تفسير القرآن بظاهر اللغة ..
القرآن في تفسيره له أصول وعلوم مسطورة في موضعها .. وسأذكر مسألة واحدة .. تكون كاشفة لما بعدها من أمور لا بد من وجودها لمفسر القرآن !! ..
(تفسير القرآن بظاهر اللغة !! ) :
قد يسارع الواحد منا إلى تفسير القرآن بظاهر دلالة اللغة العربية ، دون الرجوع إلى استظهار المعنى المراد من دلائل المنقول عن الشريعة قرآناً وسنة ..
وهذا الاستعجال بالتفسير بمجرد فهم العربية – إنْ وجد ذلك الفهم والتمكن في علومها – هو نوع غلط ، وطريق مزلة يجب تركه والحذر منه ، وهو داخل في النهي الوارد عن التفسير بمجرد الرأي ... والنقل والرجوع إلى أدلة الشرع قرآناً وسنة .. لا بد منه في التفسير ابتداء حتى يُتقى وجود الغلط في تفسير كتاب الله عزَّ وجل ..
ولنضرب لذلك مثالاً :
قوله تعالى : ( وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ) فالناظر إلى ظاهر اللغة دون الرجوع إلى النقل والسماع ، يظن المعنى : أن الناقة كانت مبصرة ، وكذلك علمه قاصر عن معرفة الظلم الحاصل من أمة ثمود ..
والأمثلة كثيرة في هذا المعنى ؛ ولا يمكن الوصول إلى حقيقة دلالة الألفاظ ، ومعاني الخطاب ، إلا من جهة المنقول عن كتاب الله ، وأقوال النبوة ، وفهم الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ..
حسن بن محمد الحملي.