بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

هل يجوز أن يدعو لفريق كرة القدم الذي يشجعه بالفوز ؟
منقول من موقع الإسلام سؤال وجواب - فتوى رقم 203199

السؤال: ما حكم الدعاء بكل شيء تريده ، ويسعد قلبك سواءً كَبُر أم صغُرْ ؟ مثل الدعاء بأن يفوز فريقي لكرة القدم ؛ لأنني أخشى من أن يدخل في الدعاء بإثم أو قطيعة رحم.

الجواب :

الحمد لله
أولا : لا يجوز سؤال الله تعالى كل ما تريده النفس وتتمنى حصوله ؛ فإن من ذلك المحرم الذي يسخط الله ولا يجوز سؤاله ، وكم من شيء تهواه النفس يكون في تحقيقه هلكتها .

ثانيا : لا حرج - من حيث الأصل - في لعب الكرة إذا خلا من المحاذير الشرعية ، ككشف العورة أو تفويت صلاة الجماعة ، أو إثارة النعرات والعصبيات الجاهلية ، أو بذل العوض فيها من اللاعبين أو من طرف خارجي .
راجع إجابة الأسئلة السابقة بأرقام : (22305) ، والسؤال رقم : (75644) .
كما أنه لا حرج في مشاهدتها إذا خلت من تلك المحاذير الشرعية .
راجع إجابة السؤال السابق رقم : (95280) .

إلا أن الغالب في هذه اللعبة حصول المخالفات الشرعية أو بعضها بها .

ثالثا : تشجيع فريق كرة القدم وتعلق النفس به وتمني فوزه والفرح لذلك والغضب والحزن لهزيمته : كل ذلك ينبغي على المسلم تركه وعدم الانشغال به ؛ فإنه من الباطل الذي يصد غالبا عن ذكر الله ، ويشغل عن الصلاة ، ويقع به بين الناس العداوة والبغضاء ، ولا يسلم من شره وفتنته إلا القليل .

سئل ابن عثيمين رحمه الله :
كثير من الإخوة هداهم الله يشاهد المباريات من خلال التلفاز ويقول: إن هذا ليس فيه شيء ، مع العلم أن المباريات يظهر فيها كشف العورات خصوصاً المباريات التي تحصل في خارج المملكة ، ويحضر في المدرجات نساء ، وللأسف قد يكون البعض منهم ملتزماً، ويحتج بأنه يتابعها للمشاهدة وليس للتشجيع والحماس ؟

فأجاب :
" الواقع أن ما أشرت إليه قد ابتلي به بعض الناس، وصاروا يهوونه هواية شديدة –أعني : النظر إلى المباريات- حتى أن بعضهم ربما يدع الصلاة مع الجماعة من أجل هذا ، ولا ريب أنه إذا ترك الجماعة من أجل هذا أنه آثم وعاص ؛ لأن الجماعة واجبة ، لكن إذا قدرنا أنه بعد أن صلى العشاء جلس فهنا نقول: جلوسك هذا إن سلمت من الإثم ؛ فإنه لغو، ولكني لا أظنه يسلم من الإثم لأمور:

أولاً : أنه يضيع وقته في غير فائدة ، والوقت أغلى من المال ، وأثمن من المال للعاقل ، ولهذا قال الله تعالى: ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ ) المؤمنون/99،100 ، فهذا يدل على ندمه على ما أضاعه في غير طاعة الله عز وجل.

ثانياً : أنه يوجب تعلق القلب بهذا ، لكن لو فطم نفسه عنه ما همه ، كما هو معروف في الناس ، الذين لا يرونها لا تهمهم ، بل إذا كانوا يشاهدون الأخبار ثم جاءت هذه المباريات أغلقوا التلفاز، لكن إذا صار يشاهدها تعلق قلبه بها وألفها، وصار حبه لها غراماً.

ثالثاً: أنه ربما يغلب في هذه المباراة من هو كافر أو فاسق فيقع في قلبه تعظيمه ومحبته وموالاته وهذه خطيرة.

رابعاً: أنه سيضيع مالاً بما ينفقه على هذا التلفاز من أجرة الكهرباء وكذلك الأضواء في المحل الذي هو فيه ، فربما يستغرق شيئاً كثيراً من الأموال .
لذلك نرى أن مشاهدة هذه المباريات فيها شيء من السفه ، وفيها شيء من الخطر على الإنسان ، فالذي ينبغي لك أيها الحازم ألا تشاهد هذه المباريات " .
انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (11/ 35) بترقيم الشاملة .
وراجع إجابة السؤال رقم : (22636) .

خامسا : وبناء على ما سبق : فلا يظهر لنا مشروعية أن ينشغل المرء بهذه اللعبة ، بحيث تصبح هما شاغلا له ، ويكون له فريق ينشغل به قلبه ، أن يغلب أو لا يغلب ، ولا يظهر لنا مشروعية الدعاء بفوز فريق أو عدمه ، لما في اللعبة ، بالصورة المعهودة من الفرق المحترفة ، من المخالفات الشرعية الكثيرة .

وكون الاعتداء في الدعاء من أسباب عدم الاستجابة ، لا يعني عدم الاستجابة مطلقا في كل دعاء ، وإنما يعني عدم استجابة الدعاء الذي حصل فيه اعتداء .

والله أعلم .

*****
والله أيها الإخوة ما أريد بمكم إلا الخير وما أريد إلا إصلاحا ما استطعت وفيما مكنني فيه ربي ووفقني
والله من وراء القصد و هو حسبنا و نعم الوكيل
والحمد لله