الدراسة الصوتية عند ابن الجزري.. المادة والمنهج

بلقاسم مكَريني - كاتب مغربي

مهما تنوعت مصنفات أبي الخير ابن الجزري (751هـ-833هـ) في مجال القراءات والتجويد، فإن كتابَيه «التمهيد في علم التجويد» و«النشر في القراءات العشر» يظلان أهم كتب المصنف، وأكثرها إحاطة وشمولًا للمادة الصوتية التي ضمتها كتب علماء القراءات والتجويد المتقدمين، والذين أفاد منهم أبوالخير الشيء الكثير. Backround12_opt.jpeg

ولقد تراوحت معظم مصنفاته الأخرى بين نظم أحد هذين الكتابين (طيبة النشر- المقدمة الجزرية)، أو اختصاره (تقريب النشر)، أو إجراء مقارنة بين كتب المتقدمين (التقييد في الخلف بين الشاطبية والتجريد- تحفة الإخوان في الخلف بين الشاطبية والعنوان)، أو الاقتصار على مسألة صوتية (تجويدية) أو قرائية واحدة (الإعلام في أحكام الإدغام-الاهتداء إلى معرفة الوقف والابتداء).. هذا على مستوى مادتها ومضامينها، أما على مستوى توظيف المصطلحات الصوتية التجويدية فإننا نلاحظ كثافة استعمالها- بالضرورة- في هذه الكتب جميعها، مع تفاوت نسبي بين كتب القراءات التي يقل عدد مصطلحاتها الصوتية إذا ما قورنت بكتب التجويد ذات الطبيعة الصوتية الخالصة.

ولاشك أن كتاب «التمهيد في علم التجويد» يمثل قمة ما وصلت إليه جهود أبي الخير ابن الجزري في حقل الدراسة الصوتية، لاسيما ما يحتاج إليه مجود القرآن الكريم.. وإذا كانت الأبواب الخمسة الأولى من الكتاب تتناول بعض الأمور التمهيدية- كابتداعات بعض القراء في زمان المؤلف، وتحديد معنى التجويد والتحقيق والترتيل، وذكر قراءة الأئمة واختلافها، وبيان معنى اللحن في اللغة وغيرها- فإن الباب السادس يعرض قضايا صوتية خالصة مثل: «الكلام على الحركات والحروف»، وإن كان يُؤخذ على المصنف، في هذا الباب، خوضه في بعض القضايا التي لا طائل منها، كتخصيصه فصلًا كاملًا لمسألة اختلاف الناس في «الحروف» والحركات: أيهما قبل الآخر، أو لم يسبق أحدهما الآخر؟

ويخصص الباب السابع للحديث عن «ألقاب الحروف وعللها»(1)، وهو يميز بين «ألقاب» الأصوات و«صفاتها»، ويتتبع ألقاب الأصوات كما وردت عند الخليل بن أحمد (ت175هـ) في أول كتاب «العين»، وكان يسوق تلك الألقاب والصفات والأصوات الموسومة بها، وعلة تسميتها كذلك على النحو الذي أورده الخليل وغيره من العلماء.

وحصر ألقاب الأصوات في عشرة هي: الحلقية واللهوية والشجْرية والأسلية والنّطْعية واللِّثَوية والذلقية والشفهية والجوفية والهوائية، وهي تسميات منسوبة إلى المخارج التي تنتظم الأصوات المتصفة بها.

وأما الصفات الذاتية للأصوات فقد ذكر منها ما يربو على الثلاثين صفة وهي: المهموسة والمجهورة والشديدة والرخوة والمطبقة والمنفتحة والمستعلية والمستفِلة والصفيرية والهوائية والمُشْرَبة والمكررة والجرْسية والمُصْمَتة والمذْلَقة والمهتوفة والصُّتم و«حروف» القلقلة والإبدال والمد واللِّين والعلة والتفخيم والإمالة والغُنّة والانحراف والاستطالة والتفَشِّي وغيرها..

ولم يكن المؤلف ليغفل عن التعريف بمصطلحاته في كل حين، الأمر الذي يمكن القول معه إن كتاب «التمهيد» يُعتبَر في حد ذاته قاموسًا لأهم المصطلحات الصوتية- التجويدية لو توفرت له فقط بعض الشروط المنهجية المتصلة بعلم صناعة القواميس.

وأما كتاب «النشر في القراءات العشر» فعلى الرغم من اعتباره كتاب قراءات في المقام الأول فإنه لم يخل من مادة صوتية غزيرة، حيث قدم المؤلف وصفًا دقيقًا لأعضاء جهاز النطق، ووصف مخارج الأصوات اللغوية التي حصرها في سبعة عشر مخرجًا قدمها على الشكل التالي(2):

المخرج الأول: الجوف، وهو للألف والواو الساكنة المضموم ما قبلها والياء الساكنة المكسور ما قبلها.

المخرج الثاني: أقصى الحلق، وهو للهمزة والهاء.

المخرج الثالث: وسط الحلق، وهو للعين والحاء المهملتين.

المخرج الرابع: أدنى الحلق إلى الفم، وهو للغين والخاء.

المخرج الخامس: أقصى اللسان مما يلي الحلق وما فوقه من الحنك، وهو للقاف.

المخرج السادس: أقصى اللسان من أسفل مخرج القاف من اللسان قليلًا وما يليه من الحنك، وهو للكاف.

المخرج السابع: من وسط اللسان بينه وبين وسط الحنك، للجيم والشين المعجمة والياء غير المدية.

المخرج الثامن: من أول حافة اللسان وما يليه من الأضراس، وهو للضاد المعجمة.

المخرج التاسع: من حافة اللسان من أدناها إلى منتهى طرفه وما بينها وبين ما يليها من الحنك الأعلى مما فويق الضاحك والناب والرباعية والثنية، وهو للام.

المخرج العاشر: من طرف اللسان بينه وبين ما فوق الثنايا أسفل اللام قليلًا، وهو للنون.

المخرج الحادي عشر: من مخرج النون من طرف اللسان بينه وبين ما فوق الثنايا العليا، غير أنها أدخل في ظهر اللسان قليلًا، وهو للراء.

المخرج الثاني عشر: من طرف اللسان وأصول الثنايا العليا مصعدًا إلى جهة الحنك، وهو للأصوات النطعية (الطاء والدال والتاء).

المخرج الثالث عشر: من بين طرف اللسان فويق الثنايا السفلى، وهو لأصوات الصفير أو الأصوات الأسلية (السين والصاد والزاي).

المخرج الرابع عشر: من بين طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا، وهو للأصوات اللثوية (الظاء والذال والثاء).

المخرج الخامس عشر: من باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العليا، وهو للفاء.

المخرج السادس عشر: مما بين الشفتين، وهو للواو غير المدية والباء والميم.

المخرج السابع عشر: الخيشوم، وهو للغنة.

وذكر المصنف أن لبعض تلك الأصوات فروعًا نحو الهمزة المسهلة بين بين، وألِفَي الإمالة والتفخيم، والصاد المشممة وهي بين الصاد والزاي، واللام المفخمة.. ثم شرع في تعداد صفات الأصوات وألقابها(3) ملتزمًا بما قرره كبار علماء العربية وعلماء التجويد المتقدمون بخصوص تلك الصفات وتعريفها وحصر الأصوات الموسومة بها، فوجدناه يذكر من الصفات الجهر والهمس، حاصرًا الأصوات المهموسة في عشرة تجمعها عبارة « سكت فحثه شخص»، وعرف الهمس بأنه «الصوت الخفي.. فإذا جرى مع الحرف النفس لضعف الاعتماد عليه كان مهموسًا، وإذا منع الحرف النفس أن يجري معه حتى ينقضي الاعتماد كان مجهورًا». وذكر من الصفات الرخاوة والشدة والتوسط بينهما. والشدة ضد الرخاوة وهي «أجد قط بكت»، والمتوسطة في خمسة «لِنْ عُمَر».

ومن صفات الأصوات الاستفال، وضده الاستعلاء، والأصوات المستعلية سبعة (قِظْ خُصّ ضَغْط). ومنها أصوات الإطباق أو الانطباق وهي أربعة (الصاد والضاد والطاء والظاء) وضدها المنفتحة، ومنها أصوات الصفير (الأسلية) وهي (الصاد والسين والزاي)، وأصوات القلقلة (أو اللقلقة) وهي خمسة (القاف والطاء والباء والجيم والدال)، وأصوات المد وهي الجوفية أو الهوائية (الألف والواو والياء)، وصوتا اللين وهما الواو والياء، وصوتا الانحراف (اللام والراء)، وصوتا الغنة (النون والميم )، والصوت المكرر (الراء)، والمتفشي (الشين)، والمستطيل (الضاد).

كما قام المؤلف بتعريف بعض المصطلحات والظواهر الصوتية- التجويدية والقرائية، كالتحقيق والحدر والتدوير والترتيل والوقف والابتداء والسكت، والتفخيم والترقيق والتغليظ، والإدغام والإخفاء والإظهار، والروم والإشمام، والمد ومراتبه، والهمز وتحقيقه وتسهيله، والإمالة وغيرها.

ومن تجليات عبقرية أبي الخير تمكُّنُه من صياغة هذه الظواهر الصوتية- التجويدية والقرائية نظمًا؛ وذلك بغية تقريبها من طالبيها، وتسهيل أمر حفظها وتعليمها.. يقول مثلًا في وصف مخارج الأصوات(4):

(مخارجُ الحروف) سبعةَ عشَرْ

على الذي يختارُه مَن اخْتَبَرْ

فالجوفُ للهاوي وأُخـتَيْه وهي

حروفُ مـدٍّ للهواءِ تنتهـي

وقُلْ لأقصى الحلقِِ همزٌ هاءُ

ثم لِوَسْطِـه فعـينٌ حــاءُ

أَدْناه غيـنٌ خاؤها والـقاف

أقصى اللسان فوقُ ثم الكافُ

أسفلُ والوسْطُ فجيمُ الشينُ يا

والـضادُ من حافـتِه إذْ وَليا

لأضراس من أيسرَ أو يمناها

والـلامُ أدنـاها لمـنتـهاها

والنونُ من طرَفه تحت اجعلوا

والرّا يدانـيه لظهـرٍ أدْخَلُ

والطّاءُ والدالُ وتا منه ومِـن

عُليا الثنايا والصفيرُ مُستكنْ

منه ومن فوقِ الثنايا السفـلى

والظاءُ والـذالُ وثا للعـليا

من طرفيهما ومن بطن الشفهْ

فالفا معَ أطرافِ الثنايا المُشرِفهْ

للشفـتـين الواوُ باءٌ مـيمُ

وغـُنّةٌ مخـرجُها الخيشـومُ

وبعد فراغه من بيان مخارج الأصوات أخذ في تعداد صفاتها مفصلًا مرة ومجملًا أخرى، يقول(5):

(صفـاتُها) جهرٌ ورِخوٌ مستفِلْ

منفـتـِحٌ مصمَتةٌ والضّـدَّ قُلْ

مهموسُها (فحَثَّه شخْصٌ سَكَتْ)

شديـدُها لـفظُ (أجِدْ قَطٍ بَكَتْ)

وبين رِخْوٍ والشديدِ (لِنْ عُمَرْ)

وسَبْعُ عُلْوٍ(خُصَّ ضغْطٍ قِظْ) حَصَرْ

و(صادٌ ضادُ طاءٌ ظاءُ) مطبقهْ

و(فرَّ منْ لُبِّ) الحروفُ المُذْلَقهْ

صفيرُها (صادٌ وزايٌ سينُ)

قلقلةٌ (قُطْبُ جَدٍ) والـلِّيــنُ

(واوٌ وياءٌ) سَكَنا وانـفـتحا

قبلَهـما والانحرافُ صُحِّـحا

في(اللام والرا) وبتكرير جُعِلْ

وللتـفشي الشينُ ضادًا استَطِلْ

ولم يقف أبوالخير ابن الجزري عند حدود تناول هذه الظواهر وتعريفها وتطبيقها على آي الذكر الحكيم، بل وجدناه في العديد من المواقف والمناقشات يتحول إلى ناقد نافذ الرأي والبصيرة. يقول، مثلًا، وهو بصدد تعريف أصوات التفخيم (المستعلية): «.. وقـيل حروف التفخيم هي حروف الإطباق، ولاشك أنها أقواها تفخيمًا، وزاد مكي عليها الألف وهو وهْم، فإن الألف تتبع ما قبلها فلا توصف بترقيق ولا تفخيم»(6). أو قوله في باب ياء الكناية إن «سبط الخياط ذكر الإسكان عن حمزة بكماله وهو سهو»(7). أو مناقشته اختلاف العلماء في مراتب المد الجائز حيث يقول: «وقد اختلفت العبارات في مقدار مده اختلافًا لا يمكن ضبطه ولا يصح جمعه، فقلّ من ذكر مرتبة لقارئ إلا وذكر غيرُه لذلك القارئ ما فوقها أو ما دونها، وهأنا أذكر ما جنحوا إليه وأثبت ما يمكن ضبطه من ذلك»(8). وتصحيحه مفهوم «الإدراج» بأنه «الإسراع وهو ضد التحقيق، لا كما فهمه من لا فهم له من أن معناه الوصل الذي هو ضد الوقف»(9).

وقوله في إبدال الهمزة ألفًا في {هأنتم} (النساء/109 ومحمد/38).. عند ورش: «.. لا يبدلها ألفًا إلا ورش في أحد وجهيه، يعني أن عنده المد والقصر في حال كونه مخففًا بالبدل والتسهيل، إذا أبدل مد وإذا سهل قصر، وليس تحت هذا التأويل فائدة، وتعسفه ظاهر والله أعلم. وبالجملة فأكثر ما ذكر في وجهي كونها مبدلة من همزة أو هاء تنبيه تمحل وتعسف لا طائل تحته ولا فائدة فيه، ولا حاجة لتقدير كونها مبدلة أو غير مبدلة»(10).

وعبارات أخرى- يضيق المجال عن حصرها- تصل أحيانًا إلى حد التقريع والتجريح من نحو: كما ظن من لا اطلاع له على الروايات ومشهور القراءات(11). وطعنه في تخريجات بعض كبار علماء العربية في أمور تتعلق باللغة والنحو، ولاسيما فيما جاء موصولًا خطا فالتبس أمره وكان التنبيه عليه ضروريًّا وذلك «لتعرف أصول الكلمات وتفكيك بعضها من بعض، فقد يقع اشتباه بسبب الاتصال على بعض الفضلاء فكيف بغيرهم؟ فهذا إمام العربية أبوعبدالله بن مالك رحمه الله جعل «إلا» في قوله تعالى: {إلا تنصروه فقد نصره الله} (التوبة: 40) من أقسام إلا الاستثنائية، فجعلها كلمة واحدة، ذكر ذلك في شرح التسهيل، وذهل عن كونهما كلمتين: إن الشرطية، ولا النافية. والأخفش إمام النحو أعرب {ولا الذين يموتون وهم كفار} (النساء: 18)، أن اللام لام الابتداء، والذين مبتدأ وأولئك الخبر. ورأيت أبا البقاء في إعرابه ذكره أيضًا. ولاشك أنه إعراب مستقيم لولا رسم المصاحف، فإنها كتبت: ولا، فهي لا النافية دخلت على (الذين). و(الذين) في موضع جر عطف على (الذين) في قوله: {وليست التوبة للذين يعملون السيئات}(النساء: 18)» (12).

ولقد تميز منهج ابن الجزري في دراسة الأصوات اللغوية بنوع من الشمول، حيث تناول مجمل المباحث المتصلة بالإطار العام للدراسة الصوتية الخالصة والتي لم تختلط بما عداها، كما هو الشأن مع علماء العربية من نحاة ولغويين ممن كانت الدراسة الصوتية عندهم تتعلق بأغراض معجمية (الخليل) أو صرفية (سيبويه وظاهرة الإدغام). ويمكن إجمال طريقة تناول علماء التجويد للأصوات اللغوية في أربعة عناصر هي: معرفة مخارج الأصوات، ومعرفة صفاتها، وما يلحقها حال تركيبها، وأخيرًا إتقان النطق بها برياضة اللسان والتكرار.

يقول ابن الجزري في النشر: «أول ما يجب على مريد إتقان قراءة القرآن تصحيح إخراج كل حرف من مخرجه المختص به تصحيحًا يمتاز به عن مقاربه، وتوفية كل حرف صفته المعروفة به توفية تخرجه عن مجانسه، يعمل لسانه وفمه بالرياضة في ذلك إعمالًا يصير ذلك له طبعًا وسليقة، فكل حرف شارك غيره في مخرج فإنه لا يمتاز عن مشاركه إلا بالصفات، وكل حرف شارك غيره في صفاته فإنه لا يمتاز عنه إلا بالمخرج. كالهمزة والهاء اشتركا مخرجًا وانفتاحًا واستفالًا وانفردت الهمزة بالجهر والشدة. والعين والحاء اشتركا مخرجًا واستفالًا وانفتاحًا، وانفردت الحاء بالهمس والرخاوة الخالصة..»(13). ويضيف: «فإذا أحكم القارئ النطق بكل حرف على حدته موف حقه فليعمل نفسه بإحكامه حالة التركيب؛ لأنه ينشأ عن التركيب ما لم يكن حالة الإفراد وذلك ظاهر، فكم ممن يحسن الحروف مفردة ولا يحسنها مركبة بحسب ما يجاورها من مجانس ومقارب، وقوي وضعيف، ومفخم ومرقق، فيجذب القوي الضعيف، ويغلب المفخم المرقق، فيصعب على اللسان النطق بذلك على حقه إلا بالرياضة الشديدة حالة التركيب، فمن أحكم صحة اللفظ حالة التركيب حصل حقيقة التجويد بالإتقان والتدريب»(14).

ويعود أبوالخير فيقف بنا على حقيقة أخرى تبين لنا غرضًا آخر من أغراض دراسة أصوات اللغة العربية، ويتعلق الأمر هنا بذلك الاتجاه التعليمي الذي جعل علماء التجويد يسرعون إلى معالجة ما أسموه باللحن الخفي، وهو ما يطرأ على أصوات اللغة من خـلل أو تقصير في النطق بها.. أو التلفظ بها دون توفيتها حقَّها مخارجَ وصفاتٍ، ولاسيما حال استعمالها مركبة في السلسلة الكلامية. ويـقابـل اللحـنَ الخفيَّ لحـنٌ جليّ، وهو ما يتصل بالأخـطاء الظاهرة في الحركات نحو نصب فاعل أو رفع مفعـول، وكان علماء التجويد يعـتبرون هـذا من شـؤون علماء العـربية من نحاة وصرفييـن. وكان أبوالخير ابن الجزري يقول: «إن أصل الخلل الوارد على ألسنة القراء في هذه البلاد وما التحق بها هو إطـلاق التفخيمات والتغليظات على طريقٍ أَلِفَتْها الطباعات، تُلُقّيت من العجم، واعتادتها النبط واكتسبها بعض العرب، حيث لم يقفوا على الصواب ممن يُرجَع إلى علمه، ويوثَق بفضله وفهمه، وإذا انتهى الحال إلى هذا فلابد من قانون صحيح يُرجَع إليه، وميزان مستقيم يعوَّل عليه»( 15).

الهوامش

1) انظر: التمهيد في علم التجويد لأبي الخير محمد بن الجزري (ت. البواب- مكتبة المعارف- ط.1- الرياض 1985) ص83 وما بعدها.

2) النشر في القراءات العشر لأبي الخير محمد بن الجزري (مراجعة الضباع- دار الفكر- دون تاريخ) 1/199 وما بعدها. وقارن بالتمهيد ص105- 106.

3) النشر1/202 وما بعدها.

4) شرح طيبة النشر في القراءات العشر لأحمد بن الجزري (ت. الضباع- مكتبة البابي الحلبي- ط1- مصر1950)- ص27 وما بعدها.

5) نفسه ص31 وما بعدها.

6) النشر 1/203.

7) نفسه 1/307.

8) نفسه 1/319.

9) نفسه 1/392.

10) نفسه 1/403.

11) نفسه 1/411.

12) نفسه 2/159.

13) نفسه 1/214.

14) نفسه 1/214-215.

15) نفسه 1/215.