التهنئة بأعياد غير المسلمين الدينية ..
التهنئة لغير المسلمين بأعيادهم الدينية < كالنصارى في المسيح - عليه السلام - مولداً ، أو صلباً .. > جاء محرماً وممنوعاً لعلة تمكين إقرارهم فيما بنيت عليه تلك الأعياد من الاعتقادات الفاسدة ؛ كاعتقاد صلب المسيح، أو قيامته أو كونه فداء للبشر، أو ابن الله الوحيد، ونحو ذلك من الباطل الممنوع في شريعة الإسلام ..
وتهنئتهم : داخل في الإقرار لما هم عليه من شعائر الكفر ورضىً به لهم ، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه ، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنئ بها غيره ..
ومن دلائل المنع والتحريم ، قوله تعالى : ( إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ) .
وقال تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) ..
يقول الإمام ابن القيم - رحمه الله - مبيناً ومقرراً لهذا الأصل : ( وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة بهم ، < فحرام بالاتفاق > مثل : أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول : < عيد مبارك عليك > ، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات ، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب !! ، بل ذلك أعظم عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر ، وقتل النفس ، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه .. وكثير ممن لا قدر للدين عنده : يقع في ذلك وهو لا يدري قبح ما فعل ، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة ، أو كفر ؛ فقد تعرض لمقت الله وسخطه ) ( أحكام أهل الذمة 1/441 - 442 ) ..
حسن بن محمد الحملي.