بلغني عن فلان !! ..

بلغني ، وأخواتها : زعموا ، وأخبرني الثقة ، وقالوا .. مطيةٌ بائسة هزيلة يتبلـغُ بها من فقدَ حجة النقد العادل ، وتلوث فؤاده بحظوظ النفس المريضة الطالبة للتصدر على حساب تحطيم الآخرين ..

والعاقل : لا يسأل عن صديقه ومَنْ يُجب ، من اتفق من الناس ؛ فقد يُـوافق ، أو يجد مخالفاً له ، أو حاسداً لنعم الله المسبغة على عباده سبحانه ، فيفسد بين العباد بحجة النصيحة الكاذبة ، وهذا النوع الإنساني المعلول كـُـثُـــرٌ في الحياة .. ووَصْفُهم في الأخبار النبوية : أنهم يفرقون بين الأحبة ، ويلتمسون للبرآء العيب ..

ومن عجائب الحاكم على العباد المبرأ من كل عيب !! : أنه جعل من نفسه نائباً للشيطان في تفريق وحدتهم ، واجتماع كلمتهم ، وحجة الاعتماد عنده < بلغني عن فلان كذا وكذا > ، فطار بها فرحاً ومحذراً ومشنعاً على فضلاء الأمة ، ودعاتها ، ومصلحيها ..

ولو كان من الناصحين الصادقين : لاشتغل بنفسه في إصلاحها ، وذو الحجا من نفسه في شاغل وجَـهد ..

والنصيحة لا تُـمنع : لكن من أرأس شروطها : سلامة القصد ، وحكمة الوقت ، وعلم مؤصل بضابط الشرع ، مع رحمة للخلق .. وأين ذلك الإنسان الجامع لتلك الشروط ؛ نعم هو موجود لكنه الوجود العزيز ، الذي لا يوجد إلا في كتاب ، أو تحت تراب ..

ولهم بقايا مخلصة يحفظ الله بهم الفضيلة ، ويكونوا دِلالةَ الأمة لكــلِّ فعلٍ حسنٍ .. والخير في هذه الأمة المرحومة : باقٍ إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومَنْ عليها.

حسن بن محمد الحملي.