة: (35-44) [8]مقال: حملة يهودية لتفكيك الإسلام، للأستاذ فهمي هويدي [9]ملتقى أهل الحديث، موضوع: ما عقيدة عدنان الرفاعي [10]موسوعة فتاوى اللجنة الدائمة والإمامين: (2/400) [11]فتاوى بن باز: (8/140) [12]فتاوى الشيخ صالح بن فوزان، رقم الفتوى352