واصلوا وصلكم الله بهداه
نفع الله بكم .
والأصل في علامات الإعراب الحركات دون الحروف فالأصل بالسكون . ولذلك قالوا : وأصل الإعراب الحركة؛ وأصل البناءُ السُّكون ؛ والحرفُ مبنيٌّ ولا حظَّ له في الإعراب .
جزاكم الله خيرا على هذه الإفادة الماتعة شكر الله لكم وبارك فيكم
الإعراب في اللغة له معان كثيرة نظم بعضها أحدهم بقوله
بيانٌ وحسنٌ وانتقالٌ تَغَيُّرُ ........ وعرفانٌ الاعراب في اللغة اعقلاَ
البيان :كمافي الحديث والثيب تعرب عن نفسها.
الحسن :ومنه قولهم جارية عروب أي حسناء.
الإنتقال : ومنه قولهم أعربت إبل الرجل أي انتقلت.
التغير :ومنه قولهم أعربت معدة الرجل أي تغيرت من حال إلى حال.
العرفان :منه أعرب الرجل ُإبلَه أي عرفها.
فائدة على هامش الموضوع : من القواعد المشهورة قولنا الزيادة في المبنى تفيد الزيادة في المعنى، وهذا القول ليس على إطلاقه وإنما هو في الغالب ،ومن غير الغالب قولنا مثلا فلان عدل وفلان عادل ،فعادل زائدة في مبناها عن عدل ولكن إذا نظرنا إلى المعنى نجد قولنا فلان عدل أكثر دلالة ومعنى من قولنا فلان عادل ،ويمكن استبدال هذه العبارة بقولنا :الاختلاف في المبنى يفيد الاختلاف في المعنى والله أعلم.
أنا في مشاركتي السابقة لم أقصد الفعل عَدَلَ بل قصدت صيغة المبالغة عَدْلُ وهي في المعنى بلا شك أكثر من اسم الفاعل عادل ،مع أن عادل مبناها أكثر من عدل ،وكما ترين فزيادة المبنى هنا لم تفد زيادة في المعنى وأعطي مثالا آخر ليتضح الأمرجليا : هناك بعض الأفعال تكون موافقة لأفعال أخرى في المعنى مثل استكبر مع تكبر فهنا الفعلان لهما نفس المعنى بحيث أن زيادة مبنى استكبر عن تكبر لم تفدنا زيادة في المعنى وكما قلت هذا من غير الغالب لذلك فقولنا كلّ زيادة في المبنى زيادةٌ في المعنى ليست على إطلاقها والله أعلم
للرفع
الاسم قيل مشتقٌّ من السِمَة وهي العلامة وقيل مشتق من السمو وهي الرفعة والشرف ،والصحيح أنه مشتق من السمو لأن هذا الأخير يجمع على أسماء ويصَغَّرُ على سُمَي ٌّ مثله مثل الاسم وإلى هذا أشار الشاعر بقوله :
واشْتَقَّ الاسمَ مِنْ سَمَا البصْرِيُّ ...... واشْتَقَّهُ مِنْ وَسَمَ الكُوفيُّ
والمذهبُ المُقَدَّمُ الجَلِيُّ .............. دَلِيلُهُ الأَسْمَاءُ والسُّمَيُّ
بوركت و دام نفعك .
الممنوع من الصرف هو ما لايقبل التنوين والخفض، والموانع من الصرف تسعة جمعها ابن النحاس في قوله :
اجمعْ وزنْْ عادلا أنثْ بمعرفةٍ...... ركبْ وزدْ عجمة ً فالوصفُ قدْ كَمُلا
وجمعها آخر بقوله :
أنثْ وركبْ وصفْ واعدلْ بمعرفةٍ ...... واجمعْ وزدْ واسترحْ منْ عُجْمَةٍ وزنِ
طرفة:
وقف سائل بباب نحوي فقرعه ،فقال النحوي :من بالباب فقال :سائل. فقال له النحوي: انصرف راشدا .فقال السائل: اسمي أحمد .فقال النحوي لغلامه: أعطه واصرفه.
إعراب الأسماء الستة
تعرب الأسماء الستة وهي الأب والأخ والحم( الحم فسره النووي بأنه قريب الزوج كأخيه وابن أخيه وابن عمه )والفم وذو والهن(منهم من لايذكر الهن وهو كناية عن الفرج من باب عدم ذكر ما يستقبح ذكره) بالحروف النائبة عن الحركات ،فترفع بالواو وتنصب بالألف وتجر بالياء إلا أن الفصيح في هن أن تعرب بالحركات الظاهرة على النون .
ويشترط في هذا الإعراب شروط عامة وخاصة:
أما الشروط العامة فهي :
1-ان تكون هذه الأسماء مفردة
2-أن تكون مكبرة
3-أن تكون مضافة
4-أن لا تضاف لياء المتكلم
وأما الشروط الخاصة فهي :
1-أن تكون ذو بمعنى صاحب
2-أن تكون فم مجردة من الميم
أب وأخ وحم فيها ثلاث لغات وهي الإتمام والنقص والقصر
1- لغة الإتمام وهي التي تكون بالواو رفعا وبالألف نصبا وبالياء جرا
فتقول :جاء أبوك ورأيت أباك ومررت بأبيك
2- لغة القصر وتكون بالألف رفعا ونصبا وجرا
فتقول :جاء أباه ورأيت أباه ومررت بأباه
3- لغة النقص وتكون بحذف الواو والألف والياء وتعرب بالحركات الظاهرة
فتقول :جاء أبُه ورأيت أبَه ومررت بأبِه.
ولغة الإتمام أشهر من لغة القصر ،والقصر أشهر من النقص ،وهذه الأخيرة لغة نادرة .
وفي الهن لغتان الإتمام والنقص ،أشهرهما النقص والإتمام قليل.
أما في ذو وفو فليس فيهما إلا لغة واحدة وهي الإتمام.
الفرق بين الأداة والحرف
الأداة أعم من الحرف ،فقد تم إطلاقها لتشمل الحروف والأسماء التي تعمل عمل الحروف كأسماء الشرط والجزم والاستفهام ... ولكن هناك من يرفضها رفضا قاطعا وينكر وجودها ويعد ذلك خطأ شائعا ومنهم الأستاذ عبده الراجحي حيث قال في كتابه التطبيق النحوي : (يخطىء بعض الدارسين حين يستعمل في دراسة النحو كلمة (أداة ) فيقول : أداة استفهام أو أداة نفي أو أداة شرط ، وذلك كله خطأ لأن الكلمة العربية كما حددها النحاة ليس فيها أداة ، وإنما هي اسم وفعل وحرف ليس غير .
ولو أنكَ أعربت( - هل - متى -من ) أنها أداة استفهام لما أعانك ذلك على معرفة موقعها الإعرابي ولا على ارتباطها بما يتلوها من الكلمات .)
ولكن ورد عن المتقدمين استعمال مصطلح الأدوات في كتبهم منهم سيبويه الأشموني وابن هشام والمرادي ،قال الأشموني :(وهو أن تأخذ أداة الشرط جوابها ).وقال سيبويه : (وللقسم والمقسم به أدوات في حروف الجر وأكثرها الواو ثم الباء).
للرفع