ذابَ القريضُ وناحَتِ الكـلـمـاتُ وتَمَازَجَتْ بِـمِـداديَ الـعَـبَراتُ
وَحَدا بِرَكْبِ الشَّوقِ قُمـريُّ النَّوى فتضـرَّجـتْ بِمـدامِعي الوَجَنَاتُ
وتضرَّمتْ في الصَّدر نِيْـرانُ الجـوى وَكَوتْ حشـايَ وأضلعيْ الآهـاتُ
وَهَمَتْ بِبِيْدِ كـآبتي سُحُبُ الشَّجَا فَنَمَتْ بقَـفْـر سُهـاديَ المـأساةُ
وانسابَ في سِفْرِي نحيبُ قصـائِـدٍ ثكلى تَـنَاسَتْ ثَـغْرَهـا البَسَماتُ
يا مَـنْ رَأيتُ ظِلالَ طَيْفِكَ في الكَرَىْ فَتَرَنَّمـتْ لـِجَمَـالِكَ النَّظَـراتُ
وحَلَلْتَ مـرآةَ الفـؤادِ بخـاطـريْ فتلألأتْ بـسنـائـكَ الـمِـرْآةُ
هذي طيوبُ الطَّيفِ ضَمَّخَتِ الْمَدى فتضَوَّعَتْ فـي دَهْـرِيَ الأوقـاتُ
ونسـيتُ أحزانـي وَبِـتُّ بروضةٍ تَشْـدُو بِزَهْرِ غُصُونِها النَّفحَـاتُ..
حتى إذا ما الطَّيفُ ودَّعَنِيْ ضُـحَىً فاضتْ بنبضِ فؤاديَ الْـحَـسَراتُ.
.ناديتُه.. لكنْ أجـابَنِيَ الصَّـدَى وصرخْتُ حتَّى بُحَّـتِ الأصْـواتُ.
.فمضيتُ في شَجَنٍ تنوحُ حُشاشتِي ومـن الـتَّـوَلُّـهِ والضَّنى أُقْـتاتُ
أستَفُّ آلام الـتَّـشَـتُّـت ِ والنَّوى تَجْري بِـوادِيْ وَجْنَتِيْ الجَـمَـراتُ
أتـجرَّعُ التـذكارَ.. أرتشفُ الأسى أذْوي.. وفي حالـي يَحـار أُسـاةُ
يرمي الجوى روحي على جَمْرِ الغَضَا وتثـورُ بُـركانـاً بِـيَ الـزَّفَرَاتُ
عـدْنِي وأَرْوِ أُوَامَ قلـبٍ ظـامـئٍ قـد جفَّفَتْ مُهَجَاً بِهِ اللَّـفَـحاتُ
كَمْ أَثْخَـنَتْهُ جِـراحُ هجرِ أَحِبَّـةٍ! بل سـافرتْ بِشَغَـافِـهِ الطَّعَـنَاتُ..
.عِدْنِي وَدَعْ أَمَلاً يُغَـرِّدُ في دَمِيْ ..حتَّـى سَرَاْبُ الوعْـدِ مِنْكَ فُراتُ.
.إنْ لَمْ يُقَـدَّرْ فـي الـحياةِ لقاؤُنا فالرُّوحُ تَحْمِلُها لكَ النَّسـَمَـاتُ
أو مُتُّ في صحراءِ هـجـركَ صادِياً فزُلالُ وصْلِكَ للقُـلـوبِ حـيـاةُ
شعر : مصطفى قاسم عباس