صاحب المعروف اليوم يُفتح له التحقيقات ، وصاحب المنكر تقام له المؤتمرات والاحتفالات
ـ روى البخاري في الأدب المفرد عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ ، وَمَنْ سَأَلَ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ ، وَمَنْ أَتَى إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَادْعُوا لَهُ ، حَتَّى يَعْلَمَ أَنْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ " .
قوله: (وَمَنْ أَتَى إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَادْعُوا لَهُ ، حَتَّى يَعْلَمَ أَنْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ ).. قال: من، ولم يقل : إذا أتى أحد من معارفك وقدّم لك معروفا ....
فالشك من فاعل المعروف انتشر ، وفعل السنة اندثر في هذه الأزمان من مكافأة فاعل المعروف، ومجازاته ، والثناء ليه ، والدعاء الكثير له ... ولا حول ولا قوة إلا بالله ...
ـ فاليوم ، من صنع إلى الناس معروفا أو قدم لهم النصيحة ، ودعاهم إلى الله والتقرب منه ... توقف الناس قليلا ، ثم شكوا في صانع المعروف ماذا يريد من فعله ولمن ينتمي وما شيوخه وهل هو يقول بكذا وكذا وكذا ... فتح له تحقيقا كأن صاحب المعروف متهم ... وتناسى الناس المعروف الذي قدمه لهم .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ...