تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: نفثة مصدور/ للعلامة الشيخ حسن العطار رحمه الله تعالى

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    116

    افتراضي نفثة مصدور/ للعلامة الشيخ حسن العطار رحمه الله تعالى

    يقول العلامة الأصولي الفقيه الأديب حسن العطار الشافعي (المتوفى: 1250هـ) في حاشيته على شرح المحلي لجمع الجوامععند ترجمته للإمام ابن سريج: من تأمل ما سطرناه وما ذكر من التصدي لتراجم الأئمة الأعلام على أنهم كانوا مع رسوخ قدمهم في العلوم الشرعية والأحكام الدينية لهم اطلاع عظيم على غيرها من العلوم وإحاطة تامة بكلياتها وجزئياتها حتى في كتب المخالفين في العقائد والفروع يدل على ذلك النقل عنهم في كتبهم والتصدي لدفع شبههم، وأعجب من ذلك تجاوزهم إلى النظر في كتب غير أهل الإسلام، فإني وقفت على مؤلف للقرافي رد فيه على اليهود شبها أوردوها على الملة الإسلامية لم يأت في الرد عليهم إلا بنصوص التوراة وبقية الكتب السماوية حتى يظن الناظر في كتابه أنه كان يحفظها عن ظهر قلب، ثم هم مع ذلك ما أخلوا في تثقيف ألسنتهم وترقيق طباعهم من رقائق الأشعار ولطائف المحاضرات ومن نظر ما دار بين المصنف( السبكي) رحمه الله - وبين عصريه الأديب الصلاح الصفدي من المراسلات البليغة والأشعار الرقيقة علم أنه رحمه الله - ممن تخضع له رقاب البلغاء وتجري(كذا) في مضماره سوابق الأدباء،وكذا ما دار بين سلطان المحدثين الحافظ ابن حجر العسقلاني ومن عاصره من فحول الأدباء من لطائف الأشعار والنكات الأدبية، وكذا العلامة الدماميني بل وبين الحافظ السيوطي والسخاوي من المناقضات وما ألفه من المقامات، وفيما انتهى إليه الحال في زمن وقعنا فيه، علم أن نسبتنا إليهم كنسبة عامة زمانهم، فإن قصارى أمرنا النقل عنهم بدون أن نخترع شيئا من عند أنفسنا، وليتنا وصلنا إلى هذه المرتبة بل اقتصرنا على النظر في كتب محصورة ألفها المتأخرون المستمدون من كلامهم نكررها طول العمر ولا تطمح نفوسنا إلى النظر في غيرها حتى كأنّ العلم انحصر في هذه الكتب، فلزم من ذلك أنه إذا ورد علينا سؤال من غوامض علم الكلام تخلصنا عنه بأن هذا كلام الفلاسفة ولا ننظر فيه، أو مسألة أصولية قلنا: لم نرها في جمع الجوامع، فلا أصل لها، أو نكتة أدبية قلنا: هذا من علوم أهل البطالة، وهكذا، فصار العذر أقبح من الذنب، وإذا اجتمع جماعة منا في مجلس فالمخاطبات مخاطبات العامة والحديث حديثهم فإذا جرى في المجلس نكتة أدبية ربما لا نتفطن لها، وإن تفطنا لها بالَغنا في إنكارها والإغماض عن قائلها إن كان مساويا وإيذائه بشناعة القول إن كان أدنى ونسبناه إلى عدم الحشمة وقلة الأدب، وأما إذا وقعت مسألة غامضة من أي علم كان، عند ذلك تقوم القيامة وتكثر المقالة ويتكدر المجلس وتمتلئ القلوب بالشحناء وتغمض العيون على القذي فالمرموق بنظر العامة الموسوم بما يسمى العلم إما أن يتستر بالسكوت حتى يقال: إن الشيخ مستغرق أو يهذو بما تمجه الأسماع وتنفر عنه الطباع،
    وقالوا سكرنا بحب الإله/ وما أسكر القوم إلا القطع
    فحالنا الآن كما قال ابن الجوزي في مجلس وعظه ببغداد
    ما في الديار أخو وجد نطارحه / حديث نجد ولا خل نجاريه
    وهذه نفثة مصدور فنسأل الله السلامة واللطف.انتهى.
    البيت المذكور ينسب للسهروردي ونسب لغيره، والمطارحات بين الصفدي والسبكي تجد منها شيئا في الطبقات للسبكي.
    قوله: وقالوا سكرنا بحب الإله وما أسكر القوم إلا القطع
    البيت معروف: وقالوا سكرنا بحب الإله/ وما أسكر القوم إلا القصع، فلا أدري أغيرها الشيخ عن قصد ويريد بالقطع الانقطاع أو هو تصحيف في الكتاب وطبعا أنا نقلت من النسخة التي في الشاملة وهي عن طبعة دار الكتب العلمية؟.

  2. #2

    افتراضي رد: نفثة مصدور/ للعلامة الشيخ حسن العطار رحمه الله تعالى

    جزاك الله خيرًا أخي الكريم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •