(59) باب قول الله تعالى:{يَظُنُّون َ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ}, (ال عمران: 154).
مقصود الترجمة: بيان حكم ظن الجاهلية, وأجمع ما قيل في بيان معناه قول ابن القيم رحمه في: (زاد المعاد) الذي نقله المصنف هنا, إذ قال: ( وهو ظن غير ما يليق بالله), انتهى كلامه. فظنُ الجاهلية هو: ظنُ العبد بربه ما لا يليق.
وتقدم أن الجاهلية: اسم لحال العرب قبل الإسلام, وكل ما أُضِيف إليها فهو محرم, فيكون ظن الجاهلية محرماً, وهو منافي لأصل التوحيد تارةً وكماله تارةً أخرى, فهو نوعان:
أحدهما: ظن العبد بربه ما لا يليق مما يتعلق بأصل الايمان, كـــ: من يعتقد أن لله ولداً, وهذا كفر أكبر.
والآخر: ظنُ العبدِ بربه ما لا يليق مما يتعلق بكمال الايمان, كــ: من يظن أن الله يؤخر نصره لأوليائه مع استحقاقهم له, وهذا كفر أصغر.